تحميل الكتاب

السبت، 31 مارس 2018

القراءة المقطعية وأثرها في بناء التعلمات


القراءة المقطعية وأثرها في بناء التعلمات


بعد تجريب أسلوب القراءة المقطعيَّة من طرف بعض المدرسين، وبتوجيه بعض المهتمِّين بالشأن التعليميِّ، تبيَّن أن هذا الأسلوب يمكن أن تكون له مخرَجاتٌ إيجابيَّة؛ كسهولة قراءة الحرف، ثم الكلمة، ثم الجملة، ثم النص، فما القراءة المقطعيَّة باختصار؟!
القراءة: معناها تحويل الحرف والكلمة المكتوبة إلى صوت، والمقطعيَّة: منسوبة إلى مقطع، وقطعة، ومعناه جزء من شيء، وبالنسبة لنا فإن المقطع هو جزء من كلمة؛ أي: هو الحرف.

ويمكن أن نعرِّف الطريقة المقطعيَّة: بأنها طريقة تقوم على تسهيل القراءة وتيسيرها، مع معرفة الحرف وحده أولًا، ثم في إطار الكلمة، ثم في إطار الجملة، وبالتالي في إطار النص ككل.

وحَرِيٌّ بنا أن نشير إلى أن هذه الطريقة لاقت تفاعلًا كبيرًا مع المتعلمين، وخصوصًا على مستوى المستويات الأولى من التعليم الابتدائي؛ إذ يؤكد المهتمُّون بالشأن التعليميِّ أن هذه الطريق تتألَّف من خمسة محدِّدات تتفاعل فيما بينها، وهي: (الوعي الصوتي، والتطابق الصوتي الإملائي، والطلاقة، واكتساب المفردات، والفهم القرائي).

ومنه نفهم أن الصوت هو ما يتعيَّن على المتعلم أن يعيَه ويتقن إخراج الحرف، دون إرفاقه بالحركة القصيرة أو الطويلة أو التنوين - انطلاقًا من سماعه له - وذلك على مستوى الأجهزة الصوتية: "الفم واللسان، والشفتان والحلق، والأسنان واللثة والحنك"، وهذا يحصل بمحاكاة المعلم، ثم بعد ذلك يتعيَّن على المدرس أن يطلب من المتعلم أن يكتب الحرف "المصوَّت" - بفتح الواو وتشديدها - بغية التطبيق الإملائيِّ، وهذه العملية حتمًا ستُكسب المتعلِّمَ إخراجَ الحرف من الأجهزة الصوتية بطلاقة، وذلك هو الهدف المأمول.

كما أن هذه الطريقة تجعل المتعلم يكتسب كثيرًا من المفردات؛ لأن التدريب والمران على الحرف في إطار الكلمة يُعينه على التعامل مع مفردات عديدة، وبالتالي فهو يستوعبها بشكل غير مباشر، وفي نهاية هذه العملية يكون المتعلم قادرًا على فهم المقروء.

بقي أن نشير فقط إلى أن هذه الطريقة - التي اعتبرها بعض التربويِّين "جديدة" - أن المسلمين كانوا سبَّاقين إليها، وتمثَّلَ ذلك في القائمين على تحفيظ القرآن الكريم، حيث كانوا يعتمدون على تلقين الحرف وحده، مع الرمز للحرف ووصفه ببعض الصفات؛ حتى يترسَّخ لدى المتعلم؛ كقولهم: "الألف لا ينقط، والباء نقطة من تحت، والخاء نقطة من فوق..."، فكان ذلك الترميز مهمًّا للمتعلم ليستوعب الحرف بطريقة سهلة وسريعة، وهذا ما يروم إليه أغلب المهتمين بالشأن التربويِّ الآن.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/125944/#ixzz5BKaga2CV

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون