تعريف الفلسفة ومفهوم فلسفة التربية ووظائفها للمعلمين
أستاذ المادة ابراهيم محي ناصر الطهمازي
الكلية كلية التربية للعلوم الصرفة
محاضرة اولى مفهوم التربية
وهنا نتجاوز المعنى اللغوي لكلمة التربية لأنها تتعدد بتعدد للغات فلكل لغة له دلة لغية لكلمة التربية في القواميس من ربا يربو تربية اي نما تطور اي تبلغ الاشياء الى كماله شيئا فشيئا وهذا يعني ان تربية الانسان يقصد بها طيره قوة الانسان الموجودة في فطرته اي تطوير قواه العقلية والوجدانية والجسمية والاجتماعية وانماط سلوكه في النظام الاجتماعي وان كلمة التربية في كل اللغات تعني النهوض والتنشئة والاصلاح واظهار قوى الشي وامكاناته ولكن التربية في المجتمعات الانسانية مختلفة ي فلسفتها وادافها ومضامينها والكثير ن عملياتها وتقيمها ويرجع السبب الى التباين في الفلسفات الاجتماعية التي تحدد سياسة التربية في المجتمعات الانسانية ومهما اختلفت التعريفات لكلمة التربية في المجتمعات الانسانية فأنها اينما تكون تتوجه نحو الانسان وسلوكه والثقافة والمجتمع والنماء والفلسفة الاجتماعية ومضامينها المعرفية والقيمية وهذه العناصر تشكل ضبطا واحدا ينظم العملية التربوية في المجتمعات الانسانية المختلفة حيث يري ناصر (1989) انها توجيه او تشكيل للحياة وانها عملية تكييف وتكيف مع المحيط وان التربية هي التكيف مع المحيط ويرى غالب (1970) ان التربية هي اعداد التلاميذ للمهمة الكبرى وهي الحياة السعيدة وانها عملية تحويل الطفل البدائي الى انسان متمدن وانها وسيلة او عملية تحدد بها طريقة معيشتنا وانها عمليه نقل المعارف والخبرات والمهارات والعادات من فرد الى فرد ومن جيل الى جيل مع تحسينها وتوسعها وانها وسيلة حسنة لضمان التكيف المطلوب بين الدوافع الداخلية والظروف الخارجية وانها عملية تمحيص للتراث وتقويمه في الماضي والحاضر لفرص بناء مستقبل افضل وانها عملية اكتشاف مواهب الافراد وقابلياتهم لفرص تنميتها والاستفادة منها لصالح الفرد والمجتمع وانها النمو وانها صنع المواطن الصالح وانها تيف الانسان نفسه لما يعلمه عن الله في البيئة البشرية ويلاحظ من كل التعاريف السابقة التي قد بلفت 14 تعريفا انها تعريفات غير مكتملة وتثير غموضا حول تعريف كلمة تربية فهل هنالك تعريفات اكثر شمولا يمكن اعتمادها نعم يمكن تعريف التربية بالصيغة الاتية التربية عملية ضبط العلم وتوجيهه نحو اهداف جيدة التحديد يمكن تحقيقها في حياة جماعة المتعلمين على ايي هيئة مدربة ومعدة اعدادا علميا للتعليم والادارة والتعليم المدرسي بواسطة منهج مدرسي محكم التخطيط وبوسائل مناسبة واصول وفنون واساليب وطرائق صحيحة في بيئة وابنية وتسهيلات معدة خاصة لذلك وما العلاقة بين التعليم والتربية فالتعليم يتوجه لأحداث تغيير وتطوير في سلوك الفرد المتعلم بصورة ذاتية في حين ان التربية تتوجه لأحداث ضبط وتنظيم وتوجيه للتعلم وما ينطوي عليه من سلوكيات وجعلها تنصب في اطر هذه الاهداف المقصودة من اجل تحقيق هذه الاهداف في شخصية المتعلم وحياته وبالتالي تمكن الفرد من التكييف والتوازن والعيش مع المستجدات داخل المجتمع الانساني وقد ورد في تقرير اليونسكو (1999) ان التربية الانسان لها وظائف عديدة منها يتعلم الانسان ليعرف ويتعلم ليعمل ويتعلم ليشارك الاخرين ويتعلم ليكون ويمكن تعريف التربية بانها العمليات التي يتفاعل معها الانسان ليتعلم من اجل النهوض بقواه الفطرية والعقلية والادراكية والوجدانية والانفعالية والاجتماعية والحركية الادائية واكسابه الخبرة المعرفية والقيمية والاجتماعية لمواجهه الحياة والتكيف معها والقيام بأدوار الاجتماعية بما يتلاءم مع المواطنة السليمة والوعي بشروط تقدم المجتمع والتوازن مع معطياه الحياة ويمكن اضافة تعريفات اخرى ولكن المهم هو ان نلتقط من كل التعريفات التي مرت ان التربية هي ادراك العقل التربوي والقصد الذي يتوجه اليه في سياق الفرد والمجتمع والثقافة والنماء الاجتماعي كما ندرك ان التربية عملية تنطوي على توجيه معرفي وقيمي وفلسفي يتطلبه النظام الاجتماعي بالضرورة للمحافظة على شخصيته الثقافية وتماسك كيانه الاجتماعي والنهوض في سياق المتغيرات الثقافية والمستجدات الحياتية التي لا تتوقف داخل المجتمعات الانسانية واذا تأملت التباين في مفهوم التربية داخل المجتمعات الانسانية تجد ان ذلك يعود الى اختلاف الاوضاع الحضارية في هذه المجتمعات من حيث درجة حضارتها وفلسفتها وارتباط ذلك بالنظام التربوي الذي هو اداة صياغة المجتمع في ضوء امكاناته وتطلعاته لذلك فان التربية في المجتمعات القديمة تختلف في مفهومها واهدافها وطرائقها وسياستها عن وظيفة التربية في المجتمعات المعاصرة
ما طبيعة العلاقة المتبادلة بين المعرفة والتربية
وهنا نبين طبيعة العمليات التربوية والمعرفية فاذا كانت التربية عمليات فكيف تقدم المعرفة من خلال هذه العمليات التربوية الى الانسان من اجل انمائه وتطوير سلوكه ونمط فعله في الوجود وبيان ذلك ما يلي
1-فعن طريق التربية يكتسب الانسان اللغة وما تحمله من دلالات ومعان ورموز للتعبير عن عالم الاشياء والظواهر في الحياة فتساعد على النمو في التفكير والقدرة على الوصف واستخدام الرموز وتقديم الحجج والبراهين في اثناء الحوار
2-وعن طريق التربية يكتسب الانسان مفاهيم ومبادئ وقوانين واتجاهات وقيم وادوار النظام الاجتماعي الذي يعيش فيه
3-وعن طريق التربية يكتسب الانسان المعرفة المتصلة بخصائص موضوعات العالم الطبيعي واشيائه فيتعلم المفاهيم والمبادئ التي يقوم عليها العالم الطبيعي وعن طيق هذه المفاهيم والمبادئ يصبح الانسان اكثر وعيا لهذا العالم
4-وعن طرق التربية يستطيع الانسان ان يفهم المعرفة الدينية ويتعرف على موضوعاتها المختلفة او يشكل علاقة وعي مع هذه المعارف التوحيد بالله وتشريعات المجتمع وعبادة الخالق ولولا هذه المعرفة الدينية لا نقطع الانسان عن الرسل والانبياء الذين اتارهم الله لتبليغ رسالته
5-وعن طريق التربية يمكن تقديم ما يستجد من معارف ومكتشفات علمية من اجل تواصل الانسان مع المعرفة التي تفتضيهاِ طبيعة الحياة والاحتياجات الحضارية وبهذه العرفة يستطيع الانسان ان يتوازن مع المستجدات الثقافية
6-وعن طريق التربية يمكن اكتساب المعرفة الكمية والنوعية التي تعمل على تعظيم القدرات الانسانية وتوظيف اقتصاد المعرفة لتنظيم قدرة الانسان وانجازاته وتفعيل دوره الاجتماعي
وصفوة القول فان العلاقة بين التربية والمعرفة هي علاقة جدلية ودورية وليست علاقة خطية باتجاه واحد فالتربية تعمل على تطوير المعرفة بفضل ما تثيره من انماط في خصائص التفكير الانساني والمنهجية والسلوك الانساني والمعرفة تعمل على تطوير التربية بفضل المكتشفات العلمية الجديدة في سياق طبيعة الانسان او المادة التعليمية او التقنيات او غير ذلك من الوان معرفية تنفع الانسان ومجتمعه
العلاقة بين الفلسفة والتربية
لقد حاول التفكير الفلسفي عند الانسان اقتحام موضوعات عديدة اشتملت الكون , قضايا الحياة ,الوجود الانساني ,القيم, الاخلاق, وقد قدم هذا الفكر الفلسفي اجابات عن الاسئلة التي كان يثيرها الانسان بسبب تساؤلاته او رغبته في تفسير ظواهر الحياة والطبيعة التجريبية الانسانية التي يعيشها في حياته وقدمت الفلسفة مفاهيم عديدة في سياق الطبيعة الانسانية , الخير , الشر , الحرية , الارادة , المعرفة وطريقة اكتسابها والنظام الاجتماعي وتنظيمه وقيمه وسياساته ونظام الحكم فيه والسلطة وطبيعة الوجود والعلاقات بين الافراد والجماعة .
ومنذ ان اصبح المجتمع يلجا الى العملية التربوية لتدعيم النظام الاجتماعي وتربية ابنائه حاول التفكير الفلسفي ان يفرض نفسه على العملية التربوية لأنها بحاجه ماسة الى هذا التفكير الفلسفي الذي اعطاه الكثير من المضامين التربوية والطرائق التي تمثل في الاهداف التربوية والخبرات التعليمية وطرائق التدريس والتعلم والتعليم وغير ذلك من طرق التقويم وظلت التربية تستعين في نتائج الفكر الفلسفي وحصاده في اطار العالم التأملي والتحليلي النقدي من حيث اختيار توجهاتها واهدافها ومضامينها الى وقت قريب حيث كانت الفلسفة ام العلوم جميعها وبعد التقدم العلمي وبلورة النظم المعرفية في اطار طبائعها المنهجية اصبح لكل فرع معرفي طبيعته الخاصة ونظامه المعرفي واستقلت الفروع العلمية واخذت تتغير طبيعة العلاقة بين الفلسفة وبين التربية فبدلا من ان تستمر العلاقة الفلسفية العامة وبين التربية كما كان من قبل اصبح لكل لون معرفي فلسفته الخاصة به فهناك فلسفة المعرفة والعلم والرياضيات والتاريخ والفنون ولسفة اللغة واخيرا فلسفة التربية فماذا تعني فلسفة التربية في اطار العمل التربوي
مفهوم فلسفة التربية
نعلم ان للمعرفة الفلسفية طبيعة تتميز بها ومنهجا خاصا بها من اجل دراستها وابحث فيها فهذه المنهجية تعتمد على دقة المصطلحات وصرامة المعاني والبحث عن الاسباب الخلقية وتجاوز الجزئيات الى البحث في الكليات والشمول في المعالجة اضافة الى خبرة الفيلسوف وحكمته والارادة العامة من اجل الكشف عن دلالاتها وما ترمي اليه من معان في هذه الحياة وحينما توجه الفلسفة العلمية التربوية فان ذلك ينحصر في اطار الخبرة التربوية دون غيرها وبهذا فان فلسفة التربية هي فلسفة خاصة تعنى بالقضايا التربوية ومعالجتها وفي هذا السياق والتوجه فان فلسفة التربية تعني : حالة من الوعي الانساني الذي يقوم على التفكير الناقد الذي يستند الى تطبيق طبيعة النظرة الفلسفية والمنهج الفلسفي على ميدان العمل التربوي بهدف تصميم بنيته واختيار اهدافه ومضامينه وطرائقه فضلا عن توضيح هذه العناصر وتفسيرها وتحليلها ونقدها بقصد ادراكها وتفسيرها وتطورها في ضوء فهم المتغيرات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية والتجديدات المستمرة حتى تبقى التربية الية المجتمع الفعالة في تحقيق التوازن الثقافي في واقع الحياة
وظائف فلسفة التربية
تؤدي فلسفة التربية للعملية التربوية العديد من الوظائف منها
1-توضيح القضايا التربوية التي يتطلبها العمل التربوي في التعليم المدرسي ومحاولة تفسيرها وتاؤليها
2-تحديد المعاني والمفاهيم عند المعلمين في الميدان التربوي من اجل تحقيق التفاهم المشترك وازالة الغموض عن المصطلحات المستعملة حتى لا يشكل الخصام والجدل بسبب فوضى المعاني والتعابير المستعملة في تحديد القضايا للمناقشة
3-تقوم لسفة التربية بجمع المعلومات والحقائق والمفاهيم والمبادئ وغيرا مما يمكن ان يستخلص من مصادر متعددة او نظم معرفية مختلفة مثل علم النفس التربوي علم الاجتماع والعمل على تنظيمها وتنسيقها وصياغتها على شكل فرضيات او نماذج تربوية يفاد منها في تطوير النظام التربوي القائم
4- مقارنة وجهات النظر المختلفة ومقابلتها لتسريع التبني الجديد وفيها يقوم المحاورون بدراسة وجهات النظر المختلفة في الموضوع ومقابلتها مع بعضها بعضا في ضوء محطات ومعايير موضوعية تاريخية وثقافية واجتماعية ودينية ومعرفية واخلاقية
5- اقتراح خطوط جديدة للتحديث وهو طرح فلسفة تربوية لمعالم جديدة لتطور النظام المعرفي او تحسين كفايات او حل المشكلات التي يواجها بسبب التغيرات الثقافية والمعلوماتية المتسارعة
6- تعمل فلسفة التربية على تغيير المجتمع عن طريق تشكيل الاتجاهات وطرح المفاهيم والقيم التي تقبل التغير من اجل تجاوز الحاضر الى المستقبل
اهمية فلسفة التربية للمعلمين
بمراجعه ما كتب عن فلسفة التربية ودلالاتها ووظائفها للعملية التربوية واطرافها المختلفة فان القارئ يستطيع ان يستخلص اهمية الفلسفة التربوية الى المعلمين الذين يحتلون دورا حيويا في النظام التربوي ومنظوماته المتعددة فما هي اهمية فلسفة لتربية للمعلمين وكيف تعمل على ترقية ادوارهم في العملية التربوية
1- ان وجود فلسفة تربوية للنظام التعليمي تتيح للمعلمين الفرصة لتطبيق مبادئ منظمة تساعدهم على حل المشكلات التي تواجههم في المدرسة توضح الطريق امامهم لفهم العلاقات المتبادلة بين المدرسة والمجتمع الذي وجد فيه
2- ان فلسفة التربية تساعد المعلمين على الربط بين الابعاد العقلية النظرية وبين الابعاد العقلية في الميدان التربوي لان الفلسفة التربوية تجسد العلاقة بين الجانب الفلسفي والعملي في العملية التربوية
3- ان فلسفة التربية تمد المعلمين بالقوة والقناعة والسلطة في اتخاذ القرار الذي يأخذونه تجاه اي موضوع في العملية التربوية بفضل ما نزودهم به من معلومات ومعارف وتبريرات
4- ان فلسفة التربية تساعد المعلمين على مباشرة العمل الفلسفي في اختيار اتجاهاتهم واعتقاداتهم ومنظومة قيمهم التي يقدمونها الى الاخرين من خلال ادوارهم التعليمية داخل المدرسة وخارجها
5- توعية المعلمين بكل ما يوجد من مكونات للنظام التربوي وما فيه من تناقضات او معيقات
وهنا نتجاوز المعنى اللغوي لكلمة التربية لأنها تتعدد بتعدد للغات فلكل لغة له دلة لغية لكلمة التربية في القواميس من ربا يربو تربية اي نما تطور اي تبلغ الاشياء الى كماله شيئا فشيئا وهذا يعني ان تربية الانسان يقصد بها طيره قوة الانسان الموجودة في فطرته اي تطوير قواه العقلية والوجدانية والجسمية والاجتماعية وانماط سلوكه في النظام الاجتماعي وان كلمة التربية في كل اللغات تعني النهوض والتنشئة والاصلاح واظهار قوى الشي وامكاناته ولكن التربية في المجتمعات الانسانية مختلفة ي فلسفتها وادافها ومضامينها والكثير ن عملياتها وتقيمها ويرجع السبب الى التباين في الفلسفات الاجتماعية التي تحدد سياسة التربية في المجتمعات الانسانية ومهما اختلفت التعريفات لكلمة التربية في المجتمعات الانسانية فأنها اينما تكون تتوجه نحو الانسان وسلوكه والثقافة والمجتمع والنماء والفلسفة الاجتماعية ومضامينها المعرفية والقيمية وهذه العناصر تشكل ضبطا واحدا ينظم العملية التربوية في المجتمعات الانسانية المختلفة حيث يري ناصر (1989) انها توجيه او تشكيل للحياة وانها عملية تكييف وتكيف مع المحيط وان التربية هي التكيف مع المحيط ويرى غالب (1970) ان التربية هي اعداد التلاميذ للمهمة الكبرى وهي الحياة السعيدة وانها عملية تحويل الطفل البدائي الى انسان متمدن وانها وسيلة او عملية تحدد بها طريقة معيشتنا وانها عمليه نقل المعارف والخبرات والمهارات والعادات من فرد الى فرد ومن جيل الى جيل مع تحسينها وتوسعها وانها وسيلة حسنة لضمان التكيف المطلوب بين الدوافع الداخلية والظروف الخارجية وانها عملية تمحيص للتراث وتقويمه في الماضي والحاضر لفرص بناء مستقبل افضل وانها عملية اكتشاف مواهب الافراد وقابلياتهم لفرص تنميتها والاستفادة منها لصالح الفرد والمجتمع وانها النمو وانها صنع المواطن الصالح وانها تيف الانسان نفسه لما يعلمه عن الله في البيئة البشرية ويلاحظ من كل التعاريف السابقة التي قد بلفت 14 تعريفا انها تعريفات غير مكتملة وتثير غموضا حول تعريف كلمة تربية فهل هنالك تعريفات اكثر شمولا يمكن اعتمادها نعم يمكن تعريف التربية بالصيغة الاتية التربية عملية ضبط العلم وتوجيهه نحو اهداف جيدة التحديد يمكن تحقيقها في حياة جماعة المتعلمين على ايي هيئة مدربة ومعدة اعدادا علميا للتعليم والادارة والتعليم المدرسي بواسطة منهج مدرسي محكم التخطيط وبوسائل مناسبة واصول وفنون واساليب وطرائق صحيحة في بيئة وابنية وتسهيلات معدة خاصة لذلك وما العلاقة بين التعليم والتربية فالتعليم يتوجه لأحداث تغيير وتطوير في سلوك الفرد المتعلم بصورة ذاتية في حين ان التربية تتوجه لأحداث ضبط وتنظيم وتوجيه للتعلم وما ينطوي عليه من سلوكيات وجعلها تنصب في اطر هذه الاهداف المقصودة من اجل تحقيق هذه الاهداف في شخصية المتعلم وحياته وبالتالي تمكن الفرد من التكييف والتوازن والعيش مع المستجدات داخل المجتمع الانساني وقد ورد في تقرير اليونسكو (1999) ان التربية الانسان لها وظائف عديدة منها يتعلم الانسان ليعرف ويتعلم ليعمل ويتعلم ليشارك الاخرين ويتعلم ليكون ويمكن تعريف التربية بانها العمليات التي يتفاعل معها الانسان ليتعلم من اجل النهوض بقواه الفطرية والعقلية والادراكية والوجدانية والانفعالية والاجتماعية والحركية الادائية واكسابه الخبرة المعرفية والقيمية والاجتماعية لمواجهه الحياة والتكيف معها والقيام بأدوار الاجتماعية بما يتلاءم مع المواطنة السليمة والوعي بشروط تقدم المجتمع والتوازن مع معطياه الحياة ويمكن اضافة تعريفات اخرى ولكن المهم هو ان نلتقط من كل التعريفات التي مرت ان التربية هي ادراك العقل التربوي والقصد الذي يتوجه اليه في سياق الفرد والمجتمع والثقافة والنماء الاجتماعي كما ندرك ان التربية عملية تنطوي على توجيه معرفي وقيمي وفلسفي يتطلبه النظام الاجتماعي بالضرورة للمحافظة على شخصيته الثقافية وتماسك كيانه الاجتماعي والنهوض في سياق المتغيرات الثقافية والمستجدات الحياتية التي لا تتوقف داخل المجتمعات الانسانية واذا تأملت التباين في مفهوم التربية داخل المجتمعات الانسانية تجد ان ذلك يعود الى اختلاف الاوضاع الحضارية في هذه المجتمعات من حيث درجة حضارتها وفلسفتها وارتباط ذلك بالنظام التربوي الذي هو اداة صياغة المجتمع في ضوء امكاناته وتطلعاته لذلك فان التربية في المجتمعات القديمة تختلف في مفهومها واهدافها وطرائقها وسياستها عن وظيفة التربية في المجتمعات المعاصرة
ما طبيعة العلاقة المتبادلة بين المعرفة والتربية
وهنا نبين طبيعة العمليات التربوية والمعرفية فاذا كانت التربية عمليات فكيف تقدم المعرفة من خلال هذه العمليات التربوية الى الانسان من اجل انمائه وتطوير سلوكه ونمط فعله في الوجود وبيان ذلك ما يلي
1-فعن طريق التربية يكتسب الانسان اللغة وما تحمله من دلالات ومعان ورموز للتعبير عن عالم الاشياء والظواهر في الحياة فتساعد على النمو في التفكير والقدرة على الوصف واستخدام الرموز وتقديم الحجج والبراهين في اثناء الحوار
2-وعن طريق التربية يكتسب الانسان مفاهيم ومبادئ وقوانين واتجاهات وقيم وادوار النظام الاجتماعي الذي يعيش فيه
3-وعن طريق التربية يكتسب الانسان المعرفة المتصلة بخصائص موضوعات العالم الطبيعي واشيائه فيتعلم المفاهيم والمبادئ التي يقوم عليها العالم الطبيعي وعن طيق هذه المفاهيم والمبادئ يصبح الانسان اكثر وعيا لهذا العالم
4-وعن طرق التربية يستطيع الانسان ان يفهم المعرفة الدينية ويتعرف على موضوعاتها المختلفة او يشكل علاقة وعي مع هذه المعارف التوحيد بالله وتشريعات المجتمع وعبادة الخالق ولولا هذه المعرفة الدينية لا نقطع الانسان عن الرسل والانبياء الذين اتارهم الله لتبليغ رسالته
5-وعن طريق التربية يمكن تقديم ما يستجد من معارف ومكتشفات علمية من اجل تواصل الانسان مع المعرفة التي تفتضيهاِ طبيعة الحياة والاحتياجات الحضارية وبهذه العرفة يستطيع الانسان ان يتوازن مع المستجدات الثقافية
6-وعن طريق التربية يمكن اكتساب المعرفة الكمية والنوعية التي تعمل على تعظيم القدرات الانسانية وتوظيف اقتصاد المعرفة لتنظيم قدرة الانسان وانجازاته وتفعيل دوره الاجتماعي
وصفوة القول فان العلاقة بين التربية والمعرفة هي علاقة جدلية ودورية وليست علاقة خطية باتجاه واحد فالتربية تعمل على تطوير المعرفة بفضل ما تثيره من انماط في خصائص التفكير الانساني والمنهجية والسلوك الانساني والمعرفة تعمل على تطوير التربية بفضل المكتشفات العلمية الجديدة في سياق طبيعة الانسان او المادة التعليمية او التقنيات او غير ذلك من الوان معرفية تنفع الانسان ومجتمعه
العلاقة بين الفلسفة والتربية
لقد حاول التفكير الفلسفي عند الانسان اقتحام موضوعات عديدة اشتملت الكون , قضايا الحياة ,الوجود الانساني ,القيم, الاخلاق, وقد قدم هذا الفكر الفلسفي اجابات عن الاسئلة التي كان يثيرها الانسان بسبب تساؤلاته او رغبته في تفسير ظواهر الحياة والطبيعة التجريبية الانسانية التي يعيشها في حياته وقدمت الفلسفة مفاهيم عديدة في سياق الطبيعة الانسانية , الخير , الشر , الحرية , الارادة , المعرفة وطريقة اكتسابها والنظام الاجتماعي وتنظيمه وقيمه وسياساته ونظام الحكم فيه والسلطة وطبيعة الوجود والعلاقات بين الافراد والجماعة .
ومنذ ان اصبح المجتمع يلجا الى العملية التربوية لتدعيم النظام الاجتماعي وتربية ابنائه حاول التفكير الفلسفي ان يفرض نفسه على العملية التربوية لأنها بحاجه ماسة الى هذا التفكير الفلسفي الذي اعطاه الكثير من المضامين التربوية والطرائق التي تمثل في الاهداف التربوية والخبرات التعليمية وطرائق التدريس والتعلم والتعليم وغير ذلك من طرق التقويم وظلت التربية تستعين في نتائج الفكر الفلسفي وحصاده في اطار العالم التأملي والتحليلي النقدي من حيث اختيار توجهاتها واهدافها ومضامينها الى وقت قريب حيث كانت الفلسفة ام العلوم جميعها وبعد التقدم العلمي وبلورة النظم المعرفية في اطار طبائعها المنهجية اصبح لكل فرع معرفي طبيعته الخاصة ونظامه المعرفي واستقلت الفروع العلمية واخذت تتغير طبيعة العلاقة بين الفلسفة وبين التربية فبدلا من ان تستمر العلاقة الفلسفية العامة وبين التربية كما كان من قبل اصبح لكل لون معرفي فلسفته الخاصة به فهناك فلسفة المعرفة والعلم والرياضيات والتاريخ والفنون ولسفة اللغة واخيرا فلسفة التربية فماذا تعني فلسفة التربية في اطار العمل التربوي
مفهوم فلسفة التربية
نعلم ان للمعرفة الفلسفية طبيعة تتميز بها ومنهجا خاصا بها من اجل دراستها وابحث فيها فهذه المنهجية تعتمد على دقة المصطلحات وصرامة المعاني والبحث عن الاسباب الخلقية وتجاوز الجزئيات الى البحث في الكليات والشمول في المعالجة اضافة الى خبرة الفيلسوف وحكمته والارادة العامة من اجل الكشف عن دلالاتها وما ترمي اليه من معان في هذه الحياة وحينما توجه الفلسفة العلمية التربوية فان ذلك ينحصر في اطار الخبرة التربوية دون غيرها وبهذا فان فلسفة التربية هي فلسفة خاصة تعنى بالقضايا التربوية ومعالجتها وفي هذا السياق والتوجه فان فلسفة التربية تعني : حالة من الوعي الانساني الذي يقوم على التفكير الناقد الذي يستند الى تطبيق طبيعة النظرة الفلسفية والمنهج الفلسفي على ميدان العمل التربوي بهدف تصميم بنيته واختيار اهدافه ومضامينه وطرائقه فضلا عن توضيح هذه العناصر وتفسيرها وتحليلها ونقدها بقصد ادراكها وتفسيرها وتطورها في ضوء فهم المتغيرات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية والتجديدات المستمرة حتى تبقى التربية الية المجتمع الفعالة في تحقيق التوازن الثقافي في واقع الحياة
وظائف فلسفة التربية
تؤدي فلسفة التربية للعملية التربوية العديد من الوظائف منها
1-توضيح القضايا التربوية التي يتطلبها العمل التربوي في التعليم المدرسي ومحاولة تفسيرها وتاؤليها
2-تحديد المعاني والمفاهيم عند المعلمين في الميدان التربوي من اجل تحقيق التفاهم المشترك وازالة الغموض عن المصطلحات المستعملة حتى لا يشكل الخصام والجدل بسبب فوضى المعاني والتعابير المستعملة في تحديد القضايا للمناقشة
3-تقوم لسفة التربية بجمع المعلومات والحقائق والمفاهيم والمبادئ وغيرا مما يمكن ان يستخلص من مصادر متعددة او نظم معرفية مختلفة مثل علم النفس التربوي علم الاجتماع والعمل على تنظيمها وتنسيقها وصياغتها على شكل فرضيات او نماذج تربوية يفاد منها في تطوير النظام التربوي القائم
4- مقارنة وجهات النظر المختلفة ومقابلتها لتسريع التبني الجديد وفيها يقوم المحاورون بدراسة وجهات النظر المختلفة في الموضوع ومقابلتها مع بعضها بعضا في ضوء محطات ومعايير موضوعية تاريخية وثقافية واجتماعية ودينية ومعرفية واخلاقية
5- اقتراح خطوط جديدة للتحديث وهو طرح فلسفة تربوية لمعالم جديدة لتطور النظام المعرفي او تحسين كفايات او حل المشكلات التي يواجها بسبب التغيرات الثقافية والمعلوماتية المتسارعة
6- تعمل فلسفة التربية على تغيير المجتمع عن طريق تشكيل الاتجاهات وطرح المفاهيم والقيم التي تقبل التغير من اجل تجاوز الحاضر الى المستقبل
اهمية فلسفة التربية للمعلمين
بمراجعه ما كتب عن فلسفة التربية ودلالاتها ووظائفها للعملية التربوية واطرافها المختلفة فان القارئ يستطيع ان يستخلص اهمية الفلسفة التربوية الى المعلمين الذين يحتلون دورا حيويا في النظام التربوي ومنظوماته المتعددة فما هي اهمية فلسفة لتربية للمعلمين وكيف تعمل على ترقية ادوارهم في العملية التربوية
1- ان وجود فلسفة تربوية للنظام التعليمي تتيح للمعلمين الفرصة لتطبيق مبادئ منظمة تساعدهم على حل المشكلات التي تواجههم في المدرسة توضح الطريق امامهم لفهم العلاقات المتبادلة بين المدرسة والمجتمع الذي وجد فيه
2- ان فلسفة التربية تساعد المعلمين على الربط بين الابعاد العقلية النظرية وبين الابعاد العقلية في الميدان التربوي لان الفلسفة التربوية تجسد العلاقة بين الجانب الفلسفي والعملي في العملية التربوية
3- ان فلسفة التربية تمد المعلمين بالقوة والقناعة والسلطة في اتخاذ القرار الذي يأخذونه تجاه اي موضوع في العملية التربوية بفضل ما نزودهم به من معلومات ومعارف وتبريرات
4- ان فلسفة التربية تساعد المعلمين على مباشرة العمل الفلسفي في اختيار اتجاهاتهم واعتقاداتهم ومنظومة قيمهم التي يقدمونها الى الاخرين من خلال ادوارهم التعليمية داخل المدرسة وخارجها
5- توعية المعلمين بكل ما يوجد من مكونات للنظام التربوي وما فيه من تناقضات او معيقات
ليست هناك تعليقات: