مفهوم إدارة القسم
مفهوم إدارة القسم
هناك العديد من الدراسات اوردت مصطلحات حول مفهوم ( الصف والفصل ) واللذان ليس هناك اختلاف بينهما بل أنهما يدلان على مفهوم واحد .أن استخدام مصطلح الصف (Class) والذي عرفه حمدان ( 1404 هـ ، ص100) على أنه " مجموعة من الاستراتيجيات التربوية التنظيمية التي تتولى تنسيق معطيات وعوامل التدريس بأساليب مختلفة ، بغرض تسهيل عملية التربية داخل الصفوف بغية اثراء مخرجاتها"وتحرص الإدارة الصفية الناجحة على إيجاد التفاعل مع الطلاب ، مما يؤدي إلى المشاركة الايجابية ، ويثير في الحصة جواً من الحيوية والنشاط ، وهو بدوره يحمل الطلاب على إحترام معلمهم ويتقبلون إرشاداته بروح مرحة ونفس راضية ، فيقومون بواجباتهم التعليمية وذلك حسب الطرق السليمة ، من أجل تحقيق الأهداف التربوية .
أبعاد إدارة الصف :
أشارت عدة دراسات إلى أن هناك العديد من الأبعاد التي تركز عليها إدارة الصف فقد ذكرت دراسة الشاكري ( 1413 هـ ، ص4) أن هذه الأبعاد هي :
1- ترتيب وتنظيم الصف .
2- تهيئة مناخ الصف .
3- ضبط سلوك الطلبة .
كما أشارت الدراسة إلى أن هناك فروقاً ذات دلالة احصائية بين كل من المعلمين والمديرين والموجهين ( المشرفين ) والتربويين في ادراكهم لواقع ممارسة ضبط سلوك الطلبة وهناك اختلاف من وجهة نظر المعلمين حول تهيئة مناخ الصف الدراسي عند كل من المديرين والموجهين ، كما أكدت الدراسة على أن المعلمين يمارسون تنظيم وترتيب الصف الدراسي بدرجة ممتازة ، وأن المعلمين أصحاب الخبرة الطويلة في التدريب يفوقون أقرأنهم أصحاب الخبرات الأقل في تنظيم الصف الدراسي.
إدارة الصف لزيادة الإنتاجية :
إن الاتجاه يولي مسؤولية مساعدة الأطفال على متابعة التعلم ، والاهتمام بتشجيعهم على الاقبال على عملهم المدرسي وعلى أمور حياتهم بأساليب اكثر ابداعاً وتحرراً ) العبود -1995-81).لذا وجهت الأنظار إلى أهمية بيئة الصف في اذكاء روح الابتكار والابداع في الطلبة , واستنباط اجراءات وأفكار ذاتية فردية أو جماعية ذات أثر بعيد في حياتهم , إذ لم تعد مشكلة المدرس الأساسية في الصف هي اظهار الصرامة ليظل الطلبة صامتين محافظين على النظام , بل أصبح دور المدرس هو تطوير الأجواء التقليدية بهدف تنمية الإنسان وتعهده وفق المعايير التربوية السليمة , بهدف زيادة الإنتاجية الداخلية التي تنطلق من ضرورة استراتيجية أساليب إدارةالصف , لإعداد البيئة المناسبة لاستخدام الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية داخل الصف المدرسي , وأن المعلم لابد أن يكون مديرا ناجحا لصفة وفي الوقت نفسه مستشارا للمجموعة أكثر من كونه مصدرا وحيدا للتعلم .وإدارة الصف يجب أن تعتمد بالدرجة الاولى على فلسفة المجتمع وأهدافه ، وأن تكون ملائمة للبيئة التربوية في تنظيمها ، سواء كأن الصف مفتوحاً أو غير مفتوح أو منضبطاً ، وإدارة الصف تتبع الإدارة على المستوى الإجرائي داخل المدرسة .
تأثير بيئة الصف في إدارته:
لكل صف دراسي بيئة متميزة ، تحدد معالمها طبيعة العلاقات بين طلبة الصف وبينهم وبين المعلم وطريقة تدريس المحتوى الدراسي إضافة إلى إدراكهم لبعض الحقائق التنظيمية للصف وبيئة التعلم بالصف تختلف باختلاف المادة الدراسية ولكل صف سمة مميزة أو مناخ يميزه عن غيره من الصفوف وتؤثر على فعالية التعلم داخل الصف فهي بمثابة الشخصية للفرد.وقد تناولت دراسة الرائقي (1411هـ ، ص5-25) بعض الدراسات التي حددت أن هناك ارتباطاً بين أداء الطلبة وبيئة الصف وتوصلت إلى أن بيئات الصفوف تتنوع تبعاً لتنوع المواد الدراسية ومن ثم ينعكس ذلك على أداء الطلبة ( المتغيرات المعرفية ) وأن هناك علاقة بين بيئة الصف ببعض المتغيرات غير المعرفية مثل عدد طلبة الصف ومعدل الغياب وموقع المدرسة في بيئة حضرية أو قروية ورضا الطلبة عن المدرسة حيث أكدت نتائجها على أن زيادة عدد الطلبة تقترن ببيئة صفية يقل فيها الترابط بين الطلبة وتزداد فيها الرسمية ومعدل الغياب يرتفع في الصفوف التي زاد فيها التنافس بين الطلبة ، وتحكم المعلم وقلة دعمه واهتمامه بالطلبة وأن بيئات الصفوف الفردية تتسم بعدم التنظيم وقوة التنافس .في حين وجد أن رضا الطلبة يتحسن في الفصول التي تزيد فيها مشاركتهم واحساسهم بالانتماء والاهتمام بهم كما اوضحت أن أداء الطلبة المعرفي والانفعالي يتحسن في الفصول التي تتفق بيئاتها الفعلية مع البيئات التي يفضلها الطلبة ويتدنى في الصفوف التي تختلف بيئاتها الفعلية عن البيئات التي يفضلها الطلبة وعلى هذا فيمكن للمعلم توظيف استراتيجيات تدريسية تزيد من مشاركة الطلبة .الطالب وإدارة الصف :
أن محور إدارة الصف هو الطالب ، وتوفير الظروف والإمكانات التي تساعد على توجيه نموه العقلي ، البدني والروحي ، والتي تتطلب تحسين العملية التربوية لتحقيق هذا النمو ، إلى جانب تحقيق الأهداف الاجتماعية التي يطمح اليها المجتمع فهي مطلب مهم ، وقد اظهرت البحوث النفسية والتربوية الحديثة اهمية الطفل كفرد واهمية الفروق الفردية ، وأن العملية التربوية عملية نمو في شخصية الطفل من جميع جوأنبها .وأكدت الفلسفات التربوية على أن الطفل كائن ايجابي نشيط ، كما اظهرت أن دور المدرس والمدرسة في توجيهه ومساعدته في اختيار الخبرات التي تساعد على نمو شخصيته وتؤدي إلى نفعه ونفع المجتمع الذي يعيش فيه ، فركزت الاهتمام نحو اعداده لمسؤولياته في حياته الحاضرة والمقبلة في المجتمع حيث اورد الدايل ( 1408هـ ، ص74) عدداً من الجوانب التي ينبغي الاهتمام بها وهي :1-النمو الجسمي :
تزويد الطلاب بالمعلومات المفيدة عن كيفية الوقاية من الامراض ، والغذاء الجيد والسليم ، ومراعاة الاعتبارات الصحية بالفصول ، كالتهوية والاضاءة والجلوس الصحي .
2- النمو العقلي :
بإتاحة الفرصة للطلاب لمعالجة الموضوعات والمشكلات بطريقة الاسلوب العلمي في التفكير الذي يعد المحور الاساس في كل أنواع التعليم ، وتوفير المحور الاساس في كل أنواع التعليم ، وتوفير المعلومات والمصادر والمراجع والتجارب ما امكن بالمكتبة المدرسية ، وتعويدهم على الاطلاع الخارجي في المكتبات العامة .
3-النمو الاجتماعي :
تنمية أنماط السلوك المرغوب في كل موقف من المواقف التي تحدث بالفصل ، وتنمية الواجب ازاء المحيطين بهم ، وادراك العلاقات بينهم وبين زملائهم ، ومع افراد اسرتهم وواجباتهم نحوهم .
دور المعلم في إدارة الصف :
يمكن تصنيف دور المعلم في إدارة الصف حسب ما ذكر كلثمبون ( 1989م – 119-122) على النحو التالي:
1/التفوق الجسماني :
يعتبر شيئاً اساسياً او مهماً ، وتاريخ التدريس يدل على تدخل التفوق الجسماني الذي كأن باستمرار اسلوباً اساسياً في الضبط ، وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي كأنت المدارس عراكاً بين المديرين والطلاب .
2-السلطة الرسمية :
نظام التعليم تقيده القوانين والعادات والتنظيمات الحكومية ، وهذا التقييد اكسب المدرس ما يسمى بالسلطة الرسمية ، والتي تستخدم بصورة واسعة واساس في الضبط والارشاد في وضع حد للطالب والمعلم من خلال فرض عقوبات رسمية عند مجاوزتهما الحدود ، وتمثل الواجبات الرسمية وتنظيم الفصل الدراسي والجداول المدرسية واختيار الكتب وعمليات التدريس جزءاً من سلطة المعلم.
3-السلطة العاطفية :
تشير إلى العلاقة الشخصية بين المعلم وطلابه ، والتي تتسم بالإيجابية وتدفق العاطفة ، وتشجع على التعرف على الحالة النفسية له فيقبل الطالب على تقليد المعلم واتباع ارشاداته ، ويصبح المعلم مثالاً ابوياً محبوباً ، ومثل هذا النوع من السلطة قوي جداً في الصف الاول وتقل درجته مع ازدياد نضوج الطفل.
4-الحالة النفسية :
أرقى من العلاقة العاطفية وأن كأنت تقترب منها ، فالمعلم المتعمق في فهم الطلاب ودوافعهم ومشاكلهم لديه سلطة تجريبية عظيمة ، ومثل هذه الحكمة تستخدم لمساعدة الاطفال على النمو بأحسن ما لديهم من قدرات .
5- تفوق المعرفة :
عندما يكون المعلم قوياً ، بمعلوماته فأنه يمنح نفسه سلطة عظيمة ، فيصبح كالخبير في مجال عمله الذي يبحث عنه للحصول على اجابات دقيقة ، فيصبح محترماً بينهم ويملك السيطرة عليهم ، والمعلم الذي لا يعلم ويخطى في تقديم المعلومات يفقد الاحترام ويواجه مشاكل ، ولهذا لا ينبغي أن يعرف كل شيء بل تكون من ابرز صفاته الجهد والرضا بالبحث عن الجواب الصحيح.
6- التفوق في العمليات الفكرية :
الرغبة في البحث عن الاجابة يؤدي إلى النوع السادس من السلطة ، وهو التفوق في العمليات الفكرية الذي يتميز بما فيه من قدرة على التحليل والتركيب ، وادراك العلاقات ، وتنظيم تسلسل الافكار ، والقدرة على مواجهة المشكلات يوفر له نوعين من السلطة الاضافية في تفاعله مع الطلاب .
7- المهارة في العملية التربوية :
الخبرة في طرق التدريس من أهم السلطات البارزة التي يمتلكها المعلم في التعبير عن قدرته المعرفية ، والمعلم الذي يسيطر على مهارات التدريس بدرجة عالية له كل السلطة داخل الفصل ، اخذين بعين الاعتبار مدى التباين بين المدرس الذي لا يشكو ابداً من النظام والمدرس الذي يفقد التحكم دائماً ولا يقوى على إدارة فصله ، والسلطة تفاعل بين المعلم والطلاب ، وهو تفاعل يستدعي أنماطاً متعددة من السلطة في أن واحد ، وبنسب مختلفة تعتمد في مجموعها على المدرس والطالب والموقف ، ومن هذا المنطلق فأن التطبيق يعتمد على مدى كفاءة أنواع خاصة من السلطة في مواقف محددة.
8- سلطة المعلم في قيادة الصف :
كما أن السلطة تفاعل بين المعلم وتلاميذه فالمعلم ميسر للتعليم ومدير للعملية التعليمية وهو في سبيل القيام بوظيفته يتفاعل مع تلاميذه ، فالتفاعل هو التأثير المتبادل او المشترك بين الافراد او الجماعات ، ومنها تفاعل المعلم والتلميذ ، والتأثيرات المتبادلة او المشتركة ، والمعلم في تفاعله مع تلاميذه في المواقف المختلفة يدير عملية الاتصال ويوجهها .
9- وظيفة الاتصال في إدارة الصف :
الاتصال عملية اجتماعية ، ويقصد بها التأثير في سلوك الاخرين من خلال التركيز على العناصر الرئيسية التالية :المرسل :
هو المعلم ، وهو المصدر الأساسي للاتصال وهو الذي يقدم المعلومة للطلاب.المستقبل :
وهو الطالب الذي يستقبل ما سرد له المعلم ويتم التفاعل من خلال درجة تأثير ما يقدمه المعلم في سلوك طلابه .الرسالة :
محتويات المنهج ( يقصد بها مجموعة المقررات الدراسية ).الوسيلة :
قد تكون سمعية او بصرية او بغيرها ، من الحواس عن طريق استخدام الوسائل التعليمية .رد الفعل "الاستجابة " هو مدى تحقيق الاهداف التربوية بين المعلم وطلابه.
10-فعالية الاتصال التربوي في إدارة الصف:
حدد عبود واخرون ( 1992م ، ص206 ) بعض النقاط التالية :
- اتجاهات المعلم ، وتتضمن نمو نفسه ، ونمو التلاميذ ، ونمو المنهج الدراسي.
- اختيار وسيلة الاتصال المناسبة حسب الموقف.
- طبيعة الرسالة ومحتوياتها لقدرات المستقبل ( أي القدرات الجسمية والعقلية)
- مستوى الدافع لدى المستقبل عالية او متدنية.
ليست هناك تعليقات: