تحميل الكتاب

الثلاثاء، 8 مايو 2018

حول مصداقية الامتحانات المهنية!

حول مصداقية الامتحانات المهنية!

في كل سنة مع الإعلان على نتائج الامتحانات المهنية الخاصة بؤ طر وزارة التربية الوطنية...تطرح عدة أسئلة وعلا مات الاستفهام من طرف المشاركين في هذه الامتحانات حول مدى مصداقيتها ونزاهتها وموضوعيتها، انطلاقا من أسئلة الامتحانات،مرورا بمراكز الامتحانات وعمليات التصحيح وفرز النتائج:
*طريقة وضع الأسئلة: إن الطريقة التي يتم بها وضع الأسئلة لازالت تقليدية لم تفعل بعد طرق التقييم الحديثة و الموضوعية، والتي يمكن صياغتها بالاعتماد على بيداغوجيا الكفايات التي يكثر التطبيل بها ولها رسميا دون العمل على تفعيلها ميدانيا!بحيث إن أسئلة الامتحانات تعتمد في غالبيتها على الأسئلة المباشرة و التقريرية التي تستهدف، فقط، الذاكرة(الحفظ) واسترجاع المعلومات المعرفية ليس إلا، مما يفسح المجال، وأمام الكم الهائل من المعلومات التربوية،لأشكال الغش المعروفة كلاسيكيا،وتسهل مهام(القلاعة) وغالبا ما يفلح(القلاع ون).
*مراكز الامتحانات: خلال عملية الحراسة بهذه المراكز لا يتعامل معظم المسؤولين عن الحراسة بالصرامة والمسؤولية اللازمين، مما يجعل أ قسام الامتحانات سوقا حقيقية للغش العلني والسري بل والتعاون الجماعي عليه(يا حسرة بين من يفترض أنهم رجال ونساء تربية!؟).وهناك إشاعات تقول بأن بعض المسؤولين عن هذه المراكز يلعبون ادوار معينة في عمليات الغش(كتهييئ الأسئلة، تغيير أوراق الامتحانات بأخرى مكتوبة مسبقا لصالح بعض الأفراد...)
*عمليات التصحيح: هناك إشاعات تقول بأن هناك من يتدخل في التصحيح لحسم النقط لصالح فلان أو علان وهناك توصيات و اتفاقيات؟! بالإضافة إلى بعض الظروف اللاصحية التي تتم فيها عملية التصحيح، والتي يعاني منها المصححون(ضغط كم الأوراق ق، الضغط الزمني، الإرهاق، غياب التحفيز المادي اللائق....)ومثل هذه الظروف السلبية لا تساعد على التركيز والتدقيق للقيام بتصحيح موضوعي ونزيه.بل هناك من يتساءل عن مدى أهلية وكفاءة بعض المصححين أنفسهم(؟!)
*عمليات فرز النتائج: هناك كذلك بعض الإشاعات-وهذا قد لا يكون غريبا في بلدنا الذي يعج بالمفسدين في كل مكان-التي تقول بأنه تفتح سوق حقيقية للسمسرة في كل سنة، لبيع و شراء النتائج ناهيك عن الزبونية و المحسوبية و التدخلات المشبوهة لصالح فلان أو علانــة.....
كما يمكن للملاحظ أن يتساءل حول تضخم أعداد الناجحين في نيابة أو إقليم معينين؟! ونتيجة للإحساس بالغبن وغياب المصداقية، هناك من يقاطع هذه الامتحانات بشكل فردي، بل هناك من يلتحق بالمفسدين و الغشاشين ويضرب عرض الحائط أخلاقيات الضمير والمسؤولية! حيث لا جدوى منها والملتزمون بها هم، غالبا، الخاسرون(هناك استثناءات قليلة).
كل هذه المعطيات والإشاعات السلبية، تفرغ الامتحانات المهنية من أهدافها النبيلة(الترقية المادية والإدارية والمعرفية).
وبما أننا في دولة الحق و المؤسسات – كما يقال لنا- فإننا نطالب السؤؤلين الذين يهمهم الأمر- إن كان يهمهم فعلا - بالتحرك لوضع حد لهذه المهازل التي تتكرر كل سنة، والعمل على إعادة المصداقية والإحساس بجدوى المؤسسات واحترام القوانين والأ خلاقيات المهنية، و ذلك باعتماد مساطر دقيقة و ديمقراطية للتحكم في مصداقية وموضوعية الامتحانات المهنية، والعمل على إشراك النقابات الأكثر مصداقية في كل مراحل و عمليات الامتحانات، إقليميا وجهويا ووطنيا.

ونقترح بعض الإجراءات المساعدة على ذلك:
اعتماد أسئلة غير متمركزة على المعلومات والحفظ...
إجراء امتحان كتابي وآخر شفهي، وإعطاء معامل أكبر للاختبار الشفهي.
عدم إتلاف أوراق الأجوبة للرجوع إليها عند الضرورة.
الحق في الحصول على بيان نقط الامتحانات ونشرها مع الترتيب عند الإعلان عن النتائج.
الحفاظ على نسخ من نقط وبيانات الامتحانات في النيابات و الأكاديميات للرجوع إليها عند الضرورة.
اعتماد كوطة جهوية.
إحداث لجن نقابية للمتابعة والمراقبة، جهويا وأكاديميا ووطنيا.
وقبل كل ذلك، ندعو كافة المعنيين بالامتحانات المهنية والنقابات و الجمعيات المهنية والحقوقية خاصة، التعبئة من أجل تشكيل لجن أولجنة وطنيةوجهوية وإقليمية للتحقق من مصداقية ونزاهة الامتحانات المهنية لهذه السنة2004(على الأقل، بالأحرى السنوات القليلة الماضية؟!)، وذلك لفرض قيم الشفافية والمسؤولية والمراقبة وتكافؤ الفرص، وقطع الطريق على قيم الفساد والغش والمتاجرة التي بدأت تغزو وتنخر الجسد التعليمي، وتعمل على تهديد هذا القطاع المجتمعي الحيوي(التربية والتعليم وا حسرتاه!) الذي كان و إلى عهد قريب يضرب به المثل في الأخلاق وروح المسؤولية و لمواطنة الملتزمة والمناضلة بالأحرى............؟؟؟!!!!
* محمد ألصدوقي


ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون