دور الواجبات المدرسية في تحسين المستوى الدراسي
الواجب المنزلي يُعتبر أسلوبا من أساليب تشغيل الأطفال خارج المدرسة من خلال تكليفهم بمهام فردية أو جماعية لإعداد التعلم أو مراجعة موضوعات أو تغطية مواطن نقص لدى المتعلم.
قد يكون العمل المنزلي مهاما مفتوحا تُترك فيه الحرية للمتعلم، قد يكون عبارة عن مهام مغلقة تحدد فيها أعمال التلاميذ ومن وظائفه المختلفة: التمرين، التطبيق، التكرار، الحفظ. ويمكن أن ترتبط بعض الوظائف الأخرى كتعلم تنظيم أوقات العمل، واكتساب طرق العمل، ومنة جانب آخر يسمح الواجب المنزلي للآباء بالاطلاع على نوع العمل في المدرسة، وبإمكانه مد المساعدة لأبنائهم في انجاز الواجبات. (De Corte، (E.1979 أما أشكاله وأنواعه فمنها: القراءة والمطالعة من خلال كتب ومقالات أو مؤلفات توضع رهن إشارة المتعلم، إعداد تقارير أو خلاصات عن موضوع معين، التمرن على إنجاز مهام معينة، حفظ نصوص أو قوانين أو قواعد أو أحداث، انجاز استطلاع أو بحث، تكرار معطيات معينة... ويشترط في الواجب المنزلي أن يكون منطلقا من أهداف، مناسبا لمستويات التلاميذ، مرفقا بتعيينات وإرشادات ( معجم علوم التربية، مصطلحات البيداغوجيا والديداكتيك ص 350)
اختلفت آراء التربويين حول جدوى الواجب المنزلي اختلافا كبيرا(1984 paschal etal) وكانت إحدى هذه الآراء المتشددة عبارة عن توصية بأن تتم جميع الواجبات الأكاديمية في المدرسة تحت إشراف الأساتذة مباشرة ويعتقد بعض المنادين بالمساواة التعليمية مثلا بأن الواجب المنزلي قد يفيد أطفال الأسر المثقفة المتعلمة، فضلا عن ذلك إذا ما طُبقت هذه التوصية يفترض أن يكشف الأساتذة ويعالجون الأخطاء قبل أن تصبح عادات سيئة.
ومن بين التربويين المؤيدين للواجب المنزلي أولئك الذين يؤمنون بضرورة أن يتحمل التلاميذ المسؤوليات أكبر من أجل تعلمهم بخاصة في العالم الحقيقي خارج أسوار المدرسة. وهناك مجموعة أخرى يطلق عليها "أصحاب المدارس المنزلية" وهم عادة من الأشخاص الذين يُضحون من أجل تعلم أطفالهم في المنزل. وفي الوقت التي يناقش فيه التربويون والآباء والطلبة أنفسهم مزايا ومساوئ الواجب المنزلي، بينت التجارب المسحية وجود تأثير إيجابي للواجب المنزلي على التعلم. وكشفت الدراسات المسحية أيضا عن وجود اختلافات كبيرة في كمية الواجبات المنزلية التي يقوم بها التلاميذ في مختلف الدول وتوضح هذه الاختلافات جزئيا كمية العمل الذي تعلمه التلاميذ في هذه الدول.
ويتلقى بعض الأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية من العالم، مثل أطراف القارة الأسترالية والمناطق الأقل كثافة في أمريكا الجنوبية التعلم في منازلهم عن طريق الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، وبينت الدراسات المقارنة استطاع هؤلاء الأطفال التعلم بمستوى الأطفال نفسه الذين يدرسون في المدارس العادية في دولهم (Walberg) ، ويعتقد أصحاب الرؤية من الباحثين أن التوسع في مثل هذه البرامج في الدول الصناعية والنامية قد يزيد من عملية التعلم ويوفر عدة خيارات للأسر، وعلى الرغم من الاعتقادات والممارسات الواسعة النطاق يهتم هذا البحث بالحاجة المألوفة للواجب المنزلي الذي يُنظر إليه على أنه دراسة إضافية مفيدة تتم خارج الصفوف العادية ويهتم أيضا بقضايا تتعلق بكمية الواجبات المنزلية التي يقوم بها التلاميذ وتأثيرها على التعلم والممارسات الجديرة بالاهتمام .
هل يجوز أن نكلف التلاميذ بواجبات منزلية أم لا؟ هذا السؤال الذي أسال الكثير من المداد. ففي المدرسة، الفروض المنزلية غير مفروضة، وغير إلزامية. ففي فرنسا مثلا، هناك منشور وزاري صادر في 29 دجنبر 1956، الموازي لقرار 23 نوفمبر 1956، يمنع منعا كليا الفروض المنزلية بالمدرسة الابتدائية الفرنسية. حيث يقول هذا المنشور:" العمل الكتابي المنجز خارج القسم، وبعيدا عن الأستاذ، وفي شروط مادية ونفسية غالبا سيئة، لا يمثل أي فائدة تربوية". فالفروض والواجبات يجب أن تنجز في القسم، وتصحح في القسم من طرف التلميذ نفسه، بعدها يراقب المدرس هذه التصحيحات خارج أوقات العمل، حتى يخطط لعملية الدعم والتقوية.
فمن الطبيعي أنه بعد ست ساعات من العمل بالقسم، التلميذ في حاجة إلى الراحة. ويكفيه الإعداد القبلي لدروس الغد ومراجعتها. وهناك من يرى في الواجبات المنزلية فائدة كبيرة. إذ يعتبرها من الأساليب التي تُستخدم لاكتساب المعرفة وتحضيرها ، أو تثبيتها خارج الأقسام الدراسية. وأنها من الأنشطة التي ينبغي الاهتمام بحسن تخطيطها وتصميمها لتكون لها فائدة تربوية دون أن تثقل كاهل المتعلم.
إن الواجبات المنزلية أفضل الأنشطة التي تمكن من تفريد العمل التربوي
( الفارابي عبد اللطيف، تحضير الدرس، سلسلة المعرفة التربوية 1، مطبعة النجاح الجديدة ، الدار البيضاء 1996، ص 109) ، و
إعطائه في صيغة وصفات فردية تناسب خصائص كل فئة من التلاميذ داخل القسم. حيث يؤدي عدة وظائف من بينها:
- تطبيق ما سبق للمتعلم تعلمه.
- التدرب على مهارات معينة.
- مراجعة الأفكار الأساسية الواردة في الدرس.
- إثارة اهتمامات التلاميذ استعدادا للدرس القادم.
- الدراسة الذاتية بحسب اهتمامات التلاميذ وقدراتهم.
- التلخيص وإيجاز فحوى المادة.
- حل مشكلة معينة.
- مقارنة بين فكرتين أو أكثر.
ليست هناك تعليقات: