تحميل الكتاب

الأحد، 15 أبريل 2018

مهارات التفكير


مهارات التفكير
إعداد :عبدالله سلامه
                        إن عصر التغيرات المتسارعة تحتم على من له علاقة بعملية التربية أن يتعامل مع التربية والتعليم كعملية مستمرة ومتطورة لا يحدها زمان ولا مكان، وترافق الإنسان في مختلف مراحل حياته، لتسهّل له تكيفه مع المستجدات في بيئته، ومسايرة التطور التقني والتكنولوجي الذي يفرض نفسه على حياة الجميع، والتحديات التي ترافق هذا التطور. لذا فقد أصبح لزاما عدم اعتماد التربية والتعليم على الكم المعرفي فحسب، وإنما على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقها، وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بالتفكير وكيفية تفعيله. وبالنظر إلى تعقد الحياة وضروبها وتعدد مشكلاتها، فإن ذلك يقتضي تعدد مهارات التفكير المطلوبة لحل هذه المشكلات والتعامل معها.

            ومن هنا تبرز التساؤلات:
-          ما الفرق بين التفكير ومهارات التفكير؟
-          ما هي مهارات التفكير؟
-          هل من الممكن تعليم التفكير ومهاراته؟
-          كيف يمكن تنمية التفكير ومهاراته وتحسينها؟
الفرق بين التفكير ومهارات التفكير:
هناك حاجة للتفريق بين التفكير ومهارات التفكير.
فما هو التفكير ؟
وما مهارة التفكير؟
            التفكير هو المعالجة العقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار، حيث يتم إدراك الأمور وإعطاء الخبرة معنى، أو الحكم عليها، وتتضمن هذه العملية الإدراك والخبرة السابقة، والمعالجة الواعية، والحدس، وعن طريقها تكتسب المعرفة معنى.
            أما مهارة التفكير فهي نشاط عقلي يعبر عن الأداء أو الإجراء الذي يمارسه الفرد عن قصد في معالجة تلك المدخلات الحسية.
            أي أن مهارة التفكير عملية محددة، نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات، فيتم بذلك تحديد المشكلة وإيجاد الافتراضات غير المذكورة أصلا، أو تقويم قوة الدليل، وبذلك فإن هذا الأداء يشكل الصورة الملاحظة للسلوك في أثناء قيام الفرد بممارسة المهارة.
            ومن هنا يتضح أن للتفكير مهاراته التي هي إجراءات محددة نحتاجها لتنفيذ المهارة المطلوبة، مثل: قواعد التلخيص، وإجراءات اتخاذ القرار، وعمليات الفهم والاستيعاب، وحل المشكلة، والاستقصاء ... الخ.
            ولمزيد من توضيح العلاقة بين التفكير ومهارات التفكير، يمكن عقد مقارنة بين التفكير ولعبة رياضية ككرة السلة مثلا، فلعبة كرة السلة لها مهارات عديدة: مثل مهارة مسك الكرة، والتمريرات بأنواعها، والمحاورة والتمويه على الخصم، والتصويب على السلة ... الخ، ويسهم كل من هذه المهارات الفرعية في تحديد مستوى اللعب وجودته، وكذلك الحال بالنسبة للتفكير، فله مهارات تسهم في مدى فاعلية عملية التفكير، ومن الضروري تكامل هذه المهارات ضمن استراتيجية كلية يقتضيها الموقف الذي يستدعي التفكير، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن التفكير في مجمله أكبر بكثير من جمع أو دمج هذه المهارات الفرعية معا.
أنواع مهارات التفكير:
هناك مهارات متعددة للتفكير، ومن التقسيمات المعروفة لمهارات التفكير ما يلي:
  1. مهارات التفكير المعرفية:
وتتعلق بالعمليات العقلية التي يوظفها الفرد في معالجته لمهمة ما.
  1. مهارات التفكير فوق المعرفية:
            وهي وعي المتعلم ودرايته بنمط تفكيره عند القيام بمهمات التفكير، واستخدام الدراية في التحكم فيما يقوم به، فمهارات التفكير فوق المعرفية مهارة عقلية معقدة، تعد من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات، وتنمو مع التقدم في العمر والخبرة، وتقوم بالسيطرة على جميع نشاطات التفكير العامة الموجهة لحل المشكلة، واستخدام القدرات أو الموارد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير. أي أنها عملية إدراك الإدراك، أو التفكير بالتفكير، أو المعرفة عن المعرفة .
            وبتوضيح آخر فإنها تكمن في وعي الفرد لما يوظفه من عمليات عقلية، ووعيه لحقيقة قدراته وذاكرته، والتحكم بهذه القدرات والذاكرة.
معلومة:مهارات التفكير فوق المعرفية تنمو ببطء بدءا من سن الخامسة، ويظهر نموها بشكل واضح من سن الحادية عشرة حتى سن الثالثة عشرة.
            ولدى تطبيق هذه المهارات، سواء المعرفية أو فوق المعرفية في التدريس، فإنه من المفيد أن نأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
  • عند التخطيط للمهارة، يؤخذ بعين الاعتبار ملاءمة المهارات للمحتوى الدراسي، ومدى لزومها للنجاح في المدرسة والحياة.
    • عند التدريس:
-          تدرج المهارات في الصعوبة.
-          مناسبتها لمعظم الطلبة.
-          أن تعكس مستوى الطلبة وقدراتهم.
-          أن تعكس خبرات الطلبة السابقة.
-          أن تكون على صلة بالمنهاج الدراسي المقرر.
-          أن تعزز فهم الطلبة لما تعلموه.
-          الانتباه إلى تعدد طرق التدريس وعدم الاقتصار على طريقة واحدة محددة.
وفيما يلي تفصيل هذين النوعين من المهارات:
  1. مهارات التفكير المعرفية:
يمكن تلخيص مهارات التفكير المعرفية فيما يلي :
أ ـ مهارات التركيز:
-          تعريف وتحديد المشكلة:
بحيث تتضمن توضيح المواقف المحيرة فيها.
-          صياغة الأهداف:
أي تحديد الغرض والاتجاه. (وقد مر ما يخص الأهداف التربوية بمستوياتها ومجالاتها المختلفة)
ب ـ مهارات التذكر:
-          الترميز:
وذلك بتخزين المعلومات عن المشكلة في الذاكرة طويلة الأمد.
-          الاستدعاء:
ويتلخص هذا المستوى في قدرة المتعلم على استرجاع المعلومات التي قدمت له أثناء عملية التعلم من الذاكرة طويلة الأمد، بهدف الاستفادة منها في حل المشكلة، ويتضمن تذكر التفاصيل والحقائق والأسباب والمبادئ والقوانين والتعميمات والنظريات.
ج ـ مهارات جمع المعلومات:
-          الملاحظة:
وهي الحصول على المعلومات عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس. فهي وسيلة مهمة من وسائل دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية والنفسية، وتتضمن هذه العملية المشاهدة والمراقبة والإدراك، فنحن حينما نقوم بالملاحظة، فإننا ننتبه، فنراقب من أجل هدف معين وغرض محدد.
لذا يجب أن تكون الملاحظة منظمة ومخططة، وقائمة على خلفية معرفية، تشكل نقطة البدء في إدراك ماهية الأشياء أو الأحداث أو العلاقات.
وملكة الملاحظة قابلة للتنمية عن طريق التدريب، فهي تقوم على مجموعة من الإدراكات القابلة للتدريب والنمو، فتقوم على الإدراك البصري أو السمعي أو الذهني، وأكثرها استخداما هو الإدراك البصري، حيث يعتبر عنصرا هاما في معظم الموضوعات الدراسية، فالعلوم الاجتماعية والطبيعية تعتمد على الملاحظة، والرياضيات تتضمن العلاقات التي يمكن تمثيلها بصريا في معظم الأحوال، وهكذا بقية الموضوعات.
ويمكن للمعلم مساعدة الأطفال في تطوير الملاحظة بوساطة:
  • توفير مادة جذابة أو أشياء يمكن ملاحظتها، مثل مجموعة من الصخور أو الأشكال ...
  • منح الأطفال الوقت الكافي ليتمكنوا من الملاحظة والتمعن، لمعرفة التفاصيل والأجزاء والتراكيب المختلفة.
  • تشجيع الأطفال على التحدث مع بعضهم ومع المعلم فيما يتعلق بملاحظاتهم.
  • معرفة ما الذي لفت انتباههم وماذا فهموا منه، أو كيف فهموه باستخدام حواسهم.
  • ترتيب مشاركة الصف كله في نقاش حول الملاحظة التي توصلت إليها المجموعات الصغيرة بهدف تعميمها وتعميم فائدة الحصول عليها.
ومن الأساليب التي يمكن أن تعكس الملاحظة:
  • رسم ما يلاحظه الطلبة، والذي يظهر ما استطاعوا إدراكه من جهة، وما تجاهلوه من جهة أخرى.
    • الوصف اللغوي لما شاهدوه.
    • مراقبة موقف ما ثم التعبير كتابة أو شفويا عما شاهدوه.
ومن الممكن أن تأخذ الملاحظة أشكالا متعددة منها:
  • الكتابة والرسم: حيث يقوم الطالب بالتعبير عن ملاحظاته وآرائه بالكتابة أو الرسم.
  • الرسم البياني والجداول.
  • المخططات.
  • رسم المقاطع الطولية أو العرضية.
  • عروض وأشكال تظهر أشياء مرتبة وفق تشابهها أو اختلافها.
  • الشبكات المفاهيمية المختلفة.
نشاط:
-             عند التخطيط لرحلة علمية: ما الأمور التي تطلب من الطلبة ملاحظتها؟
-             عند عرض شريحة على المجهر في درس للعلوم: ما الأمور التي تطلب ملاحظتها؟
-             عند مشاهدة برنامج تلفازي عن تلوث البحار بالنفايات الصناعية، ماذا تلاحظ؟
-          التساؤل:
وذلك للحصول على معلومات إضافية جديدة عن طريق إثارة الأسئلة المتعلقة بالمشكلة مدار البحث. وأكثر ما يهمنا في مجال التعليم والتعلم هو استخدام الأسئلة التعليمية والتقويمية.
د ـ مهارات تنظيم المعلومات:
وتتبع مهارات جمع المعلومات، ويتطلب الأمر عرض المعلومات التي جمعت بصورة جديدة، وعلى نحو يسهل معه فهمها وإدراك طبيعة العلاقات التي تربط بين أجزائها ومكوناتها، والتوصل إلى استنتاجات واضحة بيسر وسهولة.
وتتألف من:
-     المقارنة:
وهي ملاحظة أوجه الشبه والاختلاف بين شيئين أو فكرتين، أو عمليتين، أو شخصين، أو كتابين، ... أو أكثر من ذلك، سواء كانت هذه المقارنة من حيث السمات الشكلية، أو من حيث الوظائف أو العناصر أو التركيبات المشتركة بين الأشياء التي هي موضع المقارنة.
وعند المقارنة من المفيد تتبع ما يلي:
  • كتابة العناصر التي تتطلب المقارنة بينها.
  • تحديد الصفة أو السمة موضوع المقارنة.
  • تحديد أوجه الشبه والاختلاف.
  • السؤال عن سمات أخرى يمكن المقارنة من خلالها.
وتتميز أسئلة مهارة المقارنة بخصائص منها:
  • المقارنة قد تكون:
إما مفتوحة، يتشعب فيها التفكير باتجاهات متعددة، مثل: قارن بين الأسئلة المقالية والأسئلة الموضوعية.
أو مغلقة، يتركز فيها التفكير على جوانب محددة، مثل: قارن بين التقويم التكويني والتقويم الختامي من حيث : زمن التقويم، والعمومية ...
  • تدرج أسئلة المقارنة من حيث الصعوبة والاتساع، مع مراعاة مستوى الطلبة العلمي والثقافي والعقلي.
  • توفر فرصة للتفكير بمرونة ودقة.
  • تضيف عنصر التشويق والإثارة بدرجة أقوى من مجرد التذكر واسترجاع المعلومات.
  • تصلح أسئلة المقارنة لتناول الأشياء المحسوسة والمجردة.
مثال محسوس : قارن بين ملعب كرة القدم وملعب كرة اليد.
مثال مجرد : قارن بين الأمانة والإخلاص.
أمثلة:
قد تكون المقارنة بين:
-          شخصين : كالمقارنة بين شخصية عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما.
-          مكانين: كالمقارنة بين القدس وأريحا من حيث : ....
-          حربين : كالمقارنة بين الحرب العالمية الأولى والثانية من حيث : ... .
-          حدثين : كالمقارنة بين الزلازل والبراكين.
-          وغيرها.
ملاحظة هامة:يمكن استخدام المقارنة في جميع المواد الدراسية.
-          التصنيف والترتيب:
عملية تتبع عملية المقارنة، ويقصد به تصنيف المعلومات وتنظيمها عن طريق وضع الأشياء في مجموعات وفق نظام معين وخصائص مشتركة، ومعايير محددة، (حسب اللون، أو الحجم، أو الشكل، أو الترتيب التصاعدي أو التنازلي، وغيرها).
ويستخدمه الفرد مستعينا بحصيلته المعرفية، وخبراته المكتسبة، ويسير بخطوات تبدأ بجمع المعلومات، فالمقارنة، وتحديد جوانب التوافق والفرق بين الأشياء التي هي موضوع التصنيف.
ومن فوائد التصنيف تشجيع الطلبة على استخدام تفكيرهم، والوصول إلى استنتاجات خاصة بهم.
وهناك ضوابط لعملية التصنيف، ومن بينها:
  • الشمولية، بحيث تتضمن إمكانية شمول عدد من العناصر أو الفئات المنتمية إليها، كي تستوعب المفردات أو المفاهيم أو الأشياء التي يمكن أن تقع تحت كل فئة من فئات التصنيف.
  • التركيز على الخصائص الأساسية ذات الأهمية، التي تجمع بين الأشياء أو المفردات.
  • اعتماد أساس ثابت يحقق الانسجام ضمن كل مستوى من مستويات التصنيف.
  • الاستمرار في عملية التصنيف بتتبع الفئات الفرعية حتى استنفاد جميع الفروق الممكنة بين مفردات النظام.
  • الوضوح: بحيث تكون أسماء الفئات واضحة في معانيها على نحو بعيد عن الغموض .
نشاط:
من الطلبة:
-       تصنيف الأنهار في بلد ما إلى أنهار داخلية وأنهار ساحلية.
-       تصنيف أسباب هزيمة جيش ما في إحدى المعارك إلى أسباب مباشرة وغير مباشرة.
من المعلم:
اختيار موضوع ما من تخصصه ثم مساعدة الطلبة على إجراء مهارة التصنيف في هذا الموضوع.
هـ ـ مهارات التحليل:
-                       تحديد الخصائص والمكونات والسمات:
بتحديد الأجزاء المكونة للأشياء ومعرفة خصائصها وصفاتها، فيتعرف المتعلم على مجموعة الأجزاء التي تشكل معا كلا متكاملا، كما يشير المتعلم إلى المكونات التفصيلية للأشياء، والأفكار والتصاميم ... .
كما تستخدم هذه العملية (تحديد المكونات والسمات) في تكوين المفاهيم وفي تعلمها.
-                       تحديد العلاقات والأنماط:
عن طريق إدراك الطرق التي ترتبط من خلالها العناصر، ويعتمد ذلك على معرفة المتعلم جيدا بالمحتوى التعليمي، ثم تحديد الأنماط الموجودة فيه والتي تسهل عملية التعلم .
وفيما يلي أمثلة على استخدام الأنماط في العمليات الحسابية:
(23 × 989) + (23 × 11) = ؟ تعاد كتابتها على النحو الآتي : 23 × 1000
(35 × 110) - (35 × 10) = ؟ تعاد كتابتها على النحو الآتي : 35 × 100
(65 × 18) + (35 × 18) = ؟ تعاد كتابتها على النحو الآتي : 100 × 18
(18 × 560) – (8 × 560) = ؟ تعاد كتابتها على النحو الآتي : 10 × 560
و ـ مهارات التوليد:
-        الاستدلال:
ويكون بتجاوز المعلومات المعطاة، والتفكير فيما هو أبعد من هذه المعلومات المتوفرة، للوصول إلى استدلالات واستنتاجات لسد الثغرات فيها. ويتضمن الاستدلال عمليتي الاستقراء والاستنباط (الاستنتاج).
-        التنبؤ:
ويكون باستخدام المعرفة السابقة لإضافة معنى للمعلومات الجديدة، وربطها بالأبنية المعرفية القائمة. ويرتبط بالتنبؤ في كثير من الأحيان مهارة التخيل، حيث يؤدي الخيال القائم على أسس علمية وظيفة المحرك الرئيس الذي ينسج الحديث، ويشكل وقائعه.
وقد ينطلق الخيال العلمي إلى تصور عالم المستقبل، وكأمثلة على ذلك:
اختراع سيارة وقودها الماء.
أو استخلاص علاج من نبات معروف ومتوفر ومنتشر يشفي بعض الأمراض المستعصية.
أو تطوير سيارة يمكنها القفز عن حواجز محددة.
أو اختراع دواء واحد لجميع الأمراض.
أو حبة دواء تغني عن الطعام.
أو اختراع سيارة وقودها الماء ...
هذا وينطلق التخيل إلى صور من الإبداع والابتكار، والارتقاء بمستوى التفكير والتدريب، للمساعدة في زيادة القدرات الإبداعية، مثل الطلاقة، والمرونة، والميل إلى معرفة التفصيلات ...
كما يرتبط التنبؤ أحيانا بالبحث عن افتراضات لما حدث أو لما قد يحدث، وهذه الافتراضات يجب أن تكون قائمة على معلومات أو بيانات أو وجهات نظر أو دراسات في مجال ما ... وقد يكون الافتراض صحيحا أو خاطئا.
فمثلا إذا تأخر طالب عن موعد رجوعه إلى البيت بعد انتهاء الدوام المدرسي، قد يفترض والداه أن أحد أصدقائه دعاه إلى الغداء، أو أنه تأخر ليمارس نشاطا مدرسيا بعد الدوام المدرسي، أو أنه في أسوأ الأحوال قد أصيب في حادث أثناء عودته ... ولكن تبقى هذه افتراضات، ولا يمكن القطع بشيء ما لم يقم الدليل عليه.
-        الإسهاب (التفاصيل): تطوير الأفكار الأساسية والمعلومات المعطاة، وإغناؤها بتفصيلات مهمة، وإضافات قد تؤدي إلى نتاجات جديدة.
-        التمثيل: إضافة معنى جديد للمعلومات، بتغيير صورتها وتغيير شكل المعلومات، عن طريق تمثيلها برموز أو مخططات أو رسوم بيانية ...
ز ـ مهارات التكامل والدمج:
-          التلخيص:
تقصير الموضوع بكفاءة في عبارات متماسكة، وتجريده من غير الأفكار الرئيسة، بطريقة فعالة وعملية. أي وضع الموضوع في صورة موجزة ومكثفة، بالتركيز على الفكرة الرئيسة التي تشكل جوهر الموضوع، دون حذف للنقاط الهامة. وهذه العملية تتطلب فهما دقيقا للمادة، وقدرة على إعادة عرضها، بحيث تسلم أهدافها الرئيسة وأفكارها من الحذف أو التشويه، ولهذا فهي مهارة تتطلب تدريبا مستمرا بإشراف معلم قدير.
وتشمل عملية التلخيص ثلاثة أنشطة عقلية هي :
-       اختيار المهم واستبعاد غير المهم.
-       الربط بين الافتراضات الأساسية في الموضوع.
-       إيجاد العلاقة الرابطة بين المكونات واستخدامها بشكل صحيح.
ويشكل التلخيص أساسا لتوليد الأسئلة التي تنطوي على تحديد المعلومات الهامة، ومعرفة المحاور الرئيسة للموضوع، والتأمل فيما يتضمن النص.
وكمثال على ما يراعى في التلخيص في مادة ما :
  • ما الذي جاء أولا؟
  • مراعاة التتابع الزمني في النص.
  • تحديد الأفكار الرئيسة.
  • الاستنتاجات.
  • وجهات النظر.
  • وضع الأرقام في رسوم أو أشكال بيانية
  • ... الخ.
            ومن الأساليب المهمة في مهارة التلخيص تدريب الطلبة على (الشبكات والمخططات المفاهيمية)، التي من خلالها نضع المعرفة في تنظيم معين يتم من خلاله ربط الأحداث والأفكار؛ بحيث تظهر العلاقة بينها، وهي أيضا تركيب للبيانات والإجراءات لتحويل أجزاء الخبرة المتعددة إلى نظام ذي معنى.
ومن فوائد الشبكات المفاهيمية باعتبارها ملخصا :
  • تجعل المعاني والعلاقة بينها أكثر حسية، ويسهل إدراكها من قبل المتعلم.
  • تنمي عند المتعلم مهارات التحليل والتركيب والترميز.
  • تساعد الطلبة على خزن المعلومات في الذاكرة على هيئة بنى معرفية يسهل تذكرها.
نشاط:
  • استخدم الشبكات المفاهيمية لبناء مفهوم في مجال تخصصك.
  • تدخل مهارتا الاستيعاب والتفسير في صميم عملية التلخيص. وضح ذلك .
-          إعادة البناء:
  1.           وذلك بتعديل الأبنية المعرفية القائمة، وإدماج معلومات جديدة، فيتم بذلك تغيير بنية المعلومات الراهنة، ووضعها في بوتقة جديدة، وبذلك يستطيع المتعلم أن يعدل، ويوسع، ويعيد التنظيم، أو يتخلص من الفهم السابق للأمور، وبذلك يكون المتعلم قد أقر بأن المفاهيم والحقائق والاتجاهات السابقة أصبحت غير دقيقة وغير صالحة للاستعمال، فيجري طرح هذه الأفكار السابقة وبناء أفكار جديدة صالحة ومتوافقة مع ما استجد من الأمور والأفكار..
  2.           ويرتبط بإعادة البناء مهارة نقل الخبرة من موقف إلى آخر، حيث يتعلم الفرد في ظروف ومواقف معينة، فتتشكل لديه مفاهيم ومبادئ وحقائق، ويتعرف على ظواهر مختلفة، تشكل هذه جميعها مخزونه المعرفي، وهذا المخزون المعرفي لا يستفيد منه الفرد في مواقف مماثلة لما مر عليه فحسب، بل يعكسه ويستفيد منه في مواقف جديدة.    
  3.          
  4.           فمثلا يتعلم الطالب في المدرسة نظرية فيثاغورس للمثلث قائم الزاوية، بأن المربع المقام على الوتر يساوي مجموع المربعين المقامين على ضلعي الزاوية القائمة، وهذه المعلومة يستخدمها مخطط البناء لتحديد الزوايا القائمة في بنائه.
ح ـ مهارات التقويم:
-                 وضع محكات (معايير):
تحديد معايير محددة لإصدار الأحكام والقرارات بناء عليها.
-                 التحقق (الإثبات):
بتقديم الأدلة والبراهين على صحة أو دقة الادعاءات وإقامة الدليل عليها.
-                 تحديد الأخطاء:
بالكشف عن المغالطات أو الخلل في الاستدلالات المنطقية، وما يتصل بالموقف أو الموضوع من معلومات، والتفريق بين الآراء والحقائق.
ما يلزم تقويمه في العملية التعليمية:
- تقييم أداء الطلبة.
- تقييم أسلوب المعلم.
- تقييم المقررات والمواد الدراسية.
- تقييم الأنشطة سواء كانت منهجية أو مرافقة للمنهاج.
نشاط: الأخ المعلم / الأخت المعلمة: استخدم مهارات التفكير التالية كقائمة تقويم ذاتي، مبينا عدد المرات التي تستخدم فيها هذه المهارات في تنفيذ دروسك وتقويم طلبتك:
الرقم
المهارة
الاستخدام
1
المقارنة
 
2
التصنيف
 
3
الملاحظة
 
4
التلخيص
 
5
جمع المعلومات وتنظيمها
 
6
وضع الفرضيات وفحصها
 
7
التذكر
 
8
التنبؤ
 
9
التحليل
 
10
التركيب
 
11
التقييم
 
2 ) مهارات التفكير فوق المعرفية:
أ ـ التخطيط:
            يجدر بالمتعلم أن يكون على وعي ومعرفة بالاستراتيجيات التي يستخدمها في إنجاز أي مهمة، وكيفية استخدامها، والمعارف التي يتعامل معها، سواء كانت هذه المعارف تصريحية واضحة المعالم، أو إجرائية تصف خطوات العمل عند القيام بمهمة ما، أو شرطية توضح سبب حاجتنا لهذه المعارف.ويظهر أثر ذلك في قدرة المعلم على تحديد هذه المكونات في المهمات التي تعرض على المتعلمين، ومن ثم تدريسها ضمن نظام معين، ثم تعزيزها عند الطلبة.
وتتلخص الخطوات المتبعة في التخطيط فيما يلي:
-          الإحساس بوجود مشكلة، وتحديد طبيعتها، أو تحديد هدف للمهمة مدار البحث.
-          اختيار استراتيجيات التنفيذ المناسبة ومهاراته.
-          ترتيب تسلسل عمليات التنفيذ أو خطوات الحل.
-          تحديد العقبات والمعيقات والأخطاء المحتملة.
-          تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء والبدائل المحتملة.
-          التنبؤ بالنتائج المرغوبة أو المتوقعة.
أمثلة على الأسئلة التي يمكن طرحها في مجال التخطيط:
-          ما الهدف المراد تحقيقه من الموقف؟
-          بماذا يرتبط هذا الموضوع؟
-          ما أهم الأجزاء في هذا الموضوع؟
-          ما الاستراتيجية المناسبة لتحقيق كل منها؟ وكيف يمكن تحقيق المهمة بكاملها؟
-          هل أدركت العلاقة التي تربط أجزاء المهمة ببعضها؟
ب ـ المراقبة والتحكم:
            تشير مهارة المراقبة إلى القدرة على مراقبة النجاح في المهمة وتوجيه النجاح، كمراقبة استعمال الاستراتيجيات المتبعة في المهمة، وإدارة الوقت، والتحفيز اللازم لبلوغ الهدف، وتشخيص أسباب النجاح أو الإخفاق فيها.
وتحتاج المراقبة إلى تفعيل ثلاثة عوامل:
أ ـ الالتزام من قبل المتعلم على متابعة الإجراءات اللازمة لإتمام المهمة، وكمثال على ذلك:
التزام المتعلم بأداء الواجبات البيتية لإدراكه أنها أحد محددات النجاح في الدراسة.
ب ـ الاتجاهات: وهي اعتقاد المتعلم بقدرته على إنجاز المهمة، وبذلك تقوى لديه الدافعية والقدرة على الإنجاز، مع الأخذ بعين الاعتبار التفاوت بين المهمات، الذي يستتبعه التفاوت والاستعداد والدافعية لهذا العمل.
وهناك صفات يجدر توفرها في الاتجاهات التي تحدد خصائص المفكر الجيد ومنها:
  • المثابرة.
  • الكفاح لإنجاز أكثر مما يعتقد القدرة بأنه يستطيع عمله.
  • الدراية بالمواد التي حوله وكيفية الاستفادة منها واستخدامها.
  • التعلم من الفشل
ومن المهم أن يكون المتعلم على دراية بالأثر الإيجابي في المهمة التي نجح فيها، وفي الاتجاه الآخر يحدد الاتجاهات السلبية التي قد تؤدي إلى الإخفاق، للعمل على علاجها وتقويمها.
ج ـ الانتباه: من المهم أن يكون المتعلم على انتباه ودراية وضبط للمتغيرات المتعددة التي قد تطرأ أثناء العمل، بالإضافة إلى الانتباه إلى الإجراءات الأصلية المتبعة، والتي توصله إلى تحقيق الهدف المنشود، وبأن هذه الإجراءات وهذه المثيرات متفاوتة، فتحتاج بالتالي إلى درجات متفاوتة من الانتباه، لذلك فعلى الطلبة إدراك أنهم ليسوا بحاجة إلى إعطاء انتباه متساو للمواد الدراسية، بل تعلم كيفية اختيار الأهم ثم تركيز انتباههم عليه..
ويمكن تلخيص الإجراءات المتبعة في المراقبة فيما يلي:
-          الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام.
-          الحفاظ على تسلسل العمليات أو الخطوات، ومعرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية.
-          متابعة الأهداف الفرعية أولا بأول لمعرفة متى يتحقق هدف فرعي.
-          اختيار العملية الملائمة التي تتبع في السياق.
-          اكتشاف العقبات والأخطاء والمعيقات، ومعرفة كيفية التغلب عليها.
أمثلة على الأسئلة التي يمكن طرحها في مجال المراقبة:
-          كيف أسير في إنجاز مهمة التعليم؟
-          هل هناك طريقة أخرى لعملها؟ أم أن الطريقة المستخدمة هي الفضلى؟
-          ما الصعوبات التي ينبغي التغلب عليها؟
-          كيف يمكن التحقق من صحة ما أقوم به؟
ج ـ التقييم:
            عملية التقويم عملية داخلية، تبدأ من بداية الشروع بالمهمة، وتسير مواكبة لها حتى يتم إنجازها، وبذلك فعلى المتعلم أن يعي ما يقوم به قبل إنجاز المهمة وأثناء تنفيذها وما بعد الإنجاز. وتقييم مدى تحقق الهدف. ومن الممكن تقييم الأداء عن طريق التأكد من فهم الطالب؛ بإتاحة الفرصة له للتعبير عن الموضوع بعباراته ولغته الخاصة، وشرحها أمام الطلبة، وبذلك يمكن للطلبة المشاركة في عملية التقييم، والكشف عن مدى استفادة كل عضو في الفريق من الآخر، فنكون قد قيمنا أداء الطالب المعني، وتقييم الفريق له.
ويجدر ملاحظة ما يلي أثناء عملية التقييم:
-          الحكم على دقة النتائج التي توصل إليها وكفايتها.
-          تقييم مدى ملاءمة الأساليب التي استخدمت في خطوات الحل.
-          تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء، وفاعلية البدائل.
-          تقييم فاعلية الخطة بشكل عام وخطوات تنفيذها.
أمثلة على الأسئلة التي يمكن طرحها في مجال التقويم:
-          هل هذا ما أريد الوصول إليه؟
-          هل أستطيع شرح ما قمت به لطالب آخر؟
-          هل قمت بتحديد الصعوبات والأخطاء لعلاجها؟
-          ما الشروط اللازمة لأداء المهمة؟
ومن المهم أن نعي أن على المتعلم أن يقوم بعمليات التخطيط والضبط والتقويم في كل مرحلة من مراحل التعلم.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون