في عصر مارك زوكربيرج وبيل جيتس: لماذا عليك الحصول على الشهادة الجامعية؟
الطلّاب يحرقون أعصابهم ويقدحون أذهانهم لأيام وأسابيع وشهور طويلة لتخطي كل عام دراسي في حياتهم كي يصلوا إلى مرحلة الجامعة التي تمثل لهم مفتاح تحقيق الآمال المنشودة والأحلام المرجوّة، وسر قوتها يتمثل في الشهادة الجامعية التي ستصنع المستحيلات، وبناءً عليه يسعون جاهدين للحصول عليها، لكن يكتشفون في النهاية أنّ مجتمع العمل قد لا يعتد بتلك الشهادة، وأنّ الحياة الواقعية تستلزم العديد من الخبرات والـ”شهادات” الأخرى في مجالات مختلفة قد تكون بعيدةً تمامًا عن مجال التخصص العلمي بالجامعة.
لكن من الجهة الأخرى الأكثر منطقيةً وتحليلًا للأمور، الشهادة الجامعية ضرورة حتمية إذا كنت تريد تطوير ذاتك بالشكل الذي تريده، فاليوم نجمع لكم بعض الأسباب التي تجعل لتلك الشهادة الجامعية قيمةً وفائدةً عظيمتين بالرغم من عدم فائدتها ظاهريًّا على الصعيد العام.
1) الحصول على منحة خارجية
الشهادة الجامعية تؤهلك للحصول على منحة دراسية أو بحثية خارجية، فالعديد من الجامعات تعقد الكثير من برامج الشراكة الخارجية العلمية مع الجامعات الأخرى من الدول الأجنبية المختلفة، وتنص تلك الشراكات على عقد برامج تبادل طلابي وبحثي بين الجامعة والأخرى، وبالتأكيد لا تستطيع التقديم في تلك المنح أو برامج الشراكة الخارجية إلّا إذا كنت متخرجًا من الجامعة في المقام الأول، بل وحاصلًا على تقدير مرتفع فيها أيضًا لتزيد من معدل قبولك بها دون سائر المتقدمين معك. احرص على أن تحصل على الشهادة الجامعية، فمن يدري يمكن أن تُفتح لك أبواب السعادة في البلد الأجنبي، وتصبح هناك باحثًا أو شخصًا صاحب شأن مرموق ومكانة عالية.
2) الحصول على عمل بدوام كامل
قد تكون تلك الاحتمالية ضئيلةً بعض الشيء، لكنها موجودة دون شك، خصوصًا إذا علمت كيف ومتى تقتنصها، فالحصول على عمل ذي دوام كامل أمر يصعب بشدة على البشر الذين لا يحملون مؤهلات جامعية، فأغلب تلك الأعمال ذات الدوام الكامل أعمال حكومية تستلزم أوراقًا رسميةً يتم قرنها بالعديد من الانتفاعات المالية الأخرى التي تحسبها وتدفعها الدولة لحاملي تلك الشهادات العُليا. بجانب الحصول على جميع المزايا الأخرى التي يُعطيها لك العمل الحكومي ذو الدوام الكامل، مثل: الراتب الثابت، العلاوات المنتظمة، والمعاش الذي تتقاضاه بشكلٍ دوري بعدما تُنهي خدمتك بالمصلحة الحكومية التي كنت تعمل بها.
جرب أن تتقدم لأي عمل دون أن تضع الشهادة التي تحملها في السيرة الذاتية، ستكون فرص قبولك في هذا العمل سواءٌ كان في قطاع خاص أو عام أقل بكثير، وخصوصًا إذا لم تكن ممن لديه كرت (واو) الإضافي، حينها اقرأ على فرص قبولك السلام.
3) الشهادة الجامعية استثمار في المستقبل
قد يبدو العنوان غريبًا أليس كذلك؟ استثمار في المستقبل؟ ماذا تعني يا هذا؟!
الشهادة الجامعية فعلًا استثمار في المستقبل، فهناك الكثير من الأشياء التي سيكون لتلك الشهادة مردود عليها بالمستقبل، سواءً على نفسك أو على الآخرين، فمثلًا: إذا حصلت على عمل حكومي بتلك الشهادة وتمتعت بمزايا الدوام الكامل، سوف تؤمن لنفسك ولأسرتك حياةً كريمةً، أو على أقل تقدير متوسطة الحال لا تحتاج فيها إلى طلب يد العون من أحد.
بجانب أنّ أولادك عندما يُسألون بالمدرسة عن وظيفة والدتهم/والدتهم، يجب أن يقولوا شيئًا لا يجعل سائر الزملاء يتنمرون عليهم، فشراء الحاضر بتلك الشهادة يجعلك مُستثمرًا إياها في المستقبل دون أن تشعر في العديد والعديد من مناحي الحياة التي يمكن ألّا تُميّز وجودها الآن من الأساس.
4) مكانة اجتماعية
الحصول على شهادة جامعية يجعلك في راحة نفسية شديدة؛ لأنّه إذا فشلت في الحصول على عمل بالشهادات والمهارات والخبرات الأخرى التي لديك، ولا تمت بصلة لتخصص الجامعة، ستجد أنّ تلك الشهادة هي بمثابة الخطة البديلة التي قد تُنقذ حياتك العملية في يومٍ ما.
بجانب أنّنا لا يمكن أن ننكر أنّنا نعيش في مجتمع مازال الفرد الحاصل على شهادة جامعية في حد ذاته يعامل على أنّه مُختلف عن الآخرين، ويقدرونه كشخصٍ بالغٍ وواعٍ جدير بالثقة والاحترام والتصديق على سداد رأيه ورصانة حكمته، ولو كان يملك ما يملك من الخبرات والمهارات والأفكار العبقرية، لكن لا يمكن لأحد أن يقدره ويعطيه حقه دون هذه الشهادة.
ليست هناك تعليقات: