تحميل الكتاب

السبت، 28 أبريل 2018

السلوك العدواني والتعلم الاجتماعي

السلوك العدواني والتعلم الاجتماعي

د / جواد الشيخ خليل - فلسطين          
        
ترى نظرية التعلم الاجتماعي أن العدوان سلوك اجتماعي متعلم كغيره من أنواع السلوك الأخرى، وتبعا لأصحاب هذا الاتجاه وعلى رأسهم "باندورا"Bandura فإن الإنسان ينخرط في السلوك العدواني تجاه الآخرين لعدة أسباب هي:

أنه اكتسب العدوانية خلال خبراته السابقة.

أنه استقبل أو توقع أشكالا عديدة من الإثابة للقيام بهذا السلوك.

أنه تم تحريضه بشكل مباشر بالسلوك العدواني نتيجة العديد من الأسباب الاجتماعية أو البيئية الخاصة.

ويمكن أن نفهم كيف يتعلم بعض الأفراد السلوك العدواني ويصبحون عدوانيين تماما، مثل هؤلاء الأفراد وجدوا أنهم باتخاذ هجوم مباشر ومحدود على ما قد يعترض طريقهم من عوائق تحول بينهم وبين أهدافهم يحرزون نجاحا ولا يلقون عقابا يذكر على من يعتدون عليهم، وإذا امتد هذا النوع من السلوك إلى المواقف المشابهة فإن الفرد يكون قد اكتسب اتجاها إلى القسوة فالإنسان يعلي من شأن الوسائل التي تكفل له النجاح وتشبع حاجاته.

وركز "باندورا" على دراسة العدوان من ناحية النموذج المقلد واعتبر سبب العدوان عل الأقل ممتدا كسلوك متعلم، ودراسة فرض النموذج المقلد تتحدد في طريقة كيف يتعلم ويتأثر من ملاحظة ماذا يفعل الآخرون، وعلاوة على ذلك فإن ملاحظة النموذج المقلد يمكن أن تحدث من خلال مشاهدة فيلم في التلفاز أو ممكن أن تحدث من خلال نماذج في قصص، وأغلب الأبحاث التي ركزت على النموذج المقلد للعدوان كانت عند الأطفال والمراهقين، ووجد "باندوراBandura" و "روس وروسRoss & Ross" أن مجموعة الإحباط المعتدل من الأطفال الذين يشاهدون نموذج المراهق أكثر ميلا لإظهار هذا النموذج، وأن الميل لإظهار العدوان في حالة وجود نموذج للعدوان أكثر من الآخرين الذين لم يروا هذا النموذج .

ونجد أن نظرية التعلم الاجتماعي تعد العدوان استجابة متعلمة وترفض مفهوم العدوان كغريزة للإحباط، وتقترح أن العدوان ليس مختلفا عن أية استجابة أخرى متعلمة ويمكن تعلم العدوان من خلال الملاحظة أو التقليد، وكثيرا ما يدعم أو يعزز هذا السلوك، فالأطفال أكثر احتمالا لكي يظهروا استجابات العدوان المتعلم بواسطة نموذج العدوان، وعلاوة على ذلك تعزيز النموذج العدواني.

إن تفسير نظرية التعلم الاجتماعي للسلوك العدواني يجعل منه مادة قابلة للقياس والتجريب وذلك باعتباره سلوكا متعلما يمكن تعلمه من خلال الملاحظة أو مشاهدة فيلم أو قراءة قصة أو التقليد، كما أنه يلاحظ أن نظرية التعلم الاجتماعي أفردت اهتماما خاصا للظروف الاجتماعية والثقافية والمدرسية وعوامل التربية حيث يقول "باندورا" في كتابه (نظرية التعلم الاجتماعي) لحسن الحظ أن معظم سلوك الإنسان سلوك متعلم ويتم تعلمه من خلال القدوة أثناء ملاحظاتنا، فمن ملاحظة سلوك الآخرين يكون أحدنا فكرة عن كيفية إنجاز السلوك الجديد.



ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون