تحميل الكتاب

السبت، 7 أبريل 2018

الواقع والطموح


الواقع والطموح
                                                                       عبدالله سلامه
                                                                    مدير الجودة والاعتماد
ماذا نتعلم؟
كيف نتعلم؟
لماذا نتعلم؟
تساؤلات عديدة، تجول في تفكير كل من يتابع العملية التعليمية في مدارسنا، تتلخص في هذه الأسئلة القصيرة الثلاث، ماذا ... كيف ... لماذا ... ؟؟؟
ماذا نتعلم؟
من أبرز ما يميز العصر الذي نعيش، هو الانفجار الهائل في المعرفة، وفي التكنولوجيا، وفي الاتصالات، ... وما يتبعها من تغير في مستلزمات الحياة، لمسايرة هذا التطور المتسارع، والذي ينعكس شئنا أم أبينا على حياتنا.
والسؤال الذي يطرح هنا: هل ما نتعلمه في مدارسنا وجامعاتنا؛ وما نعلمه لأطفالنا وشبابنا يساير هذا التطور؟ ! هل نعلم أبناءنا ما يلزمهم لهذه الحياة المتجددة المعقدة؟ أم لا نزال نعلم ما تعلمه أجدادنا بدون تغيير أوتبديل؟ هل نعلم أجيالنا ما يلبي حاجاتهم وآمالهم وطموحاتهم وطموحات المجتمع الذي يعيشون فيه؟ هل ندرب طلبتنا على الاعتماد على النفس والتفكير الكافي لمواجهة مشاكل الحياة؟ وباختصارهل مناهجنا ومقرراتنا الدراسية تسهم في انتشالنا من سمة التخلف التي التصقت بنا ؟!
كيف نتعلم؟
لا شك في أهمية وصول المعلومة إلى المتعلم، بدءا بالتخطيط السليم، المبني على أسس علمية تربوية متطورة، بعيدا عن الروتين والتمسك بالماضي، الهادف إلى تحقيق الأهداف التربوية المنشودة، باستخدام الطرائق والأساليب المتعددة والمناسبة لما يقتضيه الأمر، واستخدام الوسائل التعليمية والتقنيات التربوية التي تلائم الموقف التعليمي التعلمي، ومواكبة المستجدات في ذلك، وتوظيف الأنشطة التعليمية التعلمية التي تيسر وتساعد في الوصول إلى النتاجات المرجوة، مع تقييم كل خطوة من خطوات العملية التعليمية التعلمية أولا بأول، والاستفادة من التغذية الراجعة، لتقويم المسار والوصول إلى أعلى النتائج بأقل جهد وأقصر وقت وأقل كلفة.
والمتأمل الناقد لواقعنا التربوي لا يلحظ تحقق ذلك بالصورة المرجوة، ولا أعمّم في هذا المجال على الجميع، فهناك من يحاول ولو جزئيا، ولكن هذه المحاولات تظل إما فردية، أو أنها لا ترقى إلى المستوى المأمول، وفي نفس الوقت فإن الغالبية الساحقة تظل تتعثر، لافتقادها التدريب الكافي، والسياسة التربوية الواضحة، والإلمام الصحيح بما تقتضيه المرحلة من تأهيل للكوادر التي تشرف وتخطط وتسيّر العملية التربوية.
لماذا نتعلم؟
من الممكن بكلمات بسيطة القول أننا يجب أن نتعلم للحياة، وبما أننا نعيش في زمن التطور والحضارة والتقدم التقني والتربوي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي ... فمن اللازم أن يلائم تعلمنا هذا التغير والتقدم المتسارع، حيث نستفيد من تجارب السابقين وإنجازاتهم، وتجربة اللاحقين وإبداعاتهم، لتخدمنا في حاضرنا، ولنسهم مع غيرنا في مستقبل مشرق للإنسانية جمعاء.
فهل وصلنا إلى هذا المستوى المرغوب؟ وهل يحقق تعليمنا الحاضر هذه الأهداف والتطلعات؟! أم لا يزال تعليمنا حشو معلومات؟ قد تكون في كثير منها غير مسايرة للعصر الذي يتصف بانفجار المعرفة وتطور التكنولوجيا، إن لم يكن قسم منها مضيعة للوقت والجهد؟ وهل يراعي تعلمنا حاجاتنا وآمالنا وتطلعاتنا وإمكاناتنا سواء الفردية منها أو المجتمعية ؟!
ولا يقتصر التعلم للحياة على بيئة محددة محصورة فقط، وإنما يتعداها إلى فهم الآخرين على نحو أفضل، يتعدى إلى كيفية التعامل مع الآخرين، بمعرفة تاريخهم وتقاليدهم وعاداتهم وروحانياتهم ... مما يحدونا أن نسخّر التعليم لمواجهة تحديات المستقبل ومخاطره .
ولدى تقييم الواقع التربوي الذي نعيش، دون الخوض في التفاصيل، وتشخيص مواطن القوة والضعف، نصل إلى نتيجة توصّل إليها العديد من التربويين أن التعليم عندنا بحاجة إلى عملية إصلاح في العديد من الجوانب، ومن البديهي أن يبدأ هذا الإصلاح بالمدرسة.
لذا لا بد من إلقاء نظرة فاحصة على دور المدرسة، وإيجاز مقارنة بين المدرسة التقليدية التي تتصف بها معظم مدارسنا، وبين المدرسة الحديثة التي نطمح أن تكون، ثم نحدد المجال الذي من الممكن المساهمة من خلاله في هذا الإصلاح المنشود .

دور المدرسة
إن الإصلاح التربوي يركز بشكل واضح على دور المدرسة، فهي المكان الأبرز للتعليم والتعلم، فمنها ينطلق التغيير، وفيها يطبق التطوير، وفيها يظهر انعكاس النتائج على شخصية المتعلم، لذلك فقد حظيت المدرسة باهتمام التربويين، ووضع المعايير والمواصفات التي تتعلق بكل جوانب العملية التربوية، ولكي نحدد الإصلاح المطلوب في المدرسة يجدر بنا أن نعي مواصفات كل من المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة المرجوة، لنحدد أين نحن من هذه المواصفات؟
ولإيجاز ذلك نحصر هذه المقارنة في جوانب العملية التعليمية في الجوانب التالية :
  • نظرة المدرسة إلى المعلم.
  • نظرة المدرسة إلى المتعلم.
  • نظرة المدرسة إلى المنهاج والمادة الدراسية.
  • نظرة المدرسة إلى البيئة الاجتماعية والحياة المدرسية.
نظرة المدرسة إلى المعلم
ترى المدرسة التقليدية أن المعلم فيها:
  • ناقل للمعلومات.
  • يقوم بتلقين الحقائق والمبادئ والتعميمات، وعمل الملخصات للطلبة.
  • يهتم بتدريس المادة المقررة، ويركز تدريسه على حفظ المعلومات الواردة في الكتاب المدرسي، وسردها للطلبة.
  • يعتبر الكتاب هو المصدر المهم لتعليم الطلبة، وخصوصا خارج الحصة.
  • الاهتمام بالتفاصيل كالأسماء والتواريخ على حساب المفاهيم والمبادئ.
  • يحكم على الطالب من خلال مدى تحصيل المعلومات.
  • يركز على النجاح في الامتحانات أكثر من طريقة التعلم.
  • العديد من المعلمين يعتبرون الطلبة في نظرهم في مستوى واحد من حيث القدرات والاستعدادات.
  • الطلبة في نظره يمثلون الطالب الوسط مهملا الفروق الفردية بينهم.
  • يفرض النظام والعقوبة وينفذها.
  • يحرص على وجود فجوة بينه وبين المتعلمين في التعامل والعلاقات.
  • يستخدم الأنشطة البيتية كعقاب أو تهديد للطلبة.
  • لا يشجع الأنشطة غير الصفية، ولا يشجع تفريد التعليم.
  • يتعامل مع الاختبارات كأنها غايات التربية وأهدافها.
  • قليلون من يحرصون على النمو المهني لأنفسهم.
  • لا يرى ضرورة لاستفادته من نظريات التربية والتعليم.
ما رأيك في الآراء والمواقف التالية:
-          المعلم هو صاحب الفعل، وهو المتكلم معظم وقت الحصة الدراسية، ليوصل للطلبة أكبر قدر من المعلومات.
-          يهتم المعلم بعدد محدود من الطلبة في الصف الواحد، ويعامل الباقي على الهامش.
-          يهتم المعلم بالأسئلة من مهارات التفكير المتدنية ليحصل على إجابات صحيحة باستمرار.
-          يحرص المعلم على حل الأنشطة التعليمية جماعيا مع الطلبة ثم يكلف الطلبة بكتابة إجاباتها الصحيحة في دفاترهم.
-          المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف.
بينما ترى المدرسة الحديثة أن المعلم:
  • مساعد، وموجه، ومنظم، وميسر للتعلم، ومستشار للطلبة.
  • يساعد المتعلم في الوصول إلى التعميمات باستخدام طرق متنوعة لذلك، ويساعد طلبته على اكتساب المعرفة واكتشافها.
  • يركز على النمو المتكامل للمتعلم، من جميع النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والخلقية والروحية والاجتماعية ...
  • يعتبر المادة الدراسية وسيلة لا غاية، والامتحانات خبرة تعليمية ووسيلة تقويمية، وليست هي الهدف بحد ذاتها.
  • يحكم على نجاح المتعلم من خلال تحقيق الأهداف في المجالات النمائية المختلفة.
  • يعي دوره ويعتبره متغيرا متطورا وغير ثابت أو جامد.
  • يتعاون مع القوى التربوية الأخرى في المجتمع، لا سيما الأسرة، ويعي دوره كمواطن ومهني، وقوة من قوى التطوير في المجتمع.
  • يحاول الإلمام بالفلسفة التربوية والأهداف العامة، ومحتوى المنهاج، ويعمل على إغنائه.
  • يهتم بمراعاة حاجات الطلبة وقدراتهم مجتمعين وفرادى.
  • يركز على تعلم المعارف المرتبطة بالمبادئ والقوانين والنظريات، ليكون تعلم الطلبة للحياة.
  • يفسح المجال لكل طالب ليحقق ذاته.
  • يركز انتباه الطلبة على المشكلة المطروحة.
  • يوجه أسئلة مفتوحة، وأسئلة توسع آفاق الطلبة وإسهاماتهم.
  • يشجع تفاعل الطلبة معه ومع بعضهم.
  • يشجع طلبته على أن يتأملوا ويقوموا تفكيرهم.
  • يشارك الطلبة أنشطتهم وخبراتهم.
  • يمد ويجسد الثقة والاحترام والتعاون بينه وبين الطلبة.
  • يخطط ويشارك في الأنشطة داخل المدرسة وخارجها.
  • يحرص على النمو المهني المستمر أثناء الخدمة.
  • يتمتع باتجاهات إيجابية وصحية نحو مهنته.
  • يسهم بفاعلية في تطوير المجتمع المحلي.
  • يحافظ على صلة وعلاقة طيبة بأولياء أمور الطلبة.
من الخصائص الخلقية التي يجب توافرها في المعلم:
-          الصدق في القول والعمل:
من المؤشرات على صدق المعلم في عمله:
  • الالتزام بدقة المواعيد في سائر عمله، في تدريسه، وفي الاختبارات التي يعدها لطلبته، سواء في مواعيد تقديمها، أو تصحيحها ...
  • تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الطالب حينما يطلب ذلك منه.
  1.    أكمل:
-          الإخلاص: وهذا من أهم خصائص المعلم الخلقية، فهو مؤشر على قوة انتمائه لمهنته والتزامه بها.
من المؤشرات على ذلك:
  • مواكبة المستجدات العلمية والتربوية ...
  • الدقة في التخطيط للمواقف التعليمية التعلمية.
  • تأدية المهمات الموكلة إليه بدقة وفي مواعيدها.
أكمل:
-          الصبر والتحمل:
من المؤشرات على ذلك:
  • متابعة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • التتروي قبل إصدار أي حكم.
  • مساعدة الطلبة في حل مشكلاتهم الصفسة وغيرها ومتابعتها.
أكمل:
-          الحلم والبشاشة:
من المؤشرات على ذلك:
  • التغاضي عن بعض هفوات الطلبة البسيطة.
  • ألا يكون سريع الغضب، بل يكون متوازنا في انفعالاته.
أكمل:
-          التواضع:
من المؤشرات على ذلك:
  • تقبل النقد البناء من الآخرين.
  • الاعتراف بالخطأ.
  • التنازل عن رأيه مقابل الآراء الصحيحة.
أكمل:
-          العدل والموضوعية في معاملة الطلبة:
من المؤشرات على ذلك:
  • جمع معلومات كافية عن سلوك الطالب قبل إصدار الحكم.
  • عدم المحاباة والتحيز في معاملة الطلبة.
أكمل
نظرة المدرسة إلى المتعلم:
تتلخص نظرة المدرسة التقليدية إلى المتعلم فيما يلي:
  • لا تولي ميول الطلبة ومتطلباتهم الاهتمام الكافي.
  • لا تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين بما يستحقه هذا الجانب.
  • إشراك الطلبة في التعليم والتعلم دون المستوى المطلوب.
  • لا تولي الاهتمام الكافي للتعلم الذاتي للمتعلم.
  • تعتبر عقل الطالب كوعاء فارغ تحاول ملأه بالمعرفة.
هل سألت نفسك :
-          لماذا جذوع الأشجار مستديرة؟
-          لماذا تصنع أقلام الرصاص من الخشب؟
-          لماذا إشارة التوقف المرورية حمراء؟
-          كيف تفهم النملة لزميلاتها؟
أما المدرسة الحديثة :
  • تعطي دورا إيجابيا فعالا للمتعلم.
  • تهتم بشكل واضح بالفروق الفردية بين الطلبة.
  • توفر فرص المشاركة الفاعلة للمتعلم في العملية التعليمية التعلمية.
  • تدرب المتعلم على أسلوب الاستقصاء، والتفاعل النشط، وتجعل البيئة المدرسية مصدرا للتعلم.
  • تعتبر المتعلم عقلا وجسدا وروحا بحاجة إلى الرعاية والتطوير، وتهتم بتنمية الجوانب المتعددة للمتعلم، بحيث تؤدي إلى النمو المتكامل للفرد.
  • تدرب الطلبة على الأسلوب العلمي في التفكير، وتدربهم على أسلوب الحوار والمناقشة المنظمة.
  • تركز على تعليم الطلبة أسلوب حل المشكلات.
  • تحرص على إكساب الطلبة للمهارات العملية المتعلقة بالتجربة.
  • تعلم الطلبة أسلوب كتابة التقارير العلمية.
  • تعزز مهارات الاتصال، وشرح الفكرة العلمية للآخرين بطريقة مقنعة.
  • تعطي الفرصة والتحفيز للطالب للتفكير ودعم إجاباته بالتعليل الكافي وتقديم الأدلة والبراهين على صحتها.
  • تشجع الطالب لعدم التسرع في الإجابة وأخذ وقته للتفكير قبل الإجابة.
علموا أبناءكم لزمان غير زمانكم
ما مدى صحة هذا القول ؟
نظرة المدرسة إلى المنهاج والمادة الدراسية
تهتم المدرسة التقليدية من ناحية المنهاج والمادة الدراسية بما يلي:
  • تركز على المادة الدراسية، وتعتبرها العنصر الوحيد للمنهاج الذي تحرص على إكسابه للطلبة.
  • الكتاب المدرسي المقرر هو مصدر المعرفة الأساس لدى الطالب والمعلم.
  • المنهاج عبارة عن تراكم المعرفة الذي ينعكس في المادة الدراسية.
  • اكتساب المعرفة وفهمها غاية في حد ذاتها، دون الاهتمام بتطبيقاتها الحياتية.
  • الهدف الأساسي: هو نقل محتوى المفردات الدراسية إلى عقل الطالب.
  • يركز المنهاج على المعرفة التراكمية التي تنعكس في الكتاب المقرر، ولا يولي الاهتمام الكافي لمكونات المنهاج الأخرى، من أساليب تعليمية وأنشطة وتقويم متطور.
بينما يتلخص موقف المدرسة الحديثة من المنهاج والمادة الدراسية فيما يلي:
  • يهتم المنهاج بالمتعلم وحاجاته، ولا يهمل المادة الدراسية، بل يجعلها مسخرة لحاجات المتعلم والمجتمع.
  • يعالج تراكم المعرفة عن طريق إعادة التنظيم والتعديل المطلوب في ضوء الحاجات المستجدة للمتعلم في المجتمع.
  • يركز على امتلاك المتعلم طريقة اكتساب المعلومات عن طريق إتقان المهارات مع التركيز على التفكير.
  • يولي الاهتمام الكافي بتنوع الأهداف التعليمية بمجالاتها ومستوياتها المتعددة.
  • يهتم بتنوع الأساليب والطرائق والأنشطة التعليمية التعلمية، مع التركيز على التعلم والتدريب اللازم.
  • يشجع التعلم الذاتي، والتعلم لمدى الحياة.
  • يساير التطور والتغير في التربية والتقنيات التربوية، والتسارع الواضح فيها.
  • الهدف الأسمى للمنهاج هو الوصول إلى النمو المتكامل للمتعلم إلى أقصى ما تستطيعه قدراته.
ملاحظة هامة:
يبالغ الكثيرون في ربط التعلم بالكتب المدرسية، ويهملون أهمية الملاحظة كمفتاح أول للمعرفة، وحجر الأساس في منهجية البحث العلمي.
فهل نعلم أبناءنا وطلبتنا كيفية الاستفادة من حواسهم سواء السمعية أو البصرية ؟ وهل نوفر لهم في مدارسنا فرصاً لاستخدامها؟!
إن المفكر الجيد هو ملاحظ جيد، يتميز بإثارة التساؤلات حول خصائص الأشياء التي يلاحظها، ويحاول تفسيرها والبحث عن أسبابها بصورة طبيعية وبدون تكلف.
نظرة المدرسة إلى البيئة الاجتماعية والحياة المدرسية
ترى المدرسة التقليدية من خلال نظرتها إلى البيئة الاجتماعية والحياة المدرسية:
  • أن الحياة المدرسية تسير على وتيرة واحدة، وتكاد تخلو من النشاطات الهادفة، ولا توفر التحفيز والدافعية اللازمين للتعلم.
  • ارتباطها بواقع الحياة ضعيف.
  • لا تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، كما لا تراعي حاجات الطلبة وآمالهم.
  • تتعامل مع المتعلم كفرد مستقل ولا تنظر إلى تفاعله مع المجتمع.
  • لا تستغل البيئة الاجتماعية، وبذلك فلا تعتبر هذه البيئة مصدرا للتعلم.
  • تنغلق المدرسة على نفسها وتضع حاجزا بينها وبين البيئة المحلية.
أما المدرسة الحديثة :
  • تعتمد ألوانا من النشاط المتنوع الهادف الجذاب، الذي يقود إلى توفير دافعية عالية للإنجاز.
  • توفر النشاطات الهادفة إلى الوصول إلى النمو المتكامل للطالب.
  • تتيح فرص الاعتماد على النفس، مع تيسير التدريب على الشورى والتعاون بين الطلبة بتشجيع التعلم التعاوني والعمل في مجموعات.
  • تنطلق من حاجات المتعلم والمجتمع مع تحقيق التوازن بينهما، وتوفير تطبيقات عملية في الحياة، تحقيقا لحاجات المتعلم واستعداداته وقدراته وإمكانات المجتمع.
  • وبهذا يكون المتعلم فردا نشطا في مجتمع ديناميكي متفاعل.
  • تهتم بكون البيئة الاجتماعية مصدرا مهما للتعلم.
  • توفر اتصالا وتواصلا مستمرين بين المدرسة والبيئة المحلية.
  • توجه المدرسة لتوفير خدمة متبادلة مع البيئة المحلية والمجتمع المحلي.
قضايا للنقاش:
-          قد يقول قائل أنه يؤمن بضرورة توافق المنهاج وحاجات المجتمع، وهذا المبدأ يصعب تطبيقه عدا في مواد الدراسات الاجتماعية.
ما تعليقك على هذا القول؟
-          التشديد على الهوية الثقافية ضرورة لجميع العرب، غير أنها تكتسب مزيدا من الأهمية بالنسبة للفلسطينيين. لماذا؟
-          التربية تنبع من التربة الثقافية للمجتمع، أما ثمارها فإنها تعود لتغني تلك التربة.
ما تعليقك على هذا الرأي؟
مهام المدرسة حديثا:
تتلخص مهام المدرسة الحديثة بشكل عام فيما يلي:
  • الكشف عن ميول الطلبة واستعداداتهم وتنميتها.
  • جعل الطالب هو محور العملية التعليمية التعلمية بكل ما يلزم ذلك من مستلزمات.
  • إعداد الطلبة للحياة، والاستعداد للمستقبل، وتقبل التغيرات، ومواجهة تحديات العصر.
  • تشجيع وتفعيل الاتصال والتواصل مع المجتمع المحلي، وتبادل الخبرات بين المدرسة والمجتمع والاستفادة من طاقات وإمكانيات وخبرات أفراد المجتمع.
  • إعداد المواطن المدرك لواجبه تجاه ربه ووطنه وأسرته والإنسانية، القادر على القيام بالأعمال التي تتناسب مع قدراته وميوله واستعداداته ...
  • رعاية الطلبة ذوي الحاجات الخاصة، سواء الموهوبين أو المتخلفين والمعاقين وبطيئي التعلم ...
  • تنمية العاملين مهنيا.
  • توفير الجو المناسب لتفعيل تفكير الطلبة والإبداع، وتوفير المتطلبات والحاجات التي تدعم ذلك.
  • تحفيز المعلم والطالب إلى التطلع إلى ما هو أفضل وعدم الركون للواقع.
أضف مهام أخرى:
  • ...
  • ...
واجب المدرسة للقيام بمهامها:
انطلاقا من إدراك مهام المدرسة حديثا فإنه يتوجب القيام بما يلي:
  • دراسة أهداف كل مرحلة من مراحل التعليم وتعرف طرق وأساليب تحقيقها.
  • دراسة المناهج الموضوعة لكل مرحلة تعليمية والكتب المقررة لها، ونقدها للحكم على صلاحيتها، أو ضرورة إجراء التعديل أو التحسين أو التطوير اللازم.
  • تعرف إمكانيات المدرسة واحتياجاتها من التجهيزات والأدوات بما يساير التطور التقني والتربوي المتسارع، ومواكبة هذه التطورات والتغيرات التربوية الحديثة والاستفادة منها.
  • عقد الدورات وورشات العمل والمؤتمرات لتنمية العاملين مهنيا، وتشجيعهم على النمو المهني.
  • الإشراف على عملية تقويم الطلبة أولا بأول.
  • تعرف المشكلات التحصيلية والأدائية للطلبة، وتدارس إمكانية معالجتها مع المعلمين والمشرفين التربويين وذوي الاختصاص.
  • تعرف إمكانيات المجتمع المحلي والتخطيط للاستفادة منها.
  • توفير البيئة النفسية والاجتماعية المناسبة للعملية التربوية.
  • تشجيع الطلبة على تحمل المسؤولية، وتدريبهم على القيام بأدوار القيادة.
  • تنمية الحس بالجماعة عن طريق خلق جو من الألفة والتعاون وتنمية الإحساس بمشاعر الآخرين واحترامها.
الواقع التربوي
بعد هذه المقارنة بين المدرسة التقليدية والمدرسة الحديثة، ونظرة كل منهما لكل من المعلم والمتعلم والمنهاج والبيئة والحياة المدرسية، يطرح التساؤل : أين نحن ؟ وأين تقع مدارسنا ؟
وبنظرة متأنية نرى أننا نعيش عصر المدرسة الحديثة، وأما من ناحية التطبيق فهناك تفاوت وفروقات، فهناك بعض المدارس التي تحاول الارتقاء إلى مستوى المدرسة الحديثة، يؤثر في ذلك الوضع التربوي لإدارة ومعلمي المدرسة وإمكانياتها، وبتشخيص أدق هناك بعض المعلمين والتربويين الذين يحاولون.
ويمكن تقسيم المعلمين إلى نوعين، نوع مرّ بدراسة تربوية وتأهيل تربوي يمكنه من تطبيق ما تحتاجه المدرسة الحديثة، ونوع لم يمرّ بهذا التأهيل. أما النوع الأول الذي حاز التأهيل التربوي، وعنده القدرة على التطبيق، فمنهم قسم يحاول ويجرب ويتحدى الصعوبات، ومنهم قسم سار في ركب التقليديين.
لذا نرى أن في المدارس معلمين مبادرين فاعلين، ينعكس أسلوبهم على طلبتهم، فنرى الطلبة معهم مشاركين فاعلين ومنهم المبدعون، وهؤلاء معا يجعلون البيئة التعليمية بيئة ديناميكية فاعلة، ونسبة هؤلاء تتفاوت بين مدرسة وأخرى، ولكنها تبقى نسبة قليلة.
وأما الفئة الأخرى التي توصف بالتقليدية، فإن معظم هؤلاء المعلمين يعلّمون كما تعلّموا من معلميهم تعليما تقليديا، يغلب عليه التلقين للمعلومات، وينعكس ذلك على طلبتهم، حيث يصبح هؤلاء الطلبة غير فاعلين، يتعلمون للاختبار، يقل عندهم البحث والاستزادة من مصادر المعرفة.
ماذا نريد ؟
نريد التغيير..
  • نريد التغيير بدءا بالفلسفة التربوية، مرورا بالسياسة التربوية، وانتهاء بالمدرسة.
  • تغيير وتطوير المناهج لتساير متطلبات العصر، والثورة التكنولوجية والتربوية.
  • إيجاد علاقة تكاملية بين التعليم المنهجي الرسمي والتعليم غير الرسمي واللامنهجي.
  • ربط التعليم والتعلم بالعمل والإنتاج والتنمية.
  • تعزيز العلاقة بين المدرسة من جهة والمجتمع المحلي بمؤسساته المختلفة، وأولياء أمور الطلبة، والمتخصصين في مناحي الحياة المختلفة من جهة أخرى.
  • توفير المناخ المدرسي الملائم والدافع للتعلم والتعليم، بأنظمته ومعلميه ومرافقه ...
يبدأ التغيير بالفلسفة ولا يبدأ بممارسة مدرسة ما، الفلسفة التي يجب أن تتجسد فيها القيم والاتجاهات التي نرغب أن توجد في مجتمعنا، لتنعكس على تربية أطفالنا وشبابنا، وتنعكس هذه القيم بالتالي على المناهج التربوية.
وهنا لابد من وقفة تأمل، فالمناهج التي بين أيدينا تعتبر حديثة نوعا ما، وقد بذل القائمون عليها جهدا بينا لوضع مناهج حديثة مناسبة، ثم انعكست الخطوط العريضة للمناهج في كتب مدرسية، وقد كانت المتابعة والتدقيق على مستوى مرض، ولكن قلة خبرة بعض لجان التأليف والتقليد للماضي، وعدم تخصصهم في هذا المجال، والتعود على المناهج السابقة أوجد كتبا ينطبق عليها أنها نسخ معدلة من المناهج السابقة، لا ترقى في معظمها إلى المستوى المنشود.
إذ المطلوب مناهج تركز على الفكر والتفكير بأنواعه وأنماطه المختلفة.
مناهج تتصف بالمرونة والحركة الكفيلة بمسايرة التطور التقني والمعرفي والتربوي.
مناهج تكفل مشاركة فاعلة من الطلبة في صنع القرار، وفي العمل، وفي التخطيط والتنفيذ والتطبيق والتقييم.
مناهج توجد المتعلم تعلما ذاتيا، الذي يتمكن من تعليم نفسه بنفسه، تزوده بالمهارات والاستراتيجيات التي تجعل منه مفكرا ناقدا، يستطيع القول: ما الشيء الصواب الذي عملته؟ وأين أخطأت؟ وكيف يمكن إصلاح هذا الخطأ؟
مناهج تجعل المتعلم فعلا هو محور العملية التعليمية التعلمية، مع التركيز على النمو المتكامل لهذا المتعلم جسميا وعقليا وخلقيا وروحيا ونفسيا واجتماعيا.
مناهج تنتج متعلمين متجددين، متفاعلين مع الآخرين، يرغبون في تنفيذ المهمات التعليمية بأسلوب تعاوني، يبحثون عن معاني الأشياء، يسعون لربط المحتوى الدراسي بحاجات النمو المتكامل للفرد.
تعليم ينتج متعلمين تحليليين استدلاليين، يسعون للمعرفة من خلال مصادر متعددة، يهتمون بالأشياء دون الأشخاص، ينظمون عملهم، ويضعون أهدافا يسعون لتحقيقها من خلال جمع الحقائق والمعلومات، يهتمون بالأفكار أكثر من الأفراد.
تعليم ينتج متعلمين ديناميكيين، يحققون التعلم بالعمل، ويهتمون بإضافة أشياء جديدة من عندهم، يتعلمون من خلال التجربة والخطأ، يتحمسون للأشياء الجديدة، ويحبون المخاطرة.
مع التركيز على التعلم، واستخدام المعرفة المتعلمة، وجعل هذا التعلم وسيلة لفهم العالم المحيط بالطالب، ليستطيع تكييف نفسه لحياة كريمة، وتنمية قدراته المهنية ليكون عنصرا فاعلا في التنمية المستدامة.
هذا التعلم يجب أن يوجه توجيها سليما يؤدي إلى دقة الفهم واكتساب المعرفة، ليكون ذلك دافعا للاكتشاف والاستدلال وتفعيل طاقات الفرد العقلية، كما يقتضي التعلم للمعرفة تعليم الفرد كيف يتعلم؟ ويقتضي ذلك أن يتعلم الفرد ويتدرب على الانتباه الجيد، والمتابعة الحثيثة، وإعمال الفكر والتفكير بكل جوانبه، ليصل إلى الاكتشاف والنتيجة التي يبغيها، كما يقتضي ذلك تدريب الذاكرة على استيعاب ذلك كله والاحتفاظ به، وتوظيفه التوظيف المناسب.
ما سبق يتعلق بالتعلم للمعرفة، ويتصل بذلك التعلم للعمل، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتوجيه والتدريب المهني، الذي يتعلم الفرد فيه كيف يطبق معارفه تطبيقا عمليا، وكيف نعد هذا الفرد للعمل المنتظر، بتوجيهه التوجيه المهني الذي يتناسب مع قدراته وإمكاناته ورغباته وحاجاته، مع ملاءمة ذلك لحاجات المجتمع وإمكاناته.
ولا ينفك تعلم الفرد سواء للمعرفة أو للعمل عن التعلم للعيش مع الآخرين، فيجدر بالفرد أن يتكيف في المجتمع، ويكون عنصرا فاعلا فيه، يتعلم كيفية الاتصال والتواصل مع الآخرين، في المدرسة، وفي البيت، والشارع، وفي المعمل، وفي المؤسسات المختلفة، يتعلم أن هناك تنوعا في الجنس البشري، يقتضي تنوعا في المعاملة والتواصل.
يجب أن يتعلم الفرد ليصل إلى مستوى من الاستقلالية والمسؤولية الشخصية، والحكم على الأمور، مستغلا كل طاقة من طاقاته البدنية والعقلية والوجدانية.
والمهم في التعلم أن يكون على مدى الحياة، فلا يتوقف التعلم على الفترة التي يقضيها الطالب في المدرسة، وإنما تكون هذه الفترة نواة لاستمرارية تعلمه مدى الحياة، وفي كل مجال من مجالاتها.
وكما ينبغي للمناهج والمدرسة الاهتمام بالمتعلم كونه محور العملية التربوية، يجدر أيضا الاهتمام بالمعلم كونه من أهم مدخلات النظام التربوي، الاهتمام به أكاديميا، وخلقيا، واجتماعيا، بحيث يخلق عنده الرضا الوظيفي الذي يقوده لتأدية واجبه على أكمل وجه، ومن أهم الاهتمامات بالمعلم أن يحافظ على النمو المهني، وعدم الجمود والتوقف عن الاستزادة أكاديميا وتربويا ...
والنمو المهني للمعلم يقتضي بعض الآليات والمتطلبات، التي منها:
  • استخدام الطرق المختلفة للتفكير في مواضيع وقضايا التعلم والتعليم.
  • حضور ورشات عمل تربوية ومؤتمرات ومحاضرات تسهل عليه تبادل الخبرات والمفاهيم التربوية.
  • إشراك المعلم في التخطيط والتنفيذ والتقييم للبرامج المدرسية والأنشطة المختلفة.
  • إشراك المعلم في جلسات نقاش حول ماهية التعلم وكيفية القيام به.
  • إشراك المعلم في تطلعات المدرسة وأهدافها ورسالتها ورؤيتها.
  • تشجيع المعلم على كتابة أبحاث ودراسات تربوية واجتماعية بهدف حل مشكلات أو تطوير مفاهيم ومبادئ تربوية وعلمية.
  • تشجيع المعلم على تحسين مستواه العلمي بمتابعة الدراسة في الدراسات العليا، أو نيل درجات متقدمة فيها.
وللوصول إلى معلم فاعل في مدرسة فاعلة يجدر به أن يتصف بما يلي:
  • الانتماء الأصيل للمدرسة، والحرص الشديد على رفع إنتاجيتها.
  • القيام بعمله بقناعة تامة، وبدافع شخصي، مع العمل مع الآخرين كفريق عمل متجانس متكامل يسعى لتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف المنشودة للمؤسسة.
  • التعلم المستمر من خلال مواصلة التدريب، والنمو المهني، وتبادل الخبرات، بحيث يتابع التطور المستمر وتعلم مهارات جديدة.
  • تنوع طرق وأساليب التعليم، واستخدامها في الوقت المناسب والمكان المناسب.
  • تقويم عمله باستمرار، وتشخيص مواطن القوة لتعزيزها ومواطن الضعف لعلاجها.
  • التواصل الجيد مع الطلبة، ومع أولياء أمورهم، للتعاون المشترك لمصلحة الطالب من جميع الوجوه.
  • المشاركة في التخطيط والتنفيذ والتقييم لخطط المدرسة وأنشطتها.
وأما في مجال التنفيذ، وعلاقة المدرسة بالمتعلم وتأدية الأنشطة التعليمية، فيجدر بالمعلم اتباع الآتي:
  • أن يبذل كل ما في قدرته لكي يزود المتعلم بالتعزيز والتغذية الراجعة اللازمة أثناء الأداء.
  • أن يتأكد المتعلم أن النشاط أو التمرين المطلوب تنفيذه يرتبط بالسلوك المرغوب إكسابه للمتعلم.
  • أن يبتعد عن الإشارة إلى الأداء الخطأ الذي يصدر عن بعض المتعلمين، بل عليه التأكيد دائما على الأداء الصحيح للعمل.
  • أن يذكر المتعلمين بالهدف المطلوب تحقيقه، وإذا وجد أن هناك أخطاء من أغلب المتعلمين عليه أن يوقف الأداء، ويعطي تعليمات وتوضيحات أكثر دقة وتفصيلا، حتى يتم العمل بالشكل المطلوب ويتحقق الهدف المنشود.
  • التشجيع المستمر أثناء العمل أمر ضروري، حتى يشعر المتعلم أنه يسير بخطى صحيحة تجاه الهدف المنشود، مما يعطي المتعلم دافعا على الاستمرار في الأداء.
وفي هذا المجال من المهم للمعلم تحديد الخطوات التدريسية التي يقتضي الموقف التعليمي إتباعها، وهذا يستدعي منه تحديد ما يلي:
  • ما هي المهارات التي ينوي القيام بتدريسها؟
  • ما الخطوات المنطقية المتتالية التي تمثل القواعد والأسس اللازمة لتعلم المتعلم كيفية أداء العمل المرغوب، بالتوافق مع المستوى العمري له وإمكاناته وقدراته؟
  • كيف يثير المعلم انتباه الطلبة لتحقيق الأهداف المطلوبة عند تقديم المهارة؟
  • ما هو أسلوب التدريس المناسب الذي يحقق النتائج المرجوة عند استخدامه؟
  • كيف يربط المعلم بين المهارات الجديدة والمهارات التي سبق تعلمها؟
  • ما الفترة الزمنية اللازمة لأداء المهارة أو النشاط؟
ونحن بصدد دور المعلم لا بد من الإشارة إلى ارتباط هذا الدور بكل من دور مدير المدرسة والمشرف التربوي، لذا نرى لزاما في هذا المجال بيان دور كل من المدير والمشرف التربوي في التدريس الفعال باختصار.
دور مدير المدرسة حيال التدريس الفعال :
يهم مدير المدرسة تطور مدرسته، ويكون ذلك بتقديم أفضل الأساليب والأنشطة والفعاليات، لتصل إلى أعلى المراتب التي يهدف إليها التدريس الفعال، ومدير المدرسة هو قائد المركبة، وهذا يقتضي أن يبدأ التغيير من طرفه، لينتقل دوره في المؤسسة التعليمية من مدير تعليمي مسؤول عن تنفيذ الأدوار في مدرسته إلى قائد تربوي مسؤول عن إحداث التغيير في المؤسسة التعليمية التي يقودها، وهذا يتأتى بتطبيقه لأنماط القيادة التي تلائم هذا التغيير، ومن هذه الأنماط القيادية والتي يظهر أثرها في العملية التعليمية القيادة التشاركية، التي تعتمد إشراك جميع الأطراف الذين لهم علاقة بالعملية التعليمية، وهذا بدوره يقود إلى تغيير العلاقة بين مدير المدرسة وكل من العاملين معه، والطلبة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، ويتم هذا التغيير باعتماد مبدأ الشورى ومشاركة جميع الأطراف في العمل والقرار.
هذا التغيير يقود إلى بيئة إبداعية محفزة وداعمة للتفكير، مسايرة للتقدم العلمي والتربوي والتقني، بيئة توفر الدافعية والحماس لدى العاملين، وتزرع فيهم الأمل في المستقبل، والإيمان بقدرتهم على العطاء والتميز، وتمكنهم من التغيير انطلاقا من استيعابهم الواعي لمعطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل، وامتلاكهم القدرة على المبادأة والإبداع والابتكار وتطوير المؤسسة التعليمية، بيئة توفر المناخ المناسب للتغيير، ووضع استراتيجيات فاعلة لإحداثه وتفعيله، من خلال الاستفادة الفضلى من الموارد البشرية والمادية والفنية المتاحة.
ولتحقيق هذه التطلعات يجدر بمدير المدرسة كقائد تربوي أن يتوفر فيه من الصفات والقدرات ما يلي:
  • صياغة رؤية مشتركة للمدرسة، وتنمية الالتزام بتنفيذها، وتعزيز هذا الالتزام لدى جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية داخل المدرسة وخارجها بصفتهم شركاء في العمل.
  • يؤدي دوره كداعم ومحفز ومسهل للأداء والإنجاز، يتسم بالفاعلية والمشاركة في المسؤولية والتخطيط والتنفيذ، وليس عن طريق إصدار الأوامر والتعليمات.
  • يلم بأنماط القيادة الفاعلة، كالقيادة بالأهداف، والقيادة التحويلية، والقيادة التشاركية، والقيادة كقوة دافعة للإنجاز، والقيادة بالتفكير المعمق، وغيرها من أنماط القيادة، ليختار النمط المناسب في الموقف المحدد.
  • يعامل العاملين معه بالمساواة والعدل، ويستمع لآرائهم وأفكارهم، ويوفر لهم الدعم الإيجابي .
  • لا يحاول فرض وجهة نظره بالقوة، وإنما يعزز الحوار الهادف وتبادل الأفكار والأدلة للوصول إلى القرار المناسب، ويكون لديه قابلية تقبل التعلم من أخطائه ومحاولاته.
  • لديه استعداد للتجريب والتغيير، والمخاطرة المنطقية المحسوبة، وتقبل الإصلاح والتطوير كأمور حتمية، ويحرص أن يكون التغيير والتطوير ذا مغزى وجدوى للمؤسسة شكلا ومضمونا.
  • يمتاز بالمرونة، ويشجع استمرار التفكير أثناء التخطيط والتطبيق والتقييم، ويركز على التفكير المتعمق في الأمور من قبله ومن قبل العاملين معه.
  • يجسد كونه مصدر إلهام حقيقي للعاملين معه، مما يغرس فيهم روح الانتماء، الذي يؤدي إلى إنجاز متميز وعطاء متميز وإبداع متميز ومستوى عال متميز.
  • يشجع العاملين معه على طلب المزيد من الإنجاز، وعدم الاكتفاء بالإنجاز العادي غير المتميز، ويعزز الثقة عندهم بأن لديهم القدرة على المزيد دائما.
  • يراعي الفروق الفردية بين العاملين، فيوزع المهمات والمسؤوليات والأدوار بصورة تشعر كل فرد بقيمته وقدرته، بدون شعور بالفوارق في القدرات.
  • يسعى لتوفير فرص التدريب الملائم لتحقيق النمو المهني للعاملين وفق احتياجاتهم وقدراتهم ومتطلبات المؤسسة التي يقودها.
  • يشجع الجميع على مراجعة أساليبهم وممارساتهم التربوية، وتقويمها بصورة دورية لغايات تطويرها، للوصول إلى الإبداع والتميز.
  • بناء العلاقة الإيجابية بين أطراف العملية التربوية والتي تؤكد على كرامة كل فرد وأهمية دوره، ومشاركته الحقيقية في العمل والإنجاز.
  • حث المعلمين على استخدام أفضل الأساليب التربوية في التدريس.
  • التأكد من قدرات المعلمين ومهاراتهم، والعمل على تطويرهم، وتذليل الصعوبات التي قد تواجههم.
  • التنسيق بينهم وبين الإدارة التعليمية والمشرفين بهدف رفع كفاياتهم، وتنفيذ خطط إشرافية تساعد المعلمين على أداء العمل بجودة تربوية عالية.
  • أن يكون المدير قدوة لمعلميه في الالتزام بالنظام، والمشاركة الفاعلة، وتفويض الصلاحيات، وتحمل المسؤوليات، واتخاذ القرارات، والتدريس الفعال، والنمو المهني ...
  • ينتهج سياسة الباب المفتوح أثناء أدائه لعمله.
دور المشرف التربوي في التدريس الفعال:
المشرف التربوي هو مهندس العملية التربوية التعليمية، وعليه تقع مسؤولية عملية التخطيط للطرق الفنية والتربوية الفضلى، للوصول بالمدرسة إلى المستوى المنشود. فمن خبرته يستمد المعلمون الطرق والأساليب التدريسية الفعالة، وعليه أن يتيح لهم الفرصة ليشاركوه في التخطيط لها، وتنفيذها على أرض الواقع، فهم المباشرون لعملية التنفيذ مع أبنائهم الطلبة.
ويتوجب على المشرف التربوي وضع خطة إشرافية في بداية العام الدراسي، آخذا بعين الاعتبار تغيير المسار التقليدي والطرق التقليدية، وجعل التدريس فعالا، فالتدريس الفعال يحتاج إلى توجيه وإشراف فعالين، ويستدعي ذلك التواصل المستمر مع المعلمين، بعقد لقاءات تربوية، وإمدادهم بالمستجدات التربوية والتقنية، والتوجيهات اللازمة في مجال طرق وأساليب التدريس، وتفعيل الوسائل التعليمية، والتقنيات التربوية المتسارعة، وتقويم العمل باستمرار، وإمدادهم بالتغذية الراجعة الهادفة إلى التطوير والتحسين المستمر، ومناقشة الصعوبات المتوقعة، ووضع البدائل والحلول المناسبة لتخطي الصعوبات وتذليلها، وعدم كونها حائلا دون الوصول إلى الأهداف المنشودة من العملية التربوية.
ومن المفيد تحديد عمل المشرف التربوي باختصار في مجالات منها:
-          ما يتعلق بالمعلم والمتعلمين:
يرتبط بدور المشرف التربوي تجاه المعلم وما ينعكس نتيجة ذلك على أداء الطلبة وتحصيلهم، أمور منها:
أ ) تقييم ما يتعلق بكفايات المعلم وخصوصا إلمامه بالمادة الدراسية التي يعلمها، وإدراكه للمفاهيم والمبادئ والمهارات والاتجاهات ... المتعلقة بهذه المادة.
ب) كيفية تطبيقها، من حيث إلمام المعلم بالأهداف التعليمية وصياغتها، والأساليب والطرائق التعليمية وكيفية اختيار المناسب منها للموقف التعليمي، وتحديد الأدوات والوسائل التعليمية الملائمة وكيفية توظيفها، واختيار أدوات التقويم المختلفة واستخدامها بحيث تؤدي الهدف الذي اختيرت لتقويمه.
ج) توفير الجو الإيجابي بين المشرف والمعلمين والطلبة، بحيث يسوده الثقة المتبادلة والأمن والاحترام. ومن ذلك:
* حرص المشرف التربوي على مصلحة المعلم والطلبة.
* التوجيه والإرشاد الإيجابي قبل السلبي.
* يساعد على ذلك قناعة المعلم بكفاءة المشرف التربوي وتمكنه أكاديميا وتربويا.
* تزويد المعلم بمعلومات أكاديمية وتربوية جديدة بالنسبة له حينما يحتاج لذلك.
د ) توفير أجواء للمعلمين تستهدف تحفيزهم للعمل وإثارة حماسهم للتعليم: وذلك بطرق منها:
  • حفزهم على امتلاك المهارات والأساليب الجيدة.
  • تقوية التنافس الإيجابي بين المدارس.
  • تعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية في نفوس المعلمين والطلبة.
هـ ) توجيه المعلمين إلى مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، بحيث تراعي قدراتهم وإمكانياتهم المتفاوتة، ويكون ذلك بطرق منها:
  • تحضير أنشطة وصحف أعمال مختلفة تناسب مستويات الطلبة.
  • تشجيع التعليم والتعلم التعاوني بين الطلبة داخل الصف وخارجه.
  • تحضير بطاقات مختلفة تناسب الموهوبين والضعفاء.
و ) الاهتمام بالتشخيص والخطط العلاجية.
ويمكن مساعدة المعلمين والطلبة على ذلك من خلال:
  • التعاون بين المشرف التربوي والمعلم في وضع اختبارات تشخيصية وكيفية تحليلها.
  • التعاون بين المشرف التربوي والمعلم في وضع خطة علاجية لما تم التوصل إليه من نتيجة الاختبارات التشخيصية.
  • توضيح ومتابعة ذلك من خلال الزيارات الصفية.
  • توضيح الغامض من المفاهيم والإجراءات في ورشات عمل خاصة بذلك.
  • المتابعة الحثيثة لأسباب الضعف ومواطن القوة، والخطط العلاجية المعدة من قبل المعلمين وتطبيقها.
ز) مساعدة أفراد الفئة المستهدفة ليصبحوا قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة، المتصلة بعملهم ومسؤولياتهم، ليكون كل منهم واعيا لمهماته وما يطلب منه، حريصا على النجاح في عمله، متجددا مرنا متطورا منفتحا على المستجدات والواقع، قادرا على تذليل الصعوبات، وبصورة عامة يلزم أن يكون الإشراف تشخيصيا علاجيا، وقائيا، تطويريا.
-          ما يتعلق بالمنهاج والكتب المدرسية:
تقع على المشرف التربوي مسؤولية تجاه المنهاج والكتب المدرسية، تتلخص فيما يلي:
  • التعاون مع المعلمين في تحليل المناهج والكتب المدرسية المقررة، وتحديد مواطن القوة ومواطن الضعف فيها.
  • تحضير ما يلزم من مواد إثرائية سواء بالإضافة أو التعديل اللازم، لتلافي الضعف والقصور في المناهج والكتب المدرسية.
  • مساعدة المدارس في توفير الوسائل التعليمية المناسبة لتنفيذ المنهاج على أفضل صورة ممكنة.
  • عقد ورشات عمل ولقاءات تربوية لتبصير القائمين على التنفيذ بأنسب الطرائق والأساليب لتنفيذ المنهاج وتحقيق أكبر فائدة مرجوة.
  • تشجيع التعليم التكاملي وخصوصا في الصفوف الدنيا.
-          ما يتعلق بالمدرسة والجو العام:
يتلخص عمل المشرف التربوي في هذا المجال في تقديم النصح والتوصيات لتوفير جو مدرسي جذاب، وتوفير بيئة مدرسية مناسبة، سواء بالنسبة للجو الفيزيقي، من تهوية وإضاءة وتدفئة وبعد عن الضوضاء والتشويش، أو بيئة نفسية توفر الراحة والهدوء والأمان والثقة والاحترام والنظام.
خصائص عامة للمشرف التربوي:
  • إنساني في تعامله وحريص على العلاقات الإنسانية.
  • ذو بصيرة ثاقبة، تؤهله لأن يكون عضوا في فريق متكامل.
  • يحترم حرية الآخرين ويؤمن بالمشاركة البناءة، ويحرص على إبقاء خطوط التواصل بينه وبين العاملين في المجال التربوي.
  • شمولي النظرة من حيث المسؤولية في تحقيق النمو المتكامل للمعلمين والمتعلمين.
  • قادر على القيادة والتوجيه والإرشاد.
  • قدوة حسنة ومثال يحتذى به في الأداء والحكمة واتخاذ القرارات ...
  • يستفيد من تجارب وخبرات الماضي ويعد للحاضر والمستقبل.
  • يأخذ بأيدي الفئات المستهدفة باتجاه النجاح في العمل ولا يعمل نيابة عنهم.
ناقش العبارات التالية:
-          المشرف التربوي الجيد يخلق لدى المعلم شعورا بعدم الرضا عن بعض ممارساته، ورغبة في تغييرها للأفضل.
-          المشرف التربوي الجيد يدفع المعلم للقيام بحوار داخلي مع نفسه، يناقش عمله، ويحلله، من أجل التطوير والتعديل المستمر.
-          المشرف التربوي الجيد يساعد المعلم على تعزيز ثقته بنفسه وقدراته.
المدرسة والمجتمع المحلي
استكمالا لمواصفات المدرسة الفاعلة التي نريد، يجدر أن تقيم المدرسة علاقة فاعلة مع المجتمع المحلي بمؤسساته المختلفة، وخصوصا مع أولياء أمور الطلبة، بحيث تكون هذه العلاقة قوية ومثمرة، ولا تقتصر على إرسال معلومات عن الطلبة تحصيلا وسلوكا، بل تتعدى ذلك إلى إشراك أولياء الأمور في تخطيط سياسة المدرسة، والاشتراك في الأمور الإدارية والتنظيمية والمتابعة والمراقبة للطلبة، والاستفادة من خبرات وتخصصات أفراد المجتمع المحلي في الأنشطة المدرسية، من محاضرات وندوات واحتفالات وأبحاث ... وبذلك يكون أفراد المجتمع المحلي مصدرا أساسيا للتعليم، كما يشترك أولياء الأمور في المجلس المدرسي الذي يضم إدارة المدرسة ومجموعة من المعلمين وأولياء الأمور والطلبة، وبذلك يتم إشراكهم في التخطيط والتنفيذ والمراقبة والتقييم وكافة متطلبات المدرسة ...
نشاط:
أبين الإسهامات المنشودة من المجتمع المحلي الهادفة لتطوير المدرسة.
معيقات
قبل الانتهاء من هذا الموضوع المهم، لا بد من الوقوف على بعض المعيقات التي تؤثر على سير العملية التعليمية بالشكل الذي نطمح إليه، ومنها:
  • اكتظاظ الصفوف : إن النظام المعتمد في عدد الصف الواحد، والذي يصل إلى ما يقرب من الخمسين طالبا أحيانا، يكون عنصرا معيقا لوصول المعرفة للطلبة، وتنفيذ الأنشطة بالشكل المناسب، وإمكانية المشاركة الفاعلة للطلبة في الحصة الدراسية، ويكون بذلك عبئا كبيرا على كل من المعلم والمتعلم.
  • الاعتماد الأساسي على الكتاب المدرسي: فالعديد من المعلمين يقتصرون في تعليمهم على الكتاب المدرسي، ولا يتعدونه إلى مصادر المعرفة المتعددة، وبذلك يحدون من توسيع مدارك الطلبة، علما بأن مصادر المعرفة في هذا العصر متعددة ومتوفرة ومتيسرة.
  • نظام الاختبارات : التركيز على الاختبارات كأداة أساسية لتقويم تحصيل الطلبة أدى إلى كون الاختبار هو هدف التدريس، وليس وسيلة لبلوغ الأهداف الأساسية المرسومة، فأصبح الطالب يدرس للاختبار، فإذا انتهى الاختبار تتبخر معه المعلومات التي درسها الطالب بانتهاء الهدف منها.
  • غياب نظام المساءلة: إن الهدف الأسمى للتعليم هو الوصول إلى التميز والإبداع، وهذا يحتاج إلى مساءلة كل من المعلم والطالب عن المستوى الذي توصل إليه المتعلم، وماذا يجب عليه أن يعمل ليصل إلى المستوى المطلوب. وأهم مرحلة من هذه المساءلة هي المساءلة والمحاسبة الذاتية من قبل المعلم ثم من قبل المتعلم، يتبعها المساءلة من كل من له علاقة بالعملية التربوية.
  • التركيز على المهارات الأساسية: إن التركيز على المهارات الأساسية يجعل كلا من المعلم والمتعلم يقف عند المستويات الدنيا للتفكير، ولا يفكر المعلم في تفعيل عمليات التفكير العليا عند المتعلم.
وهنا نصل إلى الإجابة على السؤال المطروح: ماذا نريد؟
نريد إصلاحا في العملية التربوية، تبدأ من الفلسفة التربوية مرورا بالمدرسة، لتؤدي دورها في الحياة، لتشمل جميع النواحي، تدريب المعلمين، وتهيئة المناخ المدرسي الملائم للعملية التربوية، وتطوير المناهج بما تحويه من أهداف ومحتوى تعليمي غالبا ما ينعكس في الكتب المدرسية المقررة، وأنشطة تعليمية منهجية ولا منهجية، وطرائق وأساليب تعليمية مختلفة، ووسائل تعليمية، مع استخدام جيد لتقنيات وتكنولوجيا التربية، وتقويم فاعل مستمر.
هذا الإصلاح يقتضي تضافر الجهود من ذوي القرار، ومن التربويين المتخصصين كل في مجاله، لإصلاح الخلل، والنهوض بالعملية التربوية في هذا المجتمع، للوصول إلى مستوى الطموح والأمل.
وستتناول هذه الدراسة جانبا مهما يتعلق بهذه الجوانب جميعها، ويسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية بشكل عام، وهو الإسهام بجهد متواضع في بيان " تفعيل التفكير في العملية التربوية ".
وستتناول الدراسة التعريف بمفهوم التفكير، ومهاراته، وأساليبه، واستراتيجياته، وإمكانية تعليم التفكير وتنميته وتحسينه، وعوامل نجاحه، وأنواعه المختلفة، مع إيراد الأمثلة التي توضح للقارئ تطبيقات التفكير، وخصوصا في العملية التعليمية التعلمية، ووضع أنشطة تثير تفكير القارئ في مختلف مراحل اطلاعه على هذه الدراسة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون