تحميل الكتاب

السبت، 31 مارس 2018

كيف تشحن قوتك من جديد؟


كيف تشحن قوتك من جديد؟

إننا في هذه الحياة نتعرض إلى مصاعب شتى، وفي بعض الأحيان تصيبنا بالإحباط الشديد، رغم أننا قمنا بما علينا، وأدينا واجباتنا كما يجب، إلا أن الظروف المحيطة بنا، تبدو لنا وكأنها تعيدنا إلى نقطة الصفر في كل مرة، لضعف يكمن فينا.

سأعمل عبر هذا الموضوع، إلى تبيان كيفية تحديد مكمن الخلل ومعالجته، فبقاء الفرد منا على هذه الحال، غير مطَمئن إطلاقاً، وسيبقى مقيداً بها، وهي في الحقيقة وهم، لا أكثر ولا أقل.

اختر صديقاً مقرباً إليك، تراه يتشارك معك في الأفكار والرؤى، وتجد فيه الروح القريبة من روحك، واعمل على التواصل معه والحديث بصراحة، فستستفيد منه ويستفيد منك، فكثير منا يتشارك الانشغالات نفسها، وتبادلك الآراء مع غيرك، يجعلك تتشجع أكثر فأكثر، لأنك لم تكن تجد فقط الشرارة، التي تُطلقك نحو تحقيق أهدافك.

من الأفضل لك أن تبحث عن الحلول الواردة بخصوص مشاكلك، وتجدها في بطون الكتب أو على الشابكة أو من خلال أهل الاختصاص في علم الاجتماع، ومثل هذه الخطوة تدل على نضجك الفكري، فبإلقاء نظرة بسيطة على دول الغرب، التي لم تترك تفصيلاً إلا وألقت عليه الضوء، نجدها تهتم بالعامل النفسي للإنسان اهتماماً بالغاً، للرفع من معنوياته ومنحه الشحنة التي يحتاجها في مسيرته، ولا بد أنك لاحظت مقدار تلك الدروس والنصائح والإرشادات التي لديهم، فهي لا تُلقى اعتباطا! بل لها هدف لا يستهان به، ومن العجيب أن ساسة بعض تلك الدول، لهم مستشارون بهذه الخاصية، لأن تركيبة البشر معقدة، وكما هم محتاجون إلى الدواء لعلاج المرض العضوي، للنفس أيضاً حقها الذي يجب أن تُمنحه، وهي فطرة فطرنا عليها.

أفضل طريقة لك للحصول على الهدوء النفسي، الخلوة بين الفينة والأخرى، ولا تفكر فيها إلا بالأمور التي تسعدك، فأنت تستغل الفرصة للراحة التامة، لتُقبل بعدها على ما ينتظرك من تحديات، فكل عمل يتوجب عليك تأديته، لا بد له من التحضير، وتَجَهُّزك يتم بترتيب أفكارك وتعديلها وتوجيهها التوجيهَ الذي يليق بتفاعلك مع محيطك والتغيير فيه.

اشحن قلبك بطاقة إيمانية، واعلم أنه مهما بلغت من القوة والارتقاء تبقى ضعيفا، فاهتمامك بهذا الجانب، يجنبك السقوط الحر، وهي نقطة الصفر التي تناولتها في بداية هذا الموضوع، فالحذر كل الحذر منها، فهي تُعطّلك وتُكبّلك، فيَتهيأ إليك أن ما تقوم به لن يجدي نفعا، ما دمت تعود بعدها على الدوام إلى المحطة الأول!

وأخيراً، إياك ثم إياك أن تلقي باللوم على ظرف ما أو إنسان ما أو فرصة ضائعة ما، فلو كنت تفكر بهذا الأسلوب، فهو دليل على ضعفك، لأن الاسترسال مع الشكوى، سيُدخلك في دوامة، ولن يعجبك أمر بعدها، وهذا غير مقبول بالنسبة لمن هو يريد أن يكون مثالاً يحتذى به، ويَقود ولا يَنقاد، فإن كنت من الداخل هشًّا، كيف لك بالتغيير فيمن حولك! فتَجاوز هذه المرحلة، إلى مرحلة تعبر عن ثباتك وعزيمتك وصلابة شخصيتك.

أن تمد ذاتك بالطاقة، يمثل بالنسبة إليك صِمَام الأمان، وأنت بحاجة إليه، فتركيبتك ليست كالآلة، بل أنت عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس المتقلبة، وضبط تفاعلاتها الكيميائية بتمارين يومية بسيطة، يُمكّنك من الوصول إلى الاستقرار النفسي، وهو النقطة الحساسة لتحقيق النجاح.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/126523/#ixzz5BKiNtZ6l

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون