10 دروس ريادية مازلنا نتعلمها من ستيف جوبز
هذه الدروس التي أنت بصددها هي أهم ما جاء في محاضرة ألقاها جاي كاوازكي Guy Kawasaki في اليوم الذي تلى وفاة ستيف جوبز، يذكر فيها دروساً تعلمها من ستيف، وقد حاولت تلخيصها بقدر المستطاع كما فهمتها منه.
وجاي كاوازاكي هو أحد الذين عملوا على مشروع ماكنتوش، وكانت مهمته إقناع شركات البرمجة بكتابة برامج لماكنتوش، وهو محاضر وصاحب عدة كتب في التسويق، بالإضافة إلى مساهمته في تأسيس عدة شركات.
1- لا تستمع لمن يطلق عليهم الخبراء
يقول كاوازاكي أن ما ستفعله هذه الفئة هو نصيحتك بالإدخار الجيد وبفعل ما يظن الجميع أنه أمر صائب من عدم الإقدام على منتجات لا يعرفون رد فعل الجمهور منها ونحو ذلك من الأمور.
لكن هذا لا يساعد أصحاب الشركات الناشئة!، خاصة في مجال التقنية، فهو مجال ذو وتيرة نمو سريعة جدا وغير متوقع. أعني، انظر حولك إلى كل منتجاتنا التي نستعملها الآن، من كان يظن أن أفكاراً مثل يوتيوب وجوجل و آيباد، بل وحتى الحاسوب الشخصي نفسه!، من كان يظن أن تلك الأفكار كانت لتجد لها من يتبناها وينشئ من أجلها شركات ويستثمر من أمواله فيها؟!
بالطبع لن تجد كثيراً، و إن هذا هو عين ما يقصده كاوازاكي، فهؤلاء الخبراء، و خاصة من يطلقون على أنفسهم تلك الألقاب، لا يستطيعون إعطاءك نصيحة مفيدة بشأن منتجك، في حين يمكنك أنت أن تفعل ذلك!، كيف؟!
ربما لا يخفى عليك أن الشبكات الإجتماعية هذه الأيام جعلت من استطلاعات الرأي شيئاً مجانياً ودقيقاً بدرجة كبيرة للشركات التي تود أخذ رأي عملائها، فمنشور واحد في إحدى الشبكات الإجتماعية كفيل بأن يعطيك كمية معلومات لا بأس بها عن تجارب المستهلكين لمنتجك و مشاكلهم وما أحبوه وما رغبوا في تغييره!.
بالطبع أنا لا أقول لك اطرد من يعملون بالحسابات لديك أو خبراء العلاقات العامة واعتمد على حدسك!، وإنما أعني أن تثق بحدسك ولا تستمع لهؤلاء الخبراء في ما يتعلق بمنتجاتك التي أنشأت شركتك وأنت تؤمن أنها ستنجح لأسباب وجيهة دفعتك لإنشاء تلك الشركة بالأساس.
و لأعطيك فكرة عن أي مدى يمكنك أن تصل بكلمة “خبير” هذه، يكفيك أن تعلم أن توماس واتسون رئيس مجلس إدارة “IBM” في عام 1943 قال:
إنني أعتقد أن السوق العالمي للحواسيب قد يتسع ربما.. لخمس حواسيب!!
نعم!، رأس تلك الشركة العريقة يومها لم يتوقع أن يكون في العالم أكثر من خمس حواسيب!.ربما يجب أن أشير من باب التوضيح أنه يقصد الحواسيب الخارقة “Super Computers” وليس الحواسيب الشخصية.
كما أن كين أولسن العبقري الذي أسس شركة المعدات الرقمية “DEC” والتي عملت في مجال الحواسيب متوسطة الحجم، قد قال في عام 1977:
لايوجد سبب يجعل المرء يقتني حاسوبا في بيته!
لم يتوقع يوما حاجة الناس للحواسيب في بيوتهم، ولم يتخيل أن تخرج إلينا حواسيب شخصية صغيرة. ما أقصده من هذه الأمثلة هو أنه حتى هؤلاء لم يستطيعوا رؤية أهمية منتج كالحاسوب الذي صارت حياتنا تقوم بأساسها عليه، فما بالك بهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ألقاب الخبرة و لا يفتأون يثبطونك عن حاجة السوق لمنتجك؟!
ربما تكون هذه النقطة طويلة إلى حد ما، لكنها بغاية الأهمية، فبها قد يكمل منتج أو يكتب له الموت منذ أيامه الأولى. لا تستمع لأحد لمجرد أنه ناجح وغني ويرتدي ربطة عنق، إن ذلك علامة اجتهاد وليس بالضرورة علامة نبوغ وذكاء، فلا تدع أحداً من هؤلاء يقرر لك مصير منتجك.
2- لن يستطيع العمل إخبارك بما يحتاجون!
لو سألت العملاء قبل اختراع ماكنتوش بعام واحد، أي في عام “1983” عن المنتجات التي قد يحتاجونها من شركة مثل أبل، لقالوا أنهم يريدون نسخة أكبر و أسرع وأرخص من جهاز “Apple II” المنتشر وقتها. لم يكن أحد ليقول أنه يحتاج حاسوباً ذا واجهة رسومية ومعه فأرة صغيرة!.
جل ما يمكنك استطلاع رأي المستهلك بشأنه هو كيف يحسن منتجا موجوداً بالفعل، وليس كيف يبتكر فكرة منتج جديد بالكلية. ما يفعله الناس عادة هو أنهم يصفون ما يحتاجون وفقا لأي المنتجات قد يكون أكبر وأرخص، وربما محسناً بنسبة قليلة.
3- التحديات الكبيرة تخرج أفضل ما في الموظفين
هذه النقطة ربما يختلف معها من يتبنى تقسيم الأهداف إلى أهداف صغيرة ليسهل على الموظفين تحقيقها، بدلا من وضع هدف تعجيزي. وفي رأيي، فإن التحدي الكبير الذي قصده جاي كاوازاكي يمكن ترجمته إلى غاية الشركة من هذا المنتج أو ذاك.
فمثلاً إذا كانت الغاية مثلاً هي جعل العالم كله متصل عبر فيسبوك، هذه غاية كبرى تجعل كل موظفي شركة فيسبوك يتنافسون فيما بينهم في تقسيم أعمالهم إلى أهداف صغيرة تحقق تلك الغاية الكبرى للشركة. وحينما تسأل موظفاً عما يفعل هناك فإنه سيجيبك بفخر أنه يساهم في تيسير اتصال العالم ببعضه.
في المقابل إذا أخذت مثالاً لشركة لا تخبر موظفيها إلا بأن عليهم اليوم تصليح ذلك العيب أو إخراج ذلك المنتج لأنه مجال عمل الشركة وحسب!، فإنك لن تجني إلا أشباحا رمادية تراها كل يوم تغدو وتروح و ليس فيها حياة أو تجدد أفكار، فضلاً عن أن تجد منهم من يأتي بفكرة لامعة ترفع القيمة السوقية للشركة التي يعمل بها.
4-ضع التصميم في الإعتبار!
شئ آخر لن يخبرك به الخبراء الذين قد تراهم من حولك، وهو أنك يجب أن تولي اهتماماً بالغاً بالتصميم، قبل خوارزمياتك الرائعة إذا كان منتجك تقنياً، وقبل وصفتك المتينة إن كنت في مجال البناء مثلاً …. فكر في الأمر كما لو كان طعاماً، فمهما كان الطعام مفيداً للبدن، فإن النفس لن تشتهيه إن كانت رائحته مزعجة أو منظره أثناء التقديم بشعاً.
سيقول لك الخبراء من حولك إن السوق حساس لسعر المنتج، ولن يأبه كثيراً للتصميم إذا ما كان السعر مقبولاً. نعم هذا صحيح في ربما “90%” من السوق، لكن هناك”10%” ممن يهتمون فعلاً بمنتج ذي تصميم جيد. ولك في منتجات أبل التي أثبتت نجاحها خير مثال.
5- القفز من منحنى لآخر
ربما يكون أفضل لو استخدمت المثال الذي يعطيه كاوازاكي دوما في هذه النقطة، فهو يمثل كيف تنتقل إلى مستقبل صناعة عملك من مكانك الذي أنت فيه، فتكسب نجاحا بنسبة 90 % أكثر من لو أنك قمت بتحسين منتجك الحالي بنسبة ضئيلة.
يبدأ المثال بصناعة التبريد، ففي البداية كان من يعملون بهذا المجال يذهبون إلى الأماكن الباردة في الشتاء ليقطعوا الجليد ثم يعودون لبيعه. ثم أتت بعدها مرحلة مصانع الثلج التي تجمد الماء في ألواح ثلجية كبيرة وتبيعها، في هذه المرحلة لم تقيد الصناعة بموسم الشتاء، كما أصبحت منظمة أكثر.
ثم أتت المرحلة التي نعيشها الآن، وهي أن يكون لكل شخص مصنع ثلجه الخاص الذي يستطيع استعماله كيف يشاء، وهو الثلاجة بالطبع!. فهذه ثلاثة منحنيات في صناعة واحدة، فإن كنت تريد أن تغير شيئاا كبيراً بمنتجك أو مجال عملك، عليك أن تفكر بهذه الطريقة، كيف تنتقل من وضعك الحالي إلى منحنى جديد كلياا؟ كيف تتوقع مستقبل مجالك وانطلق الآن بالعمل عليه!.
6- هل سيعمل أم لا؟
لا تقيد نفسك بسياسة معينة من شأنها أن تهوي بك في القاع إذا تغير السوق. فمثلاً، كانت تطبيقات الطرف الثالث في آيفون “Third party apps” بداية عبارة عن إضافات لمتصفح سفاري الخاص بهم، ثم غيروا سياستهم بعد ستة أشهر فقط ليصبح بإمكان أي مبرمج كان عمل تطبيقات لآيفون، ورفعها إلى الشركة ليقرروا هل يضعونها أم لا.
7- قيمة المنتج تختلف عن سعره
إذا كنت مبرمجاً وتريد إنشاء شركة خاصة بك، عليك أن تبتكر منتجا فريداً أو خدمة لا يقدمها أحد غيرك للسوق، في هذه الحالة يكون لك الطريق خالياً للعب!. أما إذا كان هناك غيرك ممن يقدمون نفس الخدمة، فستضطر حينها أن تنافس على السعر، إلا إذا كان لديك عبقري تسويق يستطيع إقناع العملاء أن خدمتك هي الفضلى، و أنهم لن يستطيعوا إكمال يومهم بدونها!، الأمر بتلك البساطة.
8- وظف من هم أفضل منك!
لستيف جوبز مقالة شهيرة هنا، وهي أن ” A players hire A players” أو أن المتميزين في عملهم يوظفون المتميزين أيضاً، ولا يعمدون إلى توظيف من هم أقل منهم براعة مخافة أن يظهروا عليهم في العمل، ويتخطوهم في المناصب!.
وإنما ينصح كاوازاكي في هذه النقطة بتوظيف أناس أفضل منك في تخصصاتهم، وليكن مصدر فخر لك أن تقول إن لديك مدير مبيعات أفضل منك في التسويق، أو أن لديك مبرمجاً للغة معينة هو أفضل منك في ذلك المجال. للأمانة قد يكون هذا الأمر صعباً على المدير التنفيذي والمؤسسين، لكن عليهم فعل ذلك.
9- ألا تعرف كيف تستخدم منتجك؟!
حينما يأتي المدير التنفيذي للشركة ويقول أنه سيدع فلاناً من الموظفين يقوم بعرض المنتج الجديد، أو أنه سيدعه يقوم بشرح كذا وكذا، فإن الأسئلة التي قد تتبادر إلى أذهان المستمعين هي: ألا يستطيع هو فعل ذلك؟!
ألا يستطيع شرح منتجه؟ ألا يستطيع استخدامه؟ وقد أثبت جوبز فعالية هذا الأمر كثيراً جدا، فما راجت منتجاته بتلك الطريقة إلا بسبب طريقة تقديمه لها، فكان هو بنفسه من يستعرض المنتج أمام الجمهور ليريهم كيف يستخدمونه!.
10- لا تخف من بعض القصور
في هذه النقطة بالذات، قد أكون أنصح نفسي قبلكم بها!، فأنا أميل لتكرار المحاولات كثيراً وإبطاء إخراج ما لدي إلى النور حتى يفوت أوانه في كثير من الأحيان. إن كاوازاكي ينصح في هذه الحالة أن تخرج بمنتجك وهو ينقص بعض الميزات أو يشتكي بعض العثرات خير لك من أن تؤخره فل يخرج أبداً أو يسبقك بها أحد آخر.
أخرج منتجك الرائع الذي ينقص بعض الميزات التي تريد وضعها فيه، واصنع لنفسك اسمًا في السوق وأنت تجمع الملاحظات من المستهلكين بنفس الوقت عن المنتج لكي تعدل ما به في الإصدارات القادمة، لا تنتظر!.
ليست هناك تعليقات: