المختصر في علم التّربية
نظام الدّين إبراهيم أوغلومحاضر في جامعة هيتيت / تركيا
nizamettin955@hotmail.com
الفصل الأوّل
علم التّربية: تعريفهُ:
وهي التأثر في فكر الإنسان وإنفعاله ونزوعه، بغية الإرتقاء بمفاهيميه وأخلاقه وسلوكه. بمعنى أخر التطبيق العملي في سلوك الأفراد. وهي من العلوم الإنسانية الذي أصبح له أثره وخطره في الحياة التعليمية بمختلف مراحلها وشتى ميادينها وأنواعه، لا صبغها بصبغات مختلفة حسب فلسفة التربية ومنطلقها ووجهتها. وعلى المربّي أن يكون خبيراً بعلوم التربية وأصول التربية وطرقها، وكيفية توجيه المخاطبين، وإيصال المعرفة إليهم. وفي التربية يجب على الأباء أن لا ينحاز إلى ولد دون أخر. وخاصة إلى الولد الأصغر كما هي العادة. لأن ذلك يدعوهُ للتمادي والظّلم ويدعو إخوته إلى التذمر والتشرد، ويخلق الحسد وكره الأبوين الغاشمين، غير أنّ هناك ظروفاً خاصة تُبيح للأباء تميز أحد الأولاد على غيره كالضّعيف والعاجز والمريض والبليد والصغير في المهد .
التّربية في الإسلام وسبب فتورها:
إهتم الإسلام بتعليم وتربية على علوم الدّين الإسلامي ومحامد الأخلاق، وعاش عصرها الذّهبي قرون عديدة فرّبى أجيالاً كثيرة مثل أبو بكر وعُمر وعثمان وعلي وخالد وعمر بن العزيز وعمر المختار وأبو حنيفة والشافعي وإبن عربي وإبن تيمية والسيوطي ونحوهم. والإسلام إهتم بتربية الصبي والأولاد على كافة العلوم والآداب وأمور الحياة، وعلموهم آداب الإعتزاز والإحترام بالمعلم وآداب السّماع والإصغاء وأصول التدريس وأصول القراءة.
والعلماء الأفاضل بفضل الدين الإسلامي بداؤا يشوقون الطلاب على طلب العلوم والثقافة العامة والأخلاق السامية بوسائل عديدة، وبحرية تامة دون ضيق وتشديد عليهم، والأباء يسهرون الليالي دون ملل وتعب من أجل راحة وتعلم أولادهم فيوفرون لهم كافة متطلبات الحياة الدراسية.
والطلاب في مدارس الدول الإسلامية عموماً دراستهم مجانية ولا يجدون مشاكل مادية، ولا خوف على مستقلهم، وهم يبتعدون بقدر الإمكان عن أماكن اللهو والفساد والإضطراب السياسي والنفسي. وكل هذه الأمور جعلهم أن يبدعوا في إختصاصات عديدة، ويكونوا علماء أفذاذ، فنشأة من بينهم عباقرة كثيرة كالفارابي وإبن سيناء وإبن حيان والزمخشري والغزالي وكثيرون.
أما التربية الإسلامية بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، دخلت في فتور وركود بسبب تمزق الأراضي الإسلامية وإحتلال الإستعمار ومنع التعليم الإسلامي بشكل مباشر أو غير مباشر، وبتبديل مناهج ومصادر الكتب إلى مناهج غير إسلامية، وحتى سلبوا منهم حقوقهم وحرية التعبير والرأي ونحوه، بالإضافة إلى إبعاد أو تهجير أو قتل العلماء الأفاضل. وكل هذا حصلت مع الأسف الشديد بأيدي منافقين من الحكام المسلمين وبفضل هؤلاء الحكام لم نجد بعد ذلك علماء مبدعون كالسابق. لقد كنا من مصدري كافة العلوم والإبداعات والإكتشافات والإختراعات، وأيضاً من مصدري العلماء والأساتذة الأفاضل إلى كافة أقطار العالم، والآن أصبحنا من مستوردي هذه العلوم والإبداعات والإختراعات من دول الإستعمار. ويمكن أن نقول أيضاً بعد أن كنا أعزاء بفضل العلماء والأمراء الطّيبين، والآن بفضل الحكام الطاغون والعلماء المنافقون أصبحنا أذلاء عند العالم، وقول الرسول (ص) يؤيد هذا (صنفان من النّاس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء) رواه أبونعيم في الحلية. (أفة الدّين ثلاثة: فقيهٌ فاجرٌ وإمامٌ جائرٌ ومجتهدٌ جاهلٌ) في الجامع الكبير رواه الدّيلمي عن إبن عبّاس. (سيكون أمراء فسقة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه ولن يردعلى الحوض) رواه احمد والنسائي والترمذي والبزاز.
آيات وأحاديث في علم التّربية:
آيات كثيرة منها: (وقل ربّ إرحمهما كما ربياني صغيراً) . (قال ألم نربك فينا وليداً) . (وقل ربّي زدني علماً) . قال (ص) (علّموا أولادكم الرّماية والسّباحة). (علّموا أولادكم الصلاة في السبع. (أدّبني ربّي فأحسن تأديبي). وقول الإمام علي (من علّمني حرفاً صرت له عبداً). (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه) رواه عثمان. (أشدّ النّاس عذاباً عالم لم ينفعه علمه) رواه إبن ماجة والطّبراني وإبن عُدي. بالإضافة إلى آيات العلم والعلماء. والتي ذكرناها في علم االقرآن والحديث.
عوامل نجاح التّعليم والتّربية:
قبل كل شيء يكون عند المتعلم الحب والشوق والرغبة في التعلم، وأن يكون الدراسة مجانية التعليم حتى لا ينشغل الطالب في تأمين الكتب والقراطيس وخاصة للطلاب الفقراء لأنهم يعانون من ذلك وهم يشكلون أكثر الراغبين في التعلم. بالإضافة إلى ذلك علينا مراعاة ما يلي:
1ـ المعلم والمدرس الجيد، يشكل الأساس في عملية التعليم والتربية.
2ـ الطالب الجيد، الذي له الإرادة والرغبة في التعلم.
3ـ المنهج الجيد، الذي يلائم ظروف الطالب من النواحي العقلية والنفسية.
4ـ المصادر والكتب الجيدة، فيها معلومات قيمة ومفيدة، مكتوب بأسلوبه سهل.
5ـ الإدارة الجيدة، التي تعمل على تنسيق كافة متطلبات الطلاب والمدرسين، دون إدخال السياسة والتحزب والتطرف فيها، بل تجعل الإدارة الجو المدرسي ملائم للتعلم، لا وكر للصراعات ومنافع ساسية.
6ـ الجو المدرسي الجيد: من بناء جيد وواسع وصفوف واسعة وأثاث مريحة ومقصف وحدائق واسعة وجميلة وأماكن ترفيه ومختبرات وأماكن للنشطات الرياضية والفعاليات الأخرى.
7ـ التوجيه والتفتيش من قبل الوازرة والهيئة الإدارية، له تأثير أيضاً في رفع المستوى التعليمي.
الأسلحة التي يجب أن يتسلحها كلّ مسلم لأجل التفوق:
1ـ سلاح الإيمان: الإيمان بالله والتوكل عليه في إنجاز عمل، والإيمان على إنجاز العمل بفضل الله تعالى، شيء عظيم يعطي للإنسان شجاعة عالية في السعي بإخلاص وإتقان العمل بالسرعة الممكنة، لأنّ الله تعالى إعتبر كل ذلك وإنجاز كل عمل خير عبادة وله مكافئة إلهية. والإيمان يكون كما علمنا الرسول (ص) (ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدّقه العمل). وبما أن كلّ العلوم من ثمار وإنتاج الإنسان، إذن فالوصول إايه بسيط جداً، وخاصة إذا آمنت على ذلك ثم عزمت للوصول إليه.
2ـ سلاح الأخلاق الفاضلة: من لوازم الإيمان، لأن الفض وغليظ القلب والحسد والبخل وحب الذات ونحو ذلك لايمكن أن يوصل الإنسان إلى أهدافه، لأن كل صفة ذميمة يعرقل مسيرة التواصل في العمل والسعي والإجتهاد والتطور. (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب، لأنفظوا من حولك) . وقال الرسول (ص) (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً).
3ـ سلاح العلوم والثقافة العامة: وهو سلاح مهم أيضاً، لأن فيها كل مقومات قول الله تعالى (وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل)، فيها التهيء من الناحية العلمية من علوم عسكرية وتكنولوجيا وإقتصادية وسياسية ونفسية وإجتماعية وصحية وبدنية وبقية العلوم.
أماكن التّربية والتّعليم:
1ـ التربية في محيط البيت والعائلة. 2ـ التربية في محيط المدرسة. 3ـ التربية في محيط المسجد. 4ـ التربية في محيط الجماعات والجمعيات. 5ـ التربية في محيط المعامل والمصانع ومحل العمل. 6ـ التربية في محيط المدينة والشارع والأزقة. 7ـ التربية في محيط أماكن اللهو من القهاوي والتلفزيونات والإنترنيت والمسرحيات والسينما، ونحو ذلك.
المراحل التي يمرّ بها طالب العلم في التّعليم:
1ـ مرحلة التعلم بالقِراءة وفَهم المقروءِ، وبالسّماعُ وفَهمُ المَسموعِ. قال تعالى (إقرأ بإسم ربك الذي خلق، إقرأ وربك الأكرم) . (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) . (فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) . وأثبت علمياً أن نسب إستوعاب العلوم تكون تأثيره كالأتي: عن طريق النظر 75%، وعن طريق السّمع 13%، ونسب بقية الحواس الأخرى 12%. وأما طرق التعلم هناك طريقة الإستدراج (بالتدرج). وطريقة الإستقراء (أي التعلم من الجزء إلى الكل)، وطريقة القياس (أي بالمقايسة).
2ـ مرحلة الإستيعاب والفهم: ويكون بالبحث مع ترسيخها والتفكر بها، قال تعالى (والرسخون في العلم منهم يقولون أمنا به) . (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) . وهو الفقهاء والمجتهدون.
3ـ مرحلة التّعبير الشّفهي والمحادثة والخطابة الجيّدة، قال تعالى (علّمه البيان). وهم الدّعاة والمرشدون والوعاظ.
4ـ مرحلة الكتابة والتّعبيرُ التّحريري، أي كتابة القصص والمقالات والأبحاث ونحو ذلك. وهو أعلى مراحل التعلم، والتي يبدي ما تعلمه بالكتابة، والتي تشكل حضارة دولة وأمم، قال تعالى (الذي علّم بالقلم) .
وسائل التربية والتّعليم:
1ـ الكتب والمصادر. 2ـ الصحف والمجلات. 3ـ الخطب والوعظ وحلقات الذكر ودروس المساجد. 4ـ وسائل الإعلام (الراديو والتلفزيون والفيديو والمسجل والإنترنيت). 5ـ الرحلاّت والسفر. 6ـ العيش مع الناس تجارب الحياة. 7ـ المحاضرات والندوات والمناقشات العلمية. 8ـ الكشف والإختراع والعمل الصناعي والمختبيري والتكنولوجي.
للتربية أشكال وأنواع منها:
أنواع التّربية والتّعليم: التّقسيم الأوّل
1ـ التربية الجسمية والبدنية. 2ـ التربية الخلقية والدينية. 3ـ التربية العقلية والذهنية. 4ـ التربية الذوقية. 5ـ التربية النفسية. 6ـ التربية الإجتماعية. 7ـ التربية الإقتصادية. 8ـ التربية السياسية والعسكرية. ونحو ذلك.
التّقسيم الثّاني
1ـ التربية الزراعية. 2ـ التربية الصناعية. 3ـ التربية التصوفية. 4ـ التربية العسكرية. 5ـ التربية الإدارية. 6ـ التربية الدينية. 7ـ التربية العلمية والثقافية. 8ـ التربية الطبية. 9ـ التربية الإجتماعية. 10ـ التربية العائلية. ونحو ذلك.
مراحل التربية والتعليم:
1ـ تربية الجنين. وهو بطن الأم ويبدأ بعد الشهر الثالث. 2ـ تربية الطفل إلى نهاية الرضاعة ومدته سنتان بعد الولادة. 3ـ تربية الصبي والفتى من العمر 3 إلى 13 من العمر. 4ـ تربية الأولاد والشباب من 14 سنة إلى 21 سنة تقريباً. 5ـ تربية البالغ والرشيد، والتي تبدأ من 22 إلى 40 سنة. 6ـ تربية الكبار والمسنين. 7ـ تربية الكهول والعجائز مابعد 65 من العمر.
متى يكتمل عقل الطّالب؟ ومتى تحصل الفائدة؟
1ـ قال عمر (رض) "يحتلم الغلام لأربع عشر، وينتهي طوله لإحدى وعشرون، وعقله لسبع وعشرين، إلاّ التجارب". ويمكن أن نفهم من هذا أن أخذ العلوم بصورة عامة ينتهي بعد السن 27، وبعدد ذلك يضعف قابلية الأخذ وحفظ العلوم عند الإنسان عموماً، إلاّ التجارب التي لا ينسى، لأنّ الإنسان يعيش معها عملياً وبإستمرار. والطب أثبت علمياً أنّ مخ الإنسان وبدنه ينمو إلى عمر ما بين 18 ـ 21 سنة، ثم يبدأ بموت الخلايا والأعصاب في أعضاء البدن كلّها، إلاّ في المخ والقلب بدلاً من موتها يضعف خلاياهما، وهذه لحكمة إلهية والله أعلم حتى لايفقد المخ (مركز حفظ المعلومات)، والقلب إذا فقد أو تلف خلاياه لايمكن التعويض عنها ويتعرض حياة الإنسان إلى الموت، بخلاف بقية الأعضاء إذا فقدت لا يتعرض حياة الإنسان إلى الموت. قال الإمام الشافعي رحمه الله حول أخذ العلم:
العلم في الصغر كالنقش على الحجر ................. والعلم في الكبر كالنقش على البحر
2ـ قال تعالى ( حتى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنة، قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه) . هذا السن هو سن الرّشد وتكامل العقل البشري عموماً، وهو سن العطاء لما تعلمه من العلوم والتجارب.
3ـ وبعد هذا السن وإكتمال العقل والتجارب بشكل ما، يبدأ الإنسان بالتذكير والتبليغ والإرشاد للشباب والناس أجمعين، كما عمل الرسول (ص)، وترك من بعده أقواله ونصائحه في الأحاديث الشريفة. والتجربة والعمل التطبيقي شيء مهم بعد التعلم، لأن الإنسان بالعمل التطبيقي لا ينسى ما تعلمه من العلوم ويقول المثل "إسأل المجرب ولا تسأل الحكيم".
بإختصار يمكن القول: أن القرآن الكريم قد تطرق كما ذكرنا أعلاه إلى مرحلة التعلم (إقرأ بإسم ربك)، ومرحلة التعليم (علّمه البيان)، ومرحلة الكتابة والتأليف (الذي علم بالقلم)، وهي أعلى مراحل العلم.
الفصل الثّاني
العُقول عند الإنسان:
1ـ العقول الأولى: هم أولي الألباب، وأولي النهى، وأولي الأبصار والباحثون والراسخون في العلم، والدهاة (م/ الداهي)، والفلاسفة، والمجتهدون، والفقهاء، والعلماء، والخبراء، والحكماء، والمخترعون، والمكتشفون، والأطباء والمهندسون الماهرون، والسياسيون والإداريون والمفكرون العظام ونحوهم. لقد أثبت العلماء أن نسبهم 3 من الألف في كل قوم من الأقوام دون إستثناء. وآيات كثيرة حول ذلك منها: (إنّا نبشرك بغلام عليم) . (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) . (قد فصّلنا الأيات لقوم يفقهون) . (يقلب الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) . (إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
2ـ العقول الثانية: هم المتعلمون، العقلاء، المتفكرون، العارفون، الفاهمون، والمعلمون، والمرشدون، والمربّون، وذوي التجارب الكبيرة للحياة ، والذين يسمعون الكلم ويتبعون أحسنه ونحوهم. وهؤلاء يمكن لهم أن يصلوا إلى درجة أولي الألباب وأولي الأبصار بالقراءة والتعلم والتفكر الكثير. وآيات كثيرة على ذلك منها: (ثمّ تولوا عنه وقالوا معلّم مجنون) . (كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) . (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) .
3ـ العقول الثالثة: هم الذين لا يتعلمون، ولا يسمعون، ولا يعرفون، ولا يعقلون، ولا يفهمون، ولا يفكرون ولا يفقهون. وقلوبهم غُلف، وهم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً. ويمكن تصنيف هؤلاء أيضاً إلى ثلاثة أقسام أيضاً:
1ـ مصابون بمرض نفسي أو عقلي: كالشعور بالنقص والإزدواجية الشخصية والجنون والأبله ونحو ذلك. وهؤلاء ليس لهم حرج وعندهم عذر (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) . وقال (ص) (رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يحتلم، والنائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق).
2ـ مصابون بنقص في العلوم الإسلامية وفي تربية الأخلاق الحميدة: فالدّين الإسلامي يأمر الإنسان بالإضافة إلى طلب العلوم الفنية كذلك يأمر بالعلوم الإسلامية وبالأخص إلى معرفة الضروريّات الإسلاميّة، وقد فرض معرفتها على كل مسلم عاقل بالغ ويسمى الضروريات "بفرض العين" من العلوم، ولا يُعذر الجهل بمخالفةِ أوامر الله تعالى، وتدخل في مجموعة علم أصول الدّين، وبالدّرجة الأولى علم العقيدة. ومن مواضيعه الإيمان بالله وما أنزل وأُمر به. ثمّ يأتي علم الأخلاق وقسم من علم الفقه، ومن مواضيعه تنفيذ الأعمال الصّالحة والنّهي عن الأعمال القبيحة، هناك أيات كثيرة تثبت ذلك (من آمن باللهِ واليوم الأخرِ وعملَ صالحاً فلهم أجرهُم عند ربهم) . (إلاّ مَن تاب وعملَ صالحاً فأولئكَ يدخلونَ الجنّةَ) .(الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحُسن مآب) . وكما يقول المثل (الإنسان عدوّ ماجهل)، لذا إذا لم يعرف الإنسان من العلوم الدّينية شيئاً فقد يؤديه إلى الكفر والظلم والطغيان بالإضافة إلى الشّقاق والنفاق وسوء الأخلاق، وهكذا يكونوا من أعداء الإسلام، ويعاقبون بالجزاء الأوفر، لأن المنافق يعمل لأجل مصالحه، والجاهل يتكاسل في التطبيق العملي وفي التعلم بضروريات الدّين. فقال الله تعالى فيهم (لهم قلوب لا يفقهون بها) . (ولكن المنافقين لا يفقهون) . (على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً) . (وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) . وآيات وأحاديث كثيرة حول المنافقين وفضل العلم.
3ـ أميون وأصحاب الفطرة السليمة: تعريف الأمي: الذي لا يحسن قراءة القرآن. والأمِّي : في كلام العرب: الذي لا يعرف القراءة والكتابة ولكنه قد يعرف أمور الحياة بتجاربه وبخبراته وبفطرته السليمة.
والأميون لظروف إستثنائية أو لأسباب ليست بأيديهم حرّموا من التعليم والتربية، إما لأسباب مادية أو معنوية أو إجتماعية أو سياسية أونفسية وصحية. ولكن لكونهم أُمياً لا يمنعهم من أن يتعلموا ضروريات الدين الإسلامي والأخلاق الإسلامية السامية. ولا يمكنهم أن يتخلصوا من جزاء الله تعالى. وطريق الخلاص من أفة الجهل يكون بالتعلم وبالقراءة وبالسماع وبالتفكر.
وأما أمية الرسول (ص) سببها الرئيسي ديني ولإظهار معجزة إلهية، ثمّ تعلم القراءة بدليل قوله تعالى (إقراء بإسم ربك الذي خلق) . وكذلك تعلم الكتابة بدليل أنه كان يدقق كتابات آيات وسور القرآن الكريم، ويصحح الأخطاء فيها، بالإضافة إلى البلاغة الموجودة في أقواله وأحاديثه.
أقوال على درجات عقُول النّاس:
1ـ قال تعالى (نرفع درجات من نشاء وفوق كلّ ذي علمٍ عليم) . (ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجات) . (نرفع درجات من نشاء إنّ ربك حكيم عليم) . (ولله عليهن درجةً والله عزيز حكيم) .
2ـ قال الرسول (ص) (كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن رابعهما فتهلك) حديث صحيح. والرابع هو الجهل، والجهل كما ذكرنا بمعنى الجهل في كل الأمور، من قراءة وكتابة وعلوم دينية وحياتية.
3ـ قال الإمام علي (رض)، وقيل أيضاً أنه من قول الخليل بن أحمد الفراهيدي: (إنّ أحوال الإنسان أربعة أقسام: قسم يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فحبّوه أو إسألوه، وقسم يدري ويدري أنه لا يدري فذلك جاهلٌ فعلّموه أو ذكّروه، وقسم لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك نائم فإستيقضه، وقسم لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك أحمق أو جاهل فإجتنبوه).
4ـ قال عمر (رض): الرجال ثلاثة: رجلٌ ذو عقلٍ ورأي، ورجلٌ أذا حزبه أمراً أتى ذا رأي فإستشاره، ورجلٌ حائر لا يأتمر رُشداً ولا يطيع مرشداً.
أسباب إختلاف العلماء فيما بينهم:
وأقصد العلماء المنصفون منهم لا المنافقون، فقد يكون الإختلاف لقصور في عقولهم بسبب عدم وصولهم إلى ذلك الحقيقة المناقش عليها، أو لتقصير في معرفة أصول ذلك العلم، أو دخول الهوى والنفس والإبتلاء في القرارات الصائبة. قال الرسول (ص) ( سألت ربي فيما إختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إليّ: يامحمد إنّ أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء: بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشئ مما هم عليه من إختلافهم فهو عندي على هدى) رواه سعيد بن السيب عن عمر بن الخطاب (رض). ولأجل تلافي القصور ممكن، كما علّمنا الدين الإسلامي وذلك بالسير على منهج جيد وبعلماء ومرشدين أجلاء مع تعقيب مصادر موثوقة، من قرآن الكريم والأحاديث النبوية وكتب أخرى إسلامية، لقد قال الرسول (ص) في حديث صحيح (تركتُ فيكم آمرين لن تضلّوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسُنة نبيّه) أخرجه الحاكم في المستدرك. وللمربي والمرشد والأستاذ الجيد دور كبير في التعليم الجيد.
ويمكن أن نشاهد هذا حتى عند تربية الحيوانات الوحشية وجعلها حيوانات أليفة، وحتى أنهم بالتربية يعملونهم أعمال خارقة، لذا فالإنسان العاقل الذكي أولى منهم بأن يتعلموا أشياء أكثر من المعلم الأول محمد (ص) ومن القرآن الكريم ومن بعد محمد (ص) من العلماء الصالحين، فقال (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم) . (يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) . (العُلماء ورثة الأنبياء) رواه الأربعة وأخرون.
الفصل الثّالث
مدخل إلى علوم التربية
لا أحد من الدارسين يستطيع أن ينكر أن موضوع التربية كممارسة سلوكية عرفت وجودها مع وجود الحياة الإنسانية ذاتها. فالمهتمون بالدراسات الإنسانية عامة، وبتاريخ الفكر التربوي خاصة، يشيرون جميعا إلى أن عملية التربية قد مورست، وبشكل تلقائي جداً منذ العصور التاريخية الأولى ذلك أن الإنسان الأول اهتدى بمؤهلاته الفطرية، وبتجربته الخاصة التي استقاها من تفاعله مع شروط حياته، إلى ضمان بقائه وبقاء أبنائه، وذلك باتباعه عددا من القواعد والأساليب السلوكية استطاعت أن توفر حدا أدنى من الصحة الجسدية والمقومات الفكرية التي كان يريد أن يتصف بها الطفل كي تستقيم له سبل التطور والنضج. لقد ظل الإنسان، على مدى مختلف مراحل تطوره الحضاري، يواجه الحياة بشتى عناصرها وأبعادها موظفا في ذلك ما حبي به من مهارات وقدرات، كي يحقق من خلالها آماله وطموحاته، أكبرها وأهمها ما كان يرمي إلى تخليد نوعه وتحقيق استمراريته عبر التاريخ البشري، فكان لزاما والحالة هذه، أن يعمد الآباء إلى تربية الأطفال ورعايتهم إلى أن ينضجوا ويشتد عودهم، ويصيروا قادرين على مواصلة المهمة التي أعدوا من أجلها، والمتمثلة في إنجاب خير خلف لخير سلف، وتربية هذا الخلف وإعداده لممارسة نفس الدور بمعاودة نفس الصيغ والأساليب، أو بإدخال تغيير ضئيل على بعضها. وأكيد جدا أنه مع تطور وضع الإنسان فكريا واجتماعيا، وتبدل حياة المجتمعات عبر التاريخ، تطورت التربية، فتبدل مفهومها، وتغيرت أسسها وقواعدها التي تستند إليها، وتبدلت نتيجة لذلك الآراء التي نحملها حول الطفل، والأساليب التي ينبغي اتباعها معه لتربيته وتكوينه بما يغطي مختلف نواحي شخصيته، بل تغير فهمنا لطبيعة التربية ذاتها في تقلصها وامتدادها، في حدودها واطلاقيتها، وكل هذا سيعرف بالطبع انعكاسا ملحوظا على معنى التربية ومفهومها، إذ سيعرف هذا المفهوم بدوره تسميات عدة، كل واحدة منها تعكس في الأصل فهما ومعنى خاصين لعملية التربية .
محاور موضوع علم التربية
أولا : من التربية إلى علوم التربية :
1ـ من التربية إلى البيداغوجيا.
2ـ من البيداغوجيا إلى علوم التربية.
ثانيا: علوم التربية، تعريف وتصنيف:
1ـ تعريف ببعض حقول علوم التربية:
أـ فيزيولوجيا التربية.
ب ـ سيكولوجيا التربية.
ج ـ سوسيولوجيا التربية.
دـ سيكوسوسيولوجيا التربية.
هـ ـ فلسفة التربية.
2ـ تصنيف علوم التربية:
ثالثا: علوم التربية، تعدد وتكامل:
1ـ التكامل بين مختلف علوم التربية:
أـ المقاربة الفيزيولوجية.
ب ـ المقاربة السيكولوجية.
جـ المقاربة السوسيولوجية.
دـ المقاربة السيكوسوسيولوجية.
هـ المقاربة الديداكتيكية.
2ـ التكامل بين التخصصات الأصلية وعلوم التربية.
3ـ التكامل بين باقي العلوم وعلوم التربية.
رابعا: خلاصة:
خامسا : أنشطة للتقويم والدعم والبحث:
أولا : من التربية إلى علوم التربية : إن مصطلح علوم التربية الذي صار الآن المصطلح الرائج بشكل ملحوظ في المعاهد والمؤسسات التربوية لم يبرز اعتباطا، فقد جاء نتيجة عدة تحولات عرفها مسار تطور الفكر التربوي عامة، وتطور ميدان المصطلح في خضم هذا الفكر خاصة. ذلك أن استبدال مصطلح بآخر لمحاولة وصف شتات مجموع الأفعال والممارسات التي تشكل هذه العملية التي تدعى عادة تربية إنما جاء ليؤكد، في كل مرة،ما طرأ على مفهوم التربية ومضمونها وكذا مناهجها التي تطبقها من تحول وتبدل. وبالتالي، فكل مصطلح يعكس لحظة متميزة من التصور والفهم لفعل التربية. وفي هذا الإطار سنعرج قليلا على مصطلحات مركزية يعد الوقوف عندهت هاما جدا لفهم الإنتقال إلى علوم التربية.
1ـ من التربية إلى البيداغوجيا: على الرغم من تعدد التعاريف التي عرفتها التربية على مدى تطورها، فقد ظل تحديد طبيعتها بشكل نهائي مشكلا قائما لم يستطع الدارسون المختصون التغلب عليه. فمن جهة، بقي مفهوم التربية عاما جدا، إن لم نقل عائما أحيانا، ومنفتحا على جميع الممارسات وأشكال التأثير التي تمارس على الطفل كيفيما كان نوعها (إيجابية أو سلبية، بناءة أو هدامة، مفيدة أو غير مفيدة، صالحة أو غير صالحة...) وكيفما كان مصدرها (آبا، أقران، راشدون، مدرسون، مربون، مختصون، وسائل اتصال مختلفة ...) ومن جهة أخرى، بقيت إجراءاتها ووسائلها المعتمدة غير ممنهجة أو مقننة بحيث كانت تمارس هذه الإجراءات وتلك الوسائل من طرف جميع من كان يتولى أمور تربية الأطفال، سواء كانوا يتوفرون على تكوين علمي دقيق يؤهلهم للقيام بذلك، أم لم يتوفروا بالمرة على ذلك التكوين، كما هو حال العديد من الآباء الذين يربون أطفالهم اعتمادا على تجربتهم الخاصة، وهي تجربة طالما تكون مليئة بالتصورات والقناعات التي تسيء إلى الطفل أكثر مما تخدمه وتحسن إليه. ولعل هذا ما حذا ببعض رجال التربية والدارسين إلى استعمال مصطلح بيداغوجيا Pédagogie إن لم يتجاوز مصطلح تربية، فعلى الأقل كحقل مواز يمدها ببعض المبادئ وبعض التوجيهات المفيدة.
فماهو تعريف البيداغوجيا؟
لقد عرف تعريف البيداغوجيا اختلافا مماثلا لنفس الإختلاف الذي عرفه تعريف التربية. والتعاريف العديدة التي قدمت بخصوص هذا المصطلح (أي البيداغوجيا) تبين في الحقيقة حجم الأشكال الذي اعترى تحديده، والمتمثل أصلا في السؤال الكبير التالي: هل البيداغوجيا علم أم صناعة أم فن أم فلسفة؟ أم هي كل ذلك دونما حاجة إلى إقامة تمييز منهجي بين كل هذه الحقول؟ لقد حاول دوركايم Durkheim تعريف البيداغوجيا بإشارته إلى أنها "نظرية عملية" موضوعها التفكير في نظم التربية وطرائقها بغية تقدير قيمتها، وبالتالي إفادة عمل المربين وتوجيهه. أما ديوي Dewey فهو يطلق على ما أسماه دوركايم "بالنظرية العملية" اسم العلم، لأن هذه النظرية تستلزم، في اعتباره، أولا طرائق في البحث تماثل طرائق العلوم الأخرى، ولأنها بعد ذلك تضع نظاما من المبادئ الموجهة المستقاة من العلوم الأخرى التي تمت إلى التربية بصلة من النسب، وتكون قادرة على أن تجعل عمليات الفن التربوي العملي أكثر تطابقا مع العقل، وأكثر انسجاما مع الذكاء. أما كرشنشتاينر Kerschensteindr فهو يرى، خلافا لما سبق، أن البيداغوجيا لا يمكن تشبيهها بالصناعة أو العمل الفني، لأن العمل التربوي مختلف تماما عن العمل الصناعي. إنها ليست إذن علما مطبقا على التربية، بل هي علم مستقل قائم بذاته، مادامت تستخلص أحكامها الأساسية من مفاهيم تقيمها بالإستناد إلى معاينة دقيقة لمعطيات الواقع. ومن هنا تثار عادة العلاقة بين التربية والبيداغوجيا انطلاقا من العلاقة القائمة بين النظرية والممارسة وينتهي روني أوبير René Hubert بهذا الخصوص، بعد عرضه لجملة من تعاريف البيداغوجيا ومناقشتها إلى أن هذه الأخيرة بعد أن تضع المبادئ وتحدد الأهداف، تنتقل إلى التطبيق العملي، أي بعد أن تكون عامة تصبح تطبيقية حيث تعنى بحل المشكلات المشخصة المختلفة التي تتصل بعناصر التربية و طرائقها و أساليب تنظيمها المدرسي. وإلى هذا التصور ذاته أشار ميالاري Mialaret حينما قرر عند محاولته التمييز بين التربية والبيداغوجيا، أن الأولى تشكل حقل ممارسة بينما تشكل الثانية حقل تأمل نظري في تلك الممارسة، وأن العلاقة بينهما تكمن بالذات في أن أي ممارسة على الطفل أو الإنسان عامة تحيل دائما إلى غاية أو توجه ضمنيين يستلزمان التفكير النظري من أجل خلق نوع من الإنسجام بين الرأي التربوي والواقع التربوي.
2ـ من البيداغوجيا إلى علوم التربية: رغم شيوع مصطلح البيداغوجيا في الأوساط التربوية لفترة مهمة من الزمن، لم يلبث الدارسون، تحت تأثير تطور البحث التربوي وتطور الجهاز المفاهيمي لكثير من العلوم، أن استشعروا قصور هذا المصطلح، رغم ما سعى إليه من محاولات ااتنظير والتأمل في حقل الممارسة التربوية، حيث تبين لهم عدم قدرته على اختزال الركام الهائل من الإنتاج العلمي الذي عرفته السنوات الأخيرة في حقل العملية التربوية في مختلف امتداداتها وأبعادها. إن حرص البيداغوجي Le pédagogue على محاولة التركيب بين التنظير التربوي والممارسة التربوية استنادا على مبادئ ومقدمات، لم يبعده في كثير من الأحيان عن السقوط في دائرة الإعتماد على المهارة الشخصية، إن لم نقل على الحدس Intuition، مما كان يضفي على العمل البيداغوجي مسحة ذاتية قد تفتح الباب أمام تعدد " وصفات العمل التربوي"، إن صح القول، بتعدد المربين أنفسهم. صحيح أن انفتاح البيداغوجيا على علم النفس خاصة قد مكنها من استخلاص الكثير من القواعد والمبادئ الثابتة التي يتعين احترامها في كل نشاط تربوي يكون الطفل محوره الرئيسي، لدرجة أن هذا الإنفتاح ساعد على ظهور حقل شبه مستقل ظل مواكبا للبيداغوجيا عرف تحت اسم: السيكوبيداغوجيا Psychopédagogie. إلا أن ما يزخر به الواقع التربوي من تعقد وتشابك في المكونات جعل هذه السيكوبيداغوجيا ذاتها قاصرة، باعتبارها تنظر إلى الفعل التربوي نظرة ضيقةأحادية البعد، هو البعد السيكولوجي فقط، كما لو أن هذا الفعل لا يتحكم فيه أي جانب آخر غير الجانب النفسي من شخصية الإنسان. ومن هنا بدت الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في التسمية، بل في الحقول والميادين المعرفية التربوية بما يجعلها قادرة على أن تغطي مجموع فعاليات الظاهرة التربوية في مختلف أبعادها البيولوجية والسيكولوجية والإجتماعية، بل في تقلبها في مختلف المؤسسات المجتمعية والوضعيات الإجتماعية الإقتصادية والفلسفية، فكانت النتيجة الحتمية لكل هذا أن ظهر مصطلح (علوم التربية).
ثانيا: علوم التربية، تعريف وتصنيف: مع تطور الحركة العلمية، خاصة في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث ساد هاجس الدقة والموضوعية في تناول الظواهر الإنسانية، لم يعد هناك مجال للتناول العفوي المستند فقط إلى التجربة الشخصية وعامل الحدس والتأويل الذاتي، فنزعت العلوم الإنسانية كلها نحو تأسيس موضوعها وتحديد منهجها في الدراسة والبحث. وقد حظيت التربية بدورها بنصيب وافر من هذا التأثير حيث هرع الدارسون في حقلها إلى محاولة تاسيس علم لها ينصب بالدراسة الموضوعية على مختلف ظواهرها وقضاياها، فظهرت البوادر الأولى لما شرع في تسميته بعلم التربية Science de l'éducation الذي كان يسعى إلى تحقيق الرصانة والضبط العلميين أكثر من سعيه إلى تناول الموضوع في شتى مظاهره وأبعاده. وهكذا بدأت تتأكد القناعة لدى المختصين حول أن خصوبة وتشعب الظاهرة التربوية وتشعب أطرافها أوسع بكثير من أن يستطيع علم واحد حصرها، ومن ثم السيطرة عليها. وكانت النتيجة الحتمية هي العمل على تجاوز علم التربية بالمفرد، واستبداله بمصطلح جديد يحتضن كل الحقول المعرفية التي تتصدى بالإهتمام لمجموع أبعاد الظاهرة التربوية، وكذا لمجموع الشروط التي تمارس فيها هذه الظاهرة، ويعرف هذا المصطلح اليوم تحت اسم علوم التربية Sciences de l'éducation .وليس من قبيل الصدفة أن تعرف هذه العلوم في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في معظم الجامعات والمعاهد العلمية، وتتبناها العديد من الأنظمة التعليمية في إعداد برامجها... إن الأمر لا يرتبط، كما يقول ميالاريه: بإلباس معطف جديد لممارسة قديمة. إنه أكثر من ذلك بكثير، وأعمق من ذلك بكثير، إنه يرتبط بمعطى عميق ودال ويوازي ويستجيب في نفس الوقت لحقيقة جديدة. إن الظاهرة التربوية فعالية إنسانية تتداخل فيها عناصر عدة: يتداخل فيها ما هو بيولوجي وما هو سيكولوجي وما هو سوسيولوجي وما هو سيكوسوسيولوجي وما هو اقتصادي...إلخ. أو بعبارة مركزة، يتداخل فيها كل ما يتصل بشخصية الإنسان برمتها من معطيات ذاتية ترتبط بالفرد نفسه، ومعطيات موضوعية ترتبط بالمؤسسات والشروط العامة والخاصة التي تمارس في إطارها عملية التربية. وهذا ما يستلزم بالطبع تجنيد مقاربات علمية عدة تختص كل واحدة منها بجانب أو بجوانب من الظاهرة المدروسة، وهو ما استوجب بالتالي خلق علوم التربية.
ثانيا: علوم التربية، تعريف وتصنيف: مع تطور الحركة العلمية، خاصة في منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث ساد هاجس الدقة والموضوعية في تناول الظواهر الإنسانية، لم يعد هناك مجال للتناول العفوي المستند فقط إلى التجربة الشخصية وعامل الحدس والتأويل الذاتي، فنزعت العلوم الإنسانية كلها نحو تأسيس موضوعها وتحديد منهجها في الدراسة والبحث. وقد حظيت التربية بدورها بنصيب وافر من هذا التأثير حيث هرع الدارسون في حقلها إلى محاولة تاسيس علم لها ينصب بالدراسة الموضوعية على مختلف ظواهرها وقضاياها، فظهرت البوادر الأولى لما شرع في تسميته بعلم التربية الذي كان يسعى إلى تحقيق الرصانة والضبط العلميين أكثر من سعيه إلى Science de l'éducation تناول الموضوع في شتى مظاهره وأبعاده. وهكذا بدأت تتأكد القناعة لدى المختصين حول أن خصوبة وتشعب الظاهرة التربوية وتشعب أطرافها أوسع بكثير من أن يستطيع علم واحد حصرها، ومن ثم السيطرة عليها. وكانت النتيجة الحتمية هي العمل على تجاوز علم التربية بالمفرد، واستبداله بمصطلح جديد يحتضن كل الحقول المعرفية التي تتصدى بالإهتمام لمجموع أبعاد الظاهرة التربوية، وكذا لمجموع الشروط التي تمارس فيها هذه الظاهرة، ويعرف هذا المصطلح اليوم تحت اسم علوم التربية Sciences de l'éducation . وليس من قبيل الصدفة أن تعرف هذه العلوم في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا في معظم الجامعات والمعاهد العلمية، وتتبناها العديد من الأنظمة التعليمية في إعداد برامجها... إن الأمر لا يرتبط، كما يقول ميالاريه: بإلباس معطف جديد لممارسة قديمة. إنه أكثر من ذلك بكثير، وأعمق من ذلك بكثير، إنه يرتبط بمعطى عميق ودال ويوازي ويستجيب في نفس الوقت لحقيقة جديدة. إن الظاهرة التربوية فعالية إنسانية تتداخل فيها عناصر عدة: يتداخل فيها ما هو بيولوجي وما هو سيكولوجي وما هو سوسيولوجي وما هو سيكوسوسيولوجي وما هو اقتصادي...إلخ. أو بعبارة مركزة، يتداخل فيها كل ما يتصل بشخصية الإنسان برمتها من معطيات ذاتية ترتبط بالفرد نفسه، ومعطيات موضوعية ترتبط بالمؤسسات والشروط العامة والخاصة التي تمارس في إطارها عملية التربية. وهذا ما يستلزم بالطبع تجنيد مقاربات علمية عدة تختص كل واحدة منها بجانب أو بجوانب من الظاهرة المدروسة، وهو ما استوجب بالتالي خلق علوم التربية.
أـ فيزيولوجيا التربية.
ب ـ سيكولوجيا التربية.
ج ـ سوسيولوجيا التربية.
دـ سيكوسوسيولوجيا التربية.
هـ ـ فلسفة التربية.
أـ فيزيولوجيا التربية: يحاول هذا العلم أن يقارب نواحي من الظاهرة التربوية مقاربة فيزيولوجية فالمعطيات الحيوية التي تلازم الفرد في أي نشاط يقوم به، تستدعي أخذ البعد الفيزيولوجي بعين الاعتبار في الممارسة التربوية.تدخل في هذا المضمار مجموعة من الشروط ترتبط أهمها بالصحة الجيدة والتغذية المتوازنة والنوم الكافي. ولهذا تركز فيزيولوجيا التربية اهتمامها على العلاقة القائمة بين هذه الشروط وبين التعلم المدرسي، بالنسبة للطفل المتعلم، طارحة عددا من التساؤلات الأساسية من قبيل:
ـ ماهي القوانين الفيزيولوجية المتحكمة في الأساس البيولوجي لعملية النمو؟
ـ كيف تنمو الإيقاعات الحيوية (النوم، التعب...) وما علاقتها بالتعلم المدرسي؟
ـ ما هي الآثار التي تحدثها التغذية على المستوى الكمي في النمو المدرسي للطفل؟
ـ ما هي العناصر الكيميائية الضرورية لتنشيط الانتباه وتقوية الذاكرة والرفع من استيعاب المعارف؟ وفضلا عن هذه الأسئلة الهامة التي تشتغل عليها فيزيولوجيا التربية، يهتم هذا العلم كذلك بتحليل بعض ظروف الحياة المدرسية والحياة الأسرية من الزاوية التي يهتم بها فيدرس المحيط الحيوي المميز للمؤسسة، أي دراسته من حيث التهوية والإنارة والتلوين والتزيين... لدرجة نجد أنفسنا مع الدراسة كما
يقول ميالاريه، أمام الحدود الدقيقة الفاصلة بين الفيزيولوجيا والهندسة المعمارية. كما تتدخل فيزيولوجيا التربية في العملية التعليمية-التعلمية، وذلك باهتمامها بجوانب من سلوك المتعلم المتصلة، بميدان الفيزيولوجيا، مثل الجانب السيكو-حركي في تعلم مهارات الكتابة، والجانب العضلي في تعلم المهارات الحركية في مجال التربية البدنية.
ب ـ المقاربة السيكولوجية: التي تفيد في الكشف عن العوامل ذات الصبغة النفسية، أي المرتبطة بشخصية المتعلم ذاته، والتي يمكن ان يكون لها دورها في إفراز المظاهر السلوكية المميزة للحالة، كالقلق والتوتر ومختلف العقد النفسية واضطراب الحياة الإنفعالية...إلخ. وهذه المقاربة تستلزم من الدارس أو المربي الإستعانة هنا بحقل سيكولوجيا التربية.
ج ـ المقاربة السوسيولوجية: التي تفيد في الكشف عن طبيعة الأطر المرجعية التي تتحكم في تربية الطفل وتنشئته، خاصة الأسرة بمناخها العاطفي وبمستواها الإقتصادي والإجتماعي والثقافي، وطبيعة العلاقات الإجتماعية وأساليب المعاملة السائدة داخلها... إلخ. وهذه المقاربة تستلزم من المربي أن يستعين بحقل سوسيولوجيا التربية.
دـ المقاربة السيكوسوسيولوجية: التي تفيد في الكشف عن طبيعة العلاقات الإجتماعية وأشكال التواصل داخل الفصل الدراسي الناجمة عن تفاعل المتعلمين فيما بينهم وبين هؤلاء ومدرسهم، كما تفيد كذلك في تحديد المكانة السوسيومترية لكل عنصر داخل جماعة الفصل ومواقع التقبل والنبذ بالنسبة لكل متعلم... إلخ وهذه المقاربة تستلزم من المربي الإستعانة بحقل سيكوسوسيولوجيا التربية. [line]
المكانة السوسيومترية: مفهوم من المفاهيم المركزية في حقل سيكوسوسيولوجيا التربية. وهو يعني تلك الدرجة التي يحتلها الفرد داخل الجماعة الصغيرة التي ينتمي إليها، وذلك من حيث تفاعله مع الأفراد وعلاقاته معهم. فالفرد المقبول داخل جماعته والذي يحظى بانجذابات أكثر العناصر تكون له مكانة سوسيومترية عالية، في حين تكون للمنبوذ مكانة سوسيومترية عالية، في حين تكون للمنبوذ مكانة منخفضة تتحدد درجتها بدرجة النبذ.
هـ ـ المقاربة الديداكتيكية: التي تفيد في الكشف عن مختلف مكونات عملية التدريس من أهداف ومحتويات تعليمية وطرائق ووسائل وتقنيات وتقويم تربوي، بما يساعد على إبراز العناصر التي قد تكون مسؤولة عن تعرض المتعلمين لعائق ما في تعلمهم، وهذا يستلزم من المربي أن يستعين هنا بما يعرف حاليا بالديداكتيك أو علم التدريس كما يميل البعض إلى تسميته. نة منخفضة تتحدد درجتها بدرجة النبذ .
الفصل الرابع
أنواع الدّعوة في الإسلام:
الدين الإسلامي كما نعلم أنه: عقيدة ونظام وعمل وحركة، وبتعبير أخر إيمان وحُب وتطبيق وعمل، فالذي يطبق ذلك ويخلص له، يتخلص من مآزق كثيرة في الدنيا والأخرة. وهناك أنواع من العمل الدعوي وكلّ عمل ودعوة لله تعالى فهو جهاد. فنرى مثلاً تعريف الدعوة عند الأستاذ عبد الكريم زيدان ثلاثة أقسام: 1ـ الدّعوة بالقول. 2ـ الدّعوة بالعمل. 3ـ الدّعوة بالسّيرة الحسنة.
وعند الشيخ م. يوسف الكندهلوي أربعة: 1ـ الدّعوة القولية. 2ـ الدّعوة القلمية. 3ـ الدّعوة القلبية. 4ـ الدّعوة القدمية.
صفات المُعلّم أو المُرشد:
1ـ أنْ يكُونَ حليماً وشفوقاً. 2ـ أنْ يكونَ عالماً لإختصاصهِ. 3ـ أنْ يكُونَ مُعلّماً بالعُلومِ الإسلاميَّةِ. 4ـ أنْ يُعرضَ عن حبِّ الدّنيا وحبِّ الجَاهِ. 5ـ تابعَ لشخصٍ بَصيرٍ تَسلسَل متابَعتُهُ إلى الرَّسولِ مُحمَّدٍ (ص). 6ـ قِلّة الأكلِ والقَولِ والنَّومِ. 7ـ كثرتهُ للصَلواتِ والصّومِ. 8ـ كثرتهُ للصدقةِ وعدم البّخل.
وللعلماء مسؤوليات أخلاقية كبيرة وهي تربية الإنسان وتقويمهم والمساعدة على تزكية أنفسهم في إطار عبادة الله، وهذه العبادة تشمل كافة مجالات الحياة الدنيوية والآخروية.
والعلماء لا يمكن أن ينتظروا منافع شخصية بحتة ويهدفوا من ورائها جمع المال والركون الى أصحابهِ. بل عليه أن يمسك بيده مصباح الهداية، ويجلس في النور، وأن يوجه الخطاب والوعظ ليوقظ الغافلين والجهال والنائمين من سباتهم.
وظائف المُعلّم أو المُرشد عند الإمام علي (رض):
1ـ الشّفقة على المتعلمين. ويجري مجرى الرسول (ص) (إنما أنا لكم مثل الوالد لولده).
2ـ لا يطلب على إفادة العلم أجراً. ولا يقصد جزاءً ولا شكوراً، بل يعلم لوجه الله تعالى.
3ـ الاّ يدع من نصح المتعلم شيئاً، وأن يبين أن الغرض بطلب العلوم القُرب إلى الله تعالى دون الرياسة.
4ـ ومن دقائق صناعة التّعليم أن يزجر المتعلم عن سوء الأخلاق، بطريق التعريض (عرض عام) ما أمكن ولا يصرح. وبطريق الرّحمة لا بطريق التوبيخ.
5ـ إنّ المتكفل ببعض العلوم، ينبغي الاّ يقبح في نفس المتعلم العلوم التي وراءه، كمعلم اللّغة إذْ عادته تقبيح علم الفقه ومعلم الفقع عادته تقبيح الحديث والتفسير.
6ـ أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه، فلا يلقى إليه ما لا يبلغه عقلهُ فينفرهُ أو يخبط عليه عقله.
7ـ إنّ المتعلم القاصر ينبغي أن يلقى إليه الجلي اللائق به، ولا يذكر له وراء هذا تدقيقاً وهو يُدخر عنه.
8ـ أن يكون المعلّم عاملاً بعلمهِ فلا يكذب قوله ولا فعله لإن العلم يدرك بالبصائر والعمل يدرك بالأبصار وأرباب الأبصار أكثر، فإذا خالف العلم العمل منع الرشد، وكل من تناول شيئاً وقال للناس لا تتناولوه فإنه سم مهلك؛ سخر الناس به، واتهموه، وزاد حرصهم على ما نهوا عنه، فيقولون: لولا أنه أطيب الأشياء وألذها لما كان يستأثر به.
أداب المتعلّم والمُستمع:
" إظهار الخشوع ـ دوام الخضوع ـ سلامة الصّدر ـ حُسن الظّن ـ إعتقاد القول ـ الإصغاء ودوام السكوت ـ قلة التقلب والإشارة باليد والغمز بالعين ـ جمع الهم ـ ترك التهمة والغيبة ـ ولا يطلبن عثرته وإن زلّ" . عند توافر هذه الشروط لأجل طلب العلوم بشوق وشغف وبإخلاص من القلب وبإرادة وعزم ودون كسل سوف تتم الفائدة القصوى في الدنيا والثواب في الأخرة.
أداب المناقشة:
1ـ إحترام رأي المتكلم مهما كان أو يكون، وأن تكون المناقشة حضارية متمدنة وبصوت هادئ وبوجه حسن دون زعل وخصام. قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) . ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وإصبروا إنّ الله مع الصابرين) . (وأغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت حمير) . (وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين) .
2ـ إعطاء الفرصة للمتكلم لإبداء رأيه، وعدم مقاطعة كلامه، وأن يتبادل الرأي بالسّماع والإستماع (الأخذ والعطاء) بين الطّرفين. قال تعالى (ولو كنت فظاً أو غليظ القلب لأنفضّوا من حولك) .
3ـ عدم فرض الرأي بالقوة، قال تعالى (لا إكراه في الدين) ، وإن كنت على حق فلا تفرض أحقيتك بالقوة لأن هذا الأسلوب السيء سيعكس عليك.
4ـ إثبات الرأي والأقوال بالأدلة العلمية والنقلية. قال تعالى (قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين) .
عوامل تقوية التعليم والفهم والحفظ:
1ـ التقوى: لأنّ فيها الهدوء والإهتمام لآيات الله تعالى والخشوع والتأمل والتّدبر والتعقل والتفكر.
2ـ التكرار: لأنّ في التكرار والتذكرة يسهل عملية الحفظ وعدم النسيان. (فذكّر إن نفعت الذكرى).
3ـ الإهتمام: كلّما إهتم الإنسان بشيء وتعلق به مصيره، يكون قد إتخذه من أوليات فهمه وحفظه وعدم نسيانه.
4ـ الإرتباط بالأحداث: إرتباط الموضوع بالأحداث كذلك يجعل الإنسان بأن لا ينسى الموضوع، مثال على ذلك إرتباط الحادث بخوف أو حزن أو فرح وسرور ونزاع وحروب.
5ـ فهم الكلام: كلّما إزداد فهم الموضوع كان حفظه أسهل.
6ـ الجرس الموسيقي: كلّما كان في الموضوع جرس نغمي من سجع ووزن وقافية ونحوه. يسهل الحفظ.
7ـ مصدر الكلام: وخاصة إذا كان من الوحي أو من الرسول(ص) أو من المعلم والمرشد والقائد والأبوين، كان في الإهتمام بها وحفظها يكون أكثر.
8ـ السّلامة الجسمية وسلامة العقل: لأنّ العقل السليم في الجسم السّليم.
9ـ الخوف والرّجاء أو الحب والكره: كلّ هذه لهم أثر في تشغيل العقل.
10ـ الوقت: وكذلك الإهتمام بأوقات القراءة له تأثير في الحفظ والتعلم. وبالأخص القراءة في الصباح الباكر أو في هدوء الليل. ومن الفصول خاصة في فصل الربيع.
11ـ السّن: كذلك للسن في التعلم والحفظ تأثير كبير، وخاصة تكون منذ الطفولة: كما قال الإمام الشافعي:
العلم في البصغر كالنقش على الحجر ............... والعلم في الكبر كالنقش على البحر.
12ـ عوامل أخرى كتشويق المتعلم بالمكافئات أو بالجزاء، المنافسة مع أقرانه من الأصدقاء ونحو ذلك.
كُتب علم التّربية:
1ـ فلسفة التربية الإسلامية ـ للدكتور عمر التومي الشيباني.
2ـ في أصول التربية الإسلامية ـ للدكتور عبد الغني عبود.
3ـ من الأصول التربوية في الإسلام ـ للدكتور عبد الفتاح جلال.
4ـ منهج التربية الإسلامية ـ للأستاذ محمد قطب.
5ـ منهج القرآن في التربية ـ للأستاذ محمد شديد.
6ـ نحو التربية الإسلامية الحرة ـ للأستاذ أبي الحسن الندوي.
7ـ التربية الإسلامية ـ لمحمد أحمد جاد الصبح. ثقافة الداعية ص 131.
8ـ كيف نربي أطفالنا ـ محمود محمد الإستانبولي.
والله الموفق
ليست هناك تعليقات: