تحميل الكتاب

السبت، 7 أبريل 2018

ورشة عمل الأسـئلة


 ورشة عمل الأسـئلة

إعداد
المشرف التربوي :عبدالله سلامه

الأسئلة
أهمية الأسئلة
تأخذ الأسئلة دورا من أهم الأدوار في العملية التعليمية، فلا غنى للمعلم وللطالب عن الأسئلة في المجالات المختلفة، فلتحديد استعداد الطلبة للتعلم يحتاج المعلم للأسئلة لقياس هذا الاستعداد، ولتنظيم خبرات الطلبة يلجأ المعلم إلى الأسئلة، ولتقييم تحصيل الطلبة وإنجازاتهم لا يستغني المعلم عن الأسئلة، ولعمل خطة علاجية للطلبة فإن من الوسائل الناجعة هو استخدام الأسئلة لتشخيص نقاط القوة والضعف وتحديد ما يلزم من علاج، ولتفعيل مشاركة الطلبة لا بد من استخدام الأسئلة ...
ويمكن تلخيص أهمية الأسئلة فيما يلي:
-         هي وسيلة لاستثارة دافعية المتعلم إلى التعلم، حيث تدفعه إلى التفكير في المادة المطلوب تعلمها.
-         هي وسيلة للبحث والدراسة، حيث يدفع المتعلم إلى الرجوع إلى مصادر المعرفة المختلفة غير الكتاب المدرسي.
-         وهي وسيلة لتنشيط العمليات العقلية، حيث تتطلب من المتعلم استرجاع المعلومات من الذاكرة في الوقت المناسب.
-         وهي وسيلة تنظيم للمعلومات حيث تتطلب من المتعلم تلخيص المعلومات بشكل موجز ومكثف.
-         وهي طريقة تعليمية فاعلة، حيث تساعد المعلم على اتباع الأسلوب الجيد المناسب في التدريس والمناقشة وحل المشكلات.
-         وهي وسيلة علاجية، بها يمكن تشخيص مواطن القوة ومواطن الضعف لدى الطلبة، وتعتمد عليها الخطة العلاجية لمعالجة الضعف.
-         وهي أسهل الوسائل للتقويم ووضع الاختبارات بمختلف أنواعها.
-         وهي وسيلة تساعد على تفعيل التفكير والوصول بالطالب إلى الأهداف المرسومة.
وتعد فنون طرح الأسئلة من المستلزمات الضرورية لتنمية عملية التفكير، وهذا يتطلب طرحها بصورة متدرجة من البيانات المحسوسة إلى التأملات المجردة، بحيث تحفز أشكالا عديدة من عمليات التفكير، وأن نتاجات التعلم تتوقف بدرجة كبيرة على طبيعة الأسئلة المستخدمة. ويعتبر المعيار الأساس في الحكم على جودة السؤال قدرته على تحقيق تعلم مباشر عند الطلبة، في إطار الأهداف المخططة، ومساعدتهم على تطوير مهارات التفكير لديهم. والسؤال في حقيقته دعوة للتفكير .

أشكال الأسئلة:
تتنوع أشكال الأسئلة تبعا للهدف المراد تحقيقه باستخدام هذه الأسئلة، ومن هذه الأشكال ما يلي:
  1. أسئلة تركيز الاهتمام:
وهي أكثر الأسئلة حضا على الإنتاج الفكري، ألم تر ؟ هل تلاحظ ؟ ماذا عساك تجد ؟ ... ومثل هذه الأسئلة يفتح مجالات عديدة للفحص، وتساعد على تركيز الاهتمام على تفاصيل خاصة.
والملاحظة هي محور هذه الأسئلة، وبذلك تزداد التفاصيل والأسباب والأدلة والافتراضات ...
  1. أسئلة المقارنة:
وتعين على مزيد من التدقيق في فروق متفاوتة المستوى خفاء وظهورا، وأكثر تخصيصا لما تجري عليه المقارنات، وتدعو إلى الحكم والتقدير الذاتي: ما عدد كل من ... ؟ ما طول كل من ... ؟ كيف يحدث غالبا لكل من ... ؟ ما مفاتيح المقارنات ... ؟
  1. أسئلة الاستيضاح:
وتركز على ما يراد فهمه مما يقال أو يقرأ أو يكتب ... وتسعى إلى تثبيت المعاني، لتكون ذات معنى وصلة بالإجابات عن الأسئلة المثارة، مثل : ليتك تشرح ثانية ...، هات أمثلة على ما تقول ، أظهر صدق ما تدعي، عبّر عما توصلت إليه بطريقة أخرى ... وكل هذا يعين المتعلم على تأمل تفكيره والتأكد منه.
  1. أسئلة الاستدلال:
لماذا لون السماء أزرق؟
لماذا لون الشجر أخضر؟
ما سبب إصرار والدي على نظافة يدي باستمرار؟
ما علة العداوة بين القط والفأر؟
لماذا لون شعري أسود ولون شعر جدي أبيض؟
هذه نماذج من سيل من الأسئلة يطرحها بعض الأطفال باستمرار، والعديد من هذه الأسئلة يعجز الكبار عن إجابتها، فمن ناحية أنها شيء طبيعي لا يعرف سببه، أو أن العلة والسبب أعلى من مستوى الطفل العقلي، فيحتار الأب أو الأم أو المعلم عما يجيب الطفل.
وما دام الصغار موجودين فلا مهرب للكبار من سيل أسئلتهم واستفساراتهم، وطلبهم لتعليل الظواهر التي يشاهدونها، وتجعلهم في حيرة وتساؤل، وتولد عندهم الرغبة والإصرار على معرفة الإجابات والأسباب.
وربما يكون نمط التربية في البيوت دافعا إلى مثل هذه الأسئلة، وفي هذا المجال يمكن قسمة التربية في البيوت إلى اتجاهين متعاكسين، فالنوع الأول وهو نادر وقليل، وهو أن تجد الآباء والأمهات والكبار بشكل عام يثيرون النقاش في الأسرة حول بعض الأمور، ويشركون الصغار في هذا النقاش، فيشبعون رغبتهم في التساؤل، وأما النوع الثاني المعاكس فهم الذين يكبتون تفكير الأطفال، ويكفونهم عن التساؤل، فتبقى شهية الأطفال لمعرفة النتائج موجودة، وتستثار إذا توفر الجو المناسب للتساؤل، الذي يروي ظمأهم لمعرفة الأسباب، مع القناعة في الإجابات، وهذا النوع من الأسئلة هو ما يدعى بأسئلة الاستدلال.
وهي قريبة عن أسئلة البحث عن الأسباب والتبرير، وتجميع الأدلة لتأكيد صدق ما يدعي، وفيها شيء من الشرح والإيضاح والتفسير.
مثل :
-         ما دليلك ؟
-         ما السبب ؟
-         لماذا تقول هذا ؟
-         ولماذا لم تقل عكس ما قلت ؟
-         وما دواعي قولك هذا ؟ ...
-         وغيرها.
فهي بذلك دعوة إلى المزيد من الفحص والتحديد والتمحيص والدفاع عن الرأي.
  1. الأسئلة السابرة:
يستخدم هذا النوع من الأسئلة عندما تكون إجابة الطالب على أحد الأسئلة من النوع السطحي، أو الغامض الذي يحتاج إلى المزيد من الدقة أو التبرير أو التخصيص.
ومن الأمثلة على ذلك :
-         ماذا تعني بقولك هذا؟
-         ما الأسباب التي دعتك إلى هذا العمل أو القول؟
-         ما نتائج وانعكاسات هذه الفكرة أو هذا الاستنتاج؟
-         هل بإمكانك توضيح الفكرة أو إضافة شيء جديد؟
  1. أسئلة التفكير المتمايز:
غالبا ما يدور هذا النوع من الأسئلة حول مشكلة غير موجودة، أو جواب لمشكلة متوقعة، وهذه الأسئلة تتيح الفرصة للمتعلم أن يجيب ويفكر حسب قدراته التفكيرية الخاصة به، وفي ضوء خبراته ومعلوماته السابقة، ومما يميز هذه الأسئلة أنه لا يوجد لها إجابة محددة، أو ما يعبر به بالصواب أو الخطأ.
ومن الأمثلة:
-         ماذا تتوقع أن يحدث لو توقفت مصانع الملابس عن الإنتاج لمدة عشرين سنة؟
-         ماذا تتوقع أن يحدث لو ارتفعت حرارة الأرض عشرين درجة مئوية؟
أساليب تنمية الأسئلة:
الأسئلة مهارة تتفاوت بين شخص وآخر، سواء في نوعها أو مستوياتها، كما تتفاوت بين الصغير والكبير، وفي مقام التعليم والتعلم يهمنا أسئلة المتعلمين صغارا وكبارا، ومن الملاحظ أن الطفل كائن كثير الأسئلة التي يعجز الكبار عن الإجابة عنها في بعض المواقف، وما دام الأطفال موجودين فلا مهرب من سيل أسئلتهم، فهي عادة تلازمهم حتى يتجاوزوا هذه المرحلة، وتنضج عقولهم، ويجدوا السبيل للوصول إلى حلول لتساؤلاتهم بأنفسهم.
ولتوجيه أسئلتهم وتنميتها يمكن اتباع الأساليب التالية:
  • حرص الكبار على أن يكونوا قدوة تجسد طبيعة الإنسان المتسائلة، ولا يخفوا دهشتهم عن الصغار، ويجعلوا الصغار مشاركين لهم في التساؤل والدهشة والتعجب.
  • توفير الكتب ومصادر التعلم المباشرة حول الصغار، وتشجيع الصغار على القراءة والتحري وحب الكتاب.
  • إشراك الصغار مع الكبار فيما يهتمون به.
  • تعريض الصغار للإبداع ومواقفه، وتشجيع ما لديهم من تفتح عقل ويقظة حس.
مواصفات مرغوبة في أسئلة المعلم:
  1.     من مواصفات الأسئلة المرغوبة في أسئلة المعلم:
  • سهولة لغتها ووضوح صياغتها: حيث يصاغ السؤال بلغة سهلة مفهومة لدى الطلبة.
مثال مرفوض لصعوبة اللغة وغموضها بالنسبة للمتعلم: (سؤال وجه للصف الخامس الأساسي)
ما المسوغات التي بررت للشارع تحريم الربا؟
  • وضوح الطلب منها: حيث يكون السؤال واضحا جليا، يستطيع الطلبة فهم المطلوب منه، ولا يؤدي إلى معان متعددة، تؤدي إلى تشكك الطالب من مقصود السؤال.
حيث يكون السؤال واضحا جليا يسهل فهمه من الطلبة ولا يشكل لديهم غموضا في الهدف منه، ويستحب في هذا المجال أن يكون السؤال موجزا خاليا من الجمل التفسيرية والمعترضة.
مثال مرفوض لغموض الهدف:
ما نتائج المعركة على المسلمين؟
  • أن يكون السؤال مثيرا للتفكير.
إلا إذا كان الهدف من السؤال ترسيخ المادة في أذهان الطلبة فتكون الأسئلة متنوعة واختيارية، وأما ما دون ذلك فينبغي أن يكون السؤال محفزا لتفكير الطالب.
  • أن لا يكون السؤال موحيا بالجواب.
  • أن لا يصاغ السؤال بلغة الكتاب،
لأن صياغة الأسئلة بلغة الكتاب تشجع الطلبة على الحفظ غيبا بدون تمعن وفهم عميق. وأما الأسئلة التي يصوغها المعلم بلغته الخاصة فتشجع الطلبة على التفكير والتدبر وإتقان الأفكار وفهمها جيدا.
  • تطلب من الطالب أمرا واحدا في السؤال الواحد:
حيث يحوي السؤال فكرة واحدة، ولا يكون معقدا وصعب الإجابة على الطلبة.
مثال مرفوض لتعدد المطالب:
ما حكم الربا؟ وما الحكمة من هذا التشريع؟ وما آثار الربا على المجتمع الإسلامي؟
  • تقع في المستوى العقلي للطلبة المستهدفين:
مثال مرفوض لأنه أعلى من المستوى العقلي للطلبة المستهدفين: (سؤال موجه للصف الثالث الأساسي)
علل سبب تشجيع الإسلام على التكافل الاجتماعي.
  • تقع في المستوى المعرفي للطلبة المستهدفين:
مثال مرفوض لأنه أعلى من المستوى المعرفي للطلبة المستهدفين: (سؤال موجه للصف الثالث الأساسي)
عرف الفقه لغة واصطلاحا.
بعض الاعتبارات التي يجب الاهتمام بها عند طرح الأسئلة وتلقي الإجابات:
  • توجيه السؤال لجميع الطلبة قبل تعيين المجيب، ويحقق ذلك فوائد عديدة منها:
-         جلب انتباه الطلبة، فيحاول الجميع الانتباه خشية أن لا يفاجأوا بالسؤال.
-         إعطاء الفرصة للجميع للتفكير.
-         تحضير الطلبة جميعا لإجابتهم للسؤال فيتعدد التفكير .
  • توزيع الأسئلة على الطلبة بصورة عادلة مع مراعاة قدراتهم واستعداداتهم، وبذلك يحقق مشاركتهم وتحفيزهم على هذه المشاركة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على الإجابة والإبداع.
  • عدم اتباع ترتيب خاص في توزيع الأسئلة على الطلبة، كأن يتبع ترتيب جلوسهم في الصف، أو ترتيب أسمائهم أبجديا، فذلك مدعاة لعدم انتباه الطالب الذي مضى دوره أو ليس له الدور في الإجابة.
  • إعطاء الطلبة برهة للتفكير، بما يتناسب مع صعوبة السؤال والوقت اللازم للتفكير في الإجابة، وبهذا يعطى الطالب القوي الفرصة للإبداع والطالب الضعيف الفرصة لاستجماع الإجابة والمشاركة.
  • عدم إلقاء السؤال بلهجة توحي بالجواب للطلبة.
  • عدم الإلحاح على الطالب الذي لا يستطيع الإجابة، فذلك مضيعة للوقت، وإحراج للطالب، بل الأفضل في هذه الحالة تحويل السؤال لطالب آخر، ولفت نظر الطالب الأول إلى الانتباه إلى الإجابة الصحيحة.
  • عدم تكرار طرح السؤال مرة أخرى أو مرات متعددة إلا إذا لزم الأمر ذلك، فذلك مدعاة إلى عدم الانتباه لطرح السؤال من قبل الطلبة.
  • عدم إعادة الجواب الصحيح بعد الطالب، إلا إذا دعت ضرورة لذلك، ففي ذلك مخاطر عدة منها:
-      قد يدعو ذلك إلى عدم انتباه زملائه لأنهم تعودوا سماع الجواب أكثر من مرة.
-      قد يسبب ذلك عدم ثقة الطالب المجيب باستجابته واعتبارها غير كافية.
-      قلة اهتمام الطلبة بإجابة زميلهم لتعودهم سماع الإجابة مرات من المعلم.
-      إضاعة الوقت في تكرار الإجابة .
  • ألق السؤال للطلبة مع إظهار الثقة بهم وقدرتهم على الإجابة، فذلك يشجعهم على التفكير ويستثير همتهم وثقتهم بأنفسهم، مع إظهار استحسان المعلم لإجابة الطالب.
  • توجيه السؤال لغير المنتبهين لاستثارتهم على الانتباه، مع عدم إحراجهم بتوجيه اللوم أو التوبيخ لعدم الانتباه.
  • تجنب الأسئلة التي تكون الإجابة عليها بنعم أو لا قدر الإمكان، ليكون التركيز على الأسئلة التي تحتاج لتفعيل التفكير.
  • الموازنة بين أصناف الأسئلة المختلفة مع إمكانية التركيز على الأسئلة التي تحقق عائدا تربويا عاليا.
  • تشجيع طرح الأسئلة من قبل الطلبة لزملائهم والقليل للمعلم.
  • السماح للطلبة بمناقشة المعلم فيما يقول ومعارضته أحيانا، وعدم التعنت في الرأي، أو رفض آراء الآخرين.
  • عدم تخوف المعلم من الاعتراف بعدم معرفته للإجابة أحيانا على سؤال يوجهه إليه أحد الطلبة، وعدم اعتبار ذلك ضعفا أو تقصيرا، فالمعلم ليس معجزة يعرف كل شيء، واعترافه بحدود معرفته يبعث على الاحترام له من طلبته.
  • السماح للطلبة بمناقشة أجوبة زملائهم، دون تجريح أو استهزاء، فهذا يشجعهم علة الثقة وتبادل الخبرات، وتحليل المادة التعليمية بدقة.
  • ترك الفرصة للطالب للتفكير بالجواب دون اللجوء إلى مساعدته على ذلك، فإن كان الجواب ناقصا يمكن إثراؤه من زملائه أو من المعلم إذا لزم.
  • تشجيع الطلبة على الإجابة بلغة سليمة، إذ أن كل معلم لأي مادة دراسية يعتبر معلما للغة العربية، وعليه مراقبة صحة اللفظ والتعبير والكتابة، ولا يتردد في إصلاح أي خطأ يرتكبه الطالب.
تصنيفات الأسئلة
       تتنوع الأسئلة التعليمية والتقويمية في مستويات الصعوبة، فمنها الأسئلة التي يسهل الإجابة عليها من الطلبة، كأسئلة التذكر والاستيعاب، ومنها متوسطة الصعوبة، كأسئلة التطبيق والتحليل في الغالب، التي يستطيع الطالب الإجابة عليها مع بذل جهد جيد، وإعمال العمليات العقلية لديه، ومنها الأسئلة صعبة الإجابة، التي تحتاج إلى جهد أكبر للإجابة عليها، كأسئلة التركيب والتقويم وحل المشكلات، وتحتاج عادة إلى تفعيل عمليات عقلية عليا، وقد يحتاج الطالب في هذه الحالة إلى مساعدة المعلم وتوجيهاته.
       ومن ناحية أخرى قد تكون الأسئلة مفتوحة الإجابة من النمط المقالي، تتطلب من المتعلم إجابة ممتدة، وتفتح أمام المتعلم آفاقا واسعة للتفكير والتأمل، وتحفزهم على البحث والاكتشاف، وربط الخبرات السابقة بالخبرات الجديدة.
       وقد تكون من النمط الموضوعي التي تتطلب إجابة محددة، وغالبا تكون الإجابة قصيرة.
       وقد تعددت تصنيفات الأسئلة بتعدد المربين الذين اهتموا بدراسة الأسئلة وتحليلها وتصنيفها، ونستعرض هنا تصنيف الأسئلة الذي يتوافق مع تصنيف بلوم للأهداف المعرفية، وبذلك يمكن تصنيف الأسئلة إلى ستة مستويات من حيث التفكير الذي تتطلبه، ترتبط الثلاث الأولى منها بعمليات التفكير الدنيا، والثلاث الأخرى بعمليات التفكير العليا:
  • أسئلة عمليات التفكير الدنيا
-       أسئلة المعلومات (التذكر):
وتتطلب استرجاع المخزون من المعلومات في الذاكرة، أو التعرف إليها، وتضم تذكر الحقائق والتعريفات والمشاهدات.
مثال : عدد مبطلات الوضوء.
ما عاصمة العراق؟
-       أسئلة الفهم:
وتنطوي على الوصف وتقرير الأفكار الرئيسة.
مثال : بين مضار الربا بالنسبة للمجتمع.
اشرح معنى القول التالي: "من فتح مدرسة أغلق سجنا".
-       أسئلة التطبيق:
تتطلب حل مشكلة باستخدام القاعدة أو المبدأ والإجراءات المناسبة.
مثال: ضع خطا تحت العبادات وخطين تحت المعاملات مما يلي : الإجارة، الحج، العمرة، الوكالة، العارية، صلاة التراويح، صدقة الفطر، المساقاة .
حدد المبتدأ في الجمل التالية: البستان جميل.   في العجلة الندامة.
  • أسئلة عمليات التفكير العليا:
-       أسئلة التحليل:
تتطلب من الطالب القدرة على إدراك عناصر المشكلة، ومعرفة أجزائها المختلفة، وقدرته على التحليل، للتوصل إلى الدوافع والأسباب والاهتداء إلى شواهد مؤيدة.
مثال: صنف الكلمات التالية إلى أسماء وأفعال وحروف: أسمى، محمد، أسمّي، يستأنس، هو، هذا، أولئك، كأن، لكن، ...
لماذا يجب فتح نوافذ الغرفة كل فترة من الزمن ؟
كيف تختلف القيم في المجتمع العربي عما كانت عليه قبل 50 سنة؟
-       أسئلة التركيب: (يطلق عليها الأسئلة الإبداعية):
تتطلب قدرة الطالب على رؤية العناصر المختلفة للمشكلة ثم اقتراح حلول لها.
مثال: ماذا تتوقع لو انتشر الربا في المجتمع علانية؟
ماذا تتوقع لو امتلكت العديد من الدول أسلحة نووية ؟
-       أسئلة التقويم:
تتطلب إصدار أحكام، بعد أن يقدر الطالب قيمة الشيء أو السلوك. (تضم الإدلاء بالآراء، أو تقويم صحة الأفكار، أو تقويم الحلول المطروحة لمشكلة معينة).
مثال: ما رأيك في العبارة القائلة : الغاية تبرر الوسيلة ؟
ما موقفك إذا رأيت طفلا يعذب هرة في الشارع؟
ما رأيك في حالة العالمين العربي والإسلامي تجاه الاستعمار في الوقت الحاضر؟
تدريب:
أمامك مجموعة من الأسئلة، والمطلوب منك أن تصنف هذه الأسئلة حسب تصنيف بلوم
(     ) – اشرح الحديث النبوي الشريف التالي: " الدين النصيحة".
(     ) – استخدم كان أو إحدى أخواتها في جمل مفيدة.
(     ) – استخرج الأفكار الفرعية من درس ( الغراب والجرة ).
(     ) – ما هي عاصمة السودان؟
(     ) – ما الذي تتوقعه إذا توحدت الدول العربية في دولة واحدة ؟
(     ) – ما الفرق بين المستطيل ومتوازي الأضلاع؟ (وردت المعلومات في الدرس)
(     ) – ما رأيك في القول: "وفر القرش الأبيض لليوم الأسود"؟
(     ) – ما أوجه الشبه والاختلاف بين هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وهجرة الفلسطينيين عام 48؟
(     ) – ما الفكرة الرئيسة في قصيدة "موطني"؟
(     ) – كيف يمكن أن نرفع من تحصيل طلبة المدرسة؟
(     ) – مات رجل وترك 3 أولاد وبنتين وترك تركة تقدر بمبلغ 5000 دينار. فما نصيب كل واحد من الورثة؟
(     ) – ما رأيك في تصرف زميلك في نقاشه مع المعلم؟
(     ) – لخص قصيدة "أمتي" في خمسة أسطر.
(     ) – ما عدد الفلسطينيين في المهجر؟
الإجابات بالترتيب:
فهم، تطبيق، تحليل، تذكر، تركيب، فهم، تقويم، تحليل، تركيب، تركيب، تطبيق، تقويم، فهم، تذكر.
  1.        بعد هذا الاستعراض لأنواع الأسئلة، سواء أسئلة عمليات التفكير الدنيا أو أسئلة عمليات التفكير العليا، يجدر الإشارة إلى أن أسئلة عمليات التفكير الدنيا لا غنى عنها في العملية التعليمية التعلمية، إذ لا بد من استخدامها في تذكر الحقائق والمبادئ التي يتوصل إليها في مواقف جديدة، وهذه المستويات تعتبر أساسا لأسئلة عمليات التفكير العليا، حيث يبنى هذا التصنيف على أساس هرمي، يعتمد فيه المستوى الأعلى على المستوى الأدنى منه، ولكن الخطورة أن تتوقف العملية التعليمية عند المستوى الأدنى، وتتركز على مستويات الطابع المعرفي.
  2.        ولكن يجب أن نصل بالطالب إلى مستوى التفكير الناقد والمبدع، الذي يتطلب الانتقال إلى مستوى أسئلة التفكير العليا (التحليل والتركيب والتقويم)، التي ترتكز على المستويات السابقة (المعلومات والفهم والتطبيق)، ولكنها تتفوق عليها في قيمتها التربوية حيث :
  • تحقق تعلما قوي المعنى، يوفر جوا ملائما للتعلم الفعال.
  • توفر فرص التفاعل بين المتعلم والمادة فتنمي بذلك القدرات الإبداعية.
  • تتيح المجال لانطلاق التفكير والكشف عن أفكار جديدة.
  • توفر للطالب إدراك العلاقات الارتباطية بين جوانب الموضوع.
  • تنمي المرونة الفكرية التي تساعد الطالب على تصور الأفكار في أوضاع جديدة.
  • تنمي القدرة على التكيف حسب الموقف ومتغيرات الموضوع.
أهمية أسئلة عمليات التفكير العليا
          مما سبق يتبين أهمية أسئلة عمليات التفكير العليا في التعلم الصفي، فهي تسهم بشكل كبير في تطوير قدرات الطلبة العقلية، فهي تتطلب تفكيرا مجردا راقيا، للتوصل إلى التعميمات أو الربط بين المفاهيم والحقائق، ولا تكتفي بمجرد استخدام الذاكرة أو الوصف الحسي للأشياء.
        لذا فإن عمليات التفكير العليا لا تتطلب من الطالب تعريف المفهوم أو القانون وإنما اكتشافه، وهي بذلك تخدم عدة وظائف منها : التقويم والاستدلال بفرعيه الاستقراء والاستنتاج، وتطبيق المفاهيم والمبادئ، والمقارنة، وحل المشكلات، والربط بين الأسباب والنتائج، ... وترتبط هذه الوظائف بمستويات عمليات التفكير العليا، ويختار المعلم منها ما يسنح به الموقف.
          ومن منطلق هذه الأهمية لأسئلة عمليات التفكير العليا، يجدر توضيحها بتفصيل كاف، لذا ففيما يلي بيان مفهوم كل من التحليل والتركيب والتقويم، وبيان الأنواع الفرعية لكل منها، وأمثلة عليها.
أسئلة التحليل:
مفهوم أسئلة التحليل:
         هي عبارة عن الأسئلة من عمليات التفكير العقلية التي يتم فيها تحليل ظاهرة كلية مركبة إلى عناصرها المكونة لها، أي أن المكونات الجزئية التي تتركب منها الظاهرة، كما يقوم المتعلم خلال عملية التحليل بتحديد السمات والمكونات للشيء مدار الدراسة، ثم الانتقال إلى الكشف عن العلاقات والأنماط التي تربط هذه الأجزاء، ومن خلال ذلك يرصد الأخطاء المتضمنة في النص أو الفكرة.
         وهناك ألفاظ مفتاحية تستخدم في أسئلة التحليل (وقد ورد أمثلة منها من قبل) ومنها: (استنتج ، استقرئ ، علل ، ميز ، أورد الأدلة ، ادعم بالشواهد ، أثبت ، حلل ، ... )، علما بأن اللفظ وحده لا يكفي لتحديد نوع السؤال، وإنما ينظر إلى المعنى والمراد من السؤال أولا.
أنواعها الفرعية :
  1. أسئلة تحليل ـ تعليل:
أي الأسئلة التي تتطلب معرفة الأسباب والإدلاء بالعلل والمسببات.
مثال: لم يعطى ابن السبيل من أموال الزكاة؟
لم تكثر الأمراض في فصل الشتاء؟
  1. أسئلة تحليل ـ استنتاج (استنباط) :
أي الأسئلة التي تتطلب من الدارس أن يصل إلى نتائج أو تعميمات، أي تطبيق النتيجة العامة أو المبدأ على حالات فردية أو جزئية، والاستنتاج يعني الانتقال من الأحكام الكلية العامة إلى الأحكام الجزئية الخاصة.
مثال: تحدث عن الفوائد التي تشجع على التكافل الاجتماعي .
بعد زيارة آثار البتراء: ما الذي تستخلصه عن حياة الأنباط؟
  1. أسئلة تحليل ـ استقراء :
الأسئلة التي تتطلب من الدارس أن يعطي الأدلة التفصيلية التي تساعد على إثبات حكم عام، أي تتبع الحالات الجزئية للوصول منها إلى فكرة عامة أو حكم كلي.
مثال: ما الأثر الذي يترتب على انتشار الاحتكار في المجتمع ؟
ما الأدلة التي تستند إليها لتثبت أن الأرض كروية الشكل؟
          وبهذا يتضح أن عمليتي الاستقراء والاستنباط تمثلان علاقتين متعاكستين، فالاستنباط علاقة هابطة من التجريد إلى الخبرة الحسية المباشرة مرورا بالنظريات والقوانين والتعميمات والمفاهيم والحقائق، وأما الاستقراء فعملية صاعدة من الخبرة الحسية المباشرة إلى التجريد مرورا بالحقائق فالمفاهيم فالتعميمات فالقوانين فالنظريات.
نشاط:
  1. حاول وضع سؤالين من تخصصك على كل نوع من الأنواع التي ذكرت.
  2. صنف الأمثلة التالية حسب الأنواع التي وردت:
-         تنفجر إطارات السيارات في الصيف أكثر من الشتاء. علل ذلك.
-         لماذا تعطل المدارس في الصيف؟
-         استنتج الأفكار الفرعية المتضمنة في قصيدة (أمتي) .
-         لم تكثر الأمراض في فصل الشتاء؟
-         ما العوامل التي تساعد على اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية؟
أسئلة التركيب
مفهومها:
          هي الأسئلة التي تتطلب الوصول إلى توقعات معينة، أو حل مشكلات معينة تعرض عليها، أو يبدع أفكارا تواصلية أصلية، ويسهم هذا الإبداع في تنمية المهارات العقلية المتنوعة لدى المتعلم، مثل وصف أوجه الشبه والاختلاف، وصوغ الفرضيات، وغيرها، ويتم ذلك من خلال تعود المتعلم على التلخيص وإعادة بناء المعرفة في ثوب جديد.
          وهناك ألفاظ مفتاحية تستخدم في بناء أسئلة التركيب منها: (تنبأ ، أكتب ، أنتج ، أنشئ ، اقترح ، خطط ، صمم ، ركب ، طوّر ، كيف يمكننا أن نحل ... ؟ ماذا يحدث لو أنّ ... ؟ هل يمكنك اقتراح ... ؟ ) وغيرها من الألفاظ، مع الانتباه أن هذه الألفاظ وحدها لا تقرر نوع السؤال، وإنما يجب الانتباه إلى وظيفة السؤال الذي من الأفضل أن يسبق اختيار الكلمة المفتاحية.
أنواعها الفرعية :
  1. التوصل إلى توقعات مبنية على فرضيات:
مثال: ماذا تتوقع من شاب نشأ في بيت تعمه الفوضى والخلافات؟
  1. اقتراح حل المشكلات:
مثال: كيف يمكنك أن تساهم في حل مشكلة الطالب الفقير في مدرستك؟
  1. إبداع أفكار تواصلية أصلية:
مثال: صمم شبكة تبين مصارف الزكاة في الإسلام.
أسئلة التقويم
مفهومها:
أسئلة تتطلب من الطالب إبداء رأي حول قضية معينة، أو إصدار حكم حول صحة أفكار مطروحة، أو تقويم حلول لمشكلة محددة، أو تقويم مستوى إنتاج معين، والتفكير التقويمي يحدد فيما إذا كانت المعلومات المتوفرة مناسبة أو صالحة، أو تتعلق مع أي محك من محكات الحكم. وغالبا ما تتصدرها أدوات استفهام معينة: (هل توافق؟ ما رأيك؟ أيهما أفضل؟ ... ) أو كلمات مفتاحية مثل : ( قوّم ، حاول ، قرّر فنّد ... ).
أنواعها الفرعية:
  1. تقويم الحلول المطروحة لمشكلة معينة:
مثال: ما رأيك في مساهمة الزكاة في إزالة الفروق بين الناس في المجتمع الإسلامي؟
  1. إبداء رأي في قضية معينة:
مثال: هل تعتقد أن الدساتير الوضعية تصلح لكل زمان ومكان؟
  1. تقويم مستوى إنتاج معين:
مثال: ما رأيك في مدى استغلال الثروات العربية في العالم العربي؟
  1. محاكمة فكرة معينة:
مثال: ما رأيك في الفكرة التالية: "الوضوء سلاح المؤمن" ؟ ولماذا؟
القيمة التربوية لأسئلة عمليات التفكير العليا:
  1. أسئلة التحليل:
  • تنمية مهارات التفكير والبحث والتحليل وتقديم الشواهد التي تدعم المفاهيم والتعميمات، إذ لا يكفي أن يعرف الطالب ما الذي حدث؟ ولكن يجب أن يعرف لم حدث؟
    • تدفع الطالب إلى إعمال الفكر وربط المعلومات وملاحظة الأسباب والمسببات، وبذلك لا تبقى المادة الأدبية معلومات محفوظة في الذاكرة فقط، ويقاس على ذلك أي مادة من مواد التدريس.
  1. أسئلة التركيب:
  • تنمية الطاقات الإبداعية للطلبة وممارسة التفكير المبدع.
  • إتاحة الفرصة أمام الطلبة للتعبير عن تفكيرهم المستقل.
  • ترتيب الأفكار في نمط جديد.
  • التوصل إلى توقعات مستقبلية.
  • حل مشكلات تعرض على الطلبة في الحياة وفي مواقف التعلم الصفي.
  • تحقيق الأهداف التربوية المحددة ذات الصلة بحل المشكلات والتوقعات والإبداع.
  1. أسئلة التقويم:
  • صقل حس الطالب الإبداعي، فتنمي القدرة على تذوق الجمال والحسن في الطبيعة وفي أعمال الإنسان.
    • توفير الاستمتاع بتحقيق الذات.
    • المحاكمة الدقيقة قبل إصدار الأحكام في تقويم الأمور.
    • تذوق الطالب قيمة ما يصدر الحكم حوله.
ما يجب أن نراعيه عند استخدام أسئلة التفكير العليا:
          بعد ما تبين لنا قيمة أسئلة مهارات التفكير العليا، وتفوقها على أسئلة التفكير الدنيا، ينبغي لنا معرفة ما يجب أن نراعيه عند استخدام هذه الأسئلة:
  • التذكير باستمرار بأن أسئلة التفكير العليا تستند أساسا على أسئلة التفكير الدنيا، دون أن نقف عند أسئلة التفكير الدنيا.
  • أن تراعي المستوى العقلي للطلبة
  • أن تتأكد أن السؤال المطروح يتوافق وخلفية الطلبة المعرفية
    • أن تتيح لهم وقتا كافيا للتفكير في السؤال قبل الإجابة عنه
    • أن تشرك أكبر عدد من الطلبة في الإجابة كلما كان ذلك ممكنا
    • تزويد الطالب صاحب الإجابة بتغذية راجعة هادية
    • استخدام الأسئلة السابرة التمحيصية بمختلف أنواعها، لتفعيل تفكير الطلبة واستخلاص الأفكار المتولدة لديهم عن طريق التفكير الدقيق المتأني العميق.
محاذير يجدر تجنبها في استخدام الأسئلة
  • تجنب طرح السؤال في أكثر من صيغة.
  • تجنب المناقشة الطويلة بين المعلم والطلبة.
  • الحذر من الحساسية المفرطة لنظام الصف.
  • تجنب مقاطعة الطالب حتى يكمل إجابته.
  • عدم توجيه عبارات تجريحية للإجابة التي قدمها الطالب مهما كان الخطأ أو عدم الصحة.
    • تجنب الإصرار على أن تكون إجابة الطالب مطابقة تمام المطابقة لما يفكر به المعلم، إذا كان السؤال لا يسمح بتلك المطابقة.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ: موسوعة علوم التربية 2016 © سياسة الخصوصية تصميم : كن مدون