عمليات التفكير
لتفعيل التفكير في العملية التعليمية، لا بد من ربط التفكير بالعمليات المعرفية التي يمكن تعليمها، وترتبط بالمحتوى الدراسي، ومن هذه العمليات التي ترتبط بالتفكير ما يلي:
- الاستيعاب:
وهي عملية يقوم الفرد فيها بتفسير المعلومات وربطها ودمجها بما لديه من معارف سابقة في بنائه المعرفي، وهذا يتطلب من المتعلم تنظيم التعلم الجديد مع ما يمتلكه من معارف ومهارات سبق أن اكتسبها من تعلمه، كما يتطلب ذلك السير في خطوات للوصول إلى الاستيعاب المطلوب، وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:
يجري المتعلم فحصا للعناوين الرئيسة والفرعية والخلاصات، للتعرف على محور التركيز في المحتوى الدراسي، ثم يقوم باسترجاع المعرفة السابقة المتعلقة بالموضوع، ثم يصوغ أسئلة حول هذه العناوين الرئيسة والفرعية، بعد ربطها بالمعرفة السابقة.
يبحث أثناء قراءة المحتوى الدراسي عن إجابات للأسئلة التي طرحت حول الموضوع، مستفيدا من المفردات المفتاحية الأساسية، لتكون نقاط ارتكاز للأفكار المستخلصة من النص.
يجري مراجعة لما قرأه أو استمع إليه، وذلك بتصنيف المعلومات وتلخيص الأفكار، ودمجها في بنيته المعرفية، مع عدم إغفال التعرف على الأشياء التي ما زالت بحاجة إلى معرفة حولها. وبإمكانه في هذه الحالة نقل التعلم الذي استفاده إلى مواقف جديدة.
ويمكن تلخيص الخطوات الثلاث في أسئلة بسيطة:
- ماذا أعرف ؟
- هل تحقق ما أريد معرفته عن الموضوع ؟
- وماذا تعلمت عنه ؟
مثال تطبيقي:
الموضوع : المفعول المطلق / لغة عربية.
ما يعرفه الطالب:
- المفعول المطلق اسم
- من المنصوبات.
- يأتي بعد فعل.
- ...
ما يريد أن يعرفوه:
- أنه مصدر من جنس الفعل.
- أنه على أشكال ثلاثة: التوكيد، العدد، النوع.
- يتم ذلك من خلال المناقشة والبطاقات والأمثلة المنتمية وغير المنتمية والمقارنة مع المفعول به.
ما الذي تعلمه الطالب:
- سمات المفعول المطلق.
|
- حل المشكلات:
تعرف المشكلة بأنها سلوك موجه نحو هدف محدد.
أو هي موقف ينشأ عندما يواجه الشخص أو الجماعة عقبات أو صعوبة تحول دون الوصول إلى هدف معين. والمشكلة قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية أو إدارية أو ذهنية أو غير ذلك.
وفي التعليم هي عبارة عن أنواع من المهمات التي تقدم للطلبة في الموضوعات المختلفة، كالرياضيات والعلوم والمواد الاجتماعية ... الخ.
مفهوم حل المشكلة :
- هو مجموعة العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدما المعلومات والمعارف التي سبق له تعلمها، والمهارات التي اكتسبها، في التغلب على موقف بشكل جديد، وغير مألوف له في السيطرة عليه، والوصول إلى حل له .
حدّد لي مشكلات، أعطك حلولا
|
أنواع المشكلات:
استنادا إلى درجة وضوح المعطيات والأهداف في المشكلة المطروحة للحل، يمكن تقسيم المشكلات إلى الأنواع التالية :
خطوات حل المشكلة:
- الشعور بالمشكلة :
وهذه الخطوة تتمثل في إدراك معوق أو عقبة تحول دون الوصول إلى هدف محدد، ثم تحديد الهدف على شكل نتاج متوقع من الطلبة.
- تحديد المشكلة :
يعني وصفها بدقة، مما يتيح رسم حدودها وتميز ما يميزها عن سواها، حيث يتم تحديد طبيعتها وحدودها ومجالها وحجمها، ومن ثم صياغتها بجملة تقريرية على شكل سؤال يتطلب البحث عن إجابة.
- تحليل المشكلة :
أي تعرف المتعلم على العناصر الأساسية في مشكلة ما، واستبعاد العناصر التي لا تتضمنها المشكلة.
- جمع البيانات المرتبطة بالمشكلة :
تحديد أفضل المصادر المتاحة لجمع المعلومات والبيانات من الميدان المتعلق بالمشكلة.
- اقتراح الحلول:
قدرة المتعلم على تحديد عدد من الفروض المقترحة لحل مشكلة ما .
- دراسة الحلول المقترحة دراسة ناقدة :
قد يكون الحل واضحا مألوفا يتم اعتماده، وقد يكون هناك عدة أبدال ممكنة، فيتم المفاضلة بينها بناء على معايير يتم تحديدها بناء على الهدف والبيانات المجموعة، وينبغي البدء بالحل الأكثر معقولية، وأكثر قربا وقابلية للتطبيق ضمن الإمكانات المتاحة. وقد لا تتوفر الحلول المألوفة، أو ربما تكون غير ملائمة لحل المشكلة، ولذا يتعين التفكير في حل جديد يخرج عن المألوف، وهنا يمارس المتعلم منهجيات الإبداع، مثل ( العصف الذهني, وتألف الأشتات ).
- تنفيذ الحل المقترح:
تطبيق الحل المقترح على ارض الواقع، وجمع المعلومات خلال عملية التنفيذ، سواء الإيجابية أو السلبية، وإذا لم ينجح الحل المقترح، يعمد إلى حل آخر من الأبدال الممكنة.
ما يراعيه المعلم في حل المشكلات :
يجدر بالمعلم عند استخدام حل المشكلات في المواقف التعليمية / التعلمية أن يراعي ما يلي :
- مراعاة الفروق بين المتعلمين من خلال:
- أن يكون المعلم نفسه قادرا على توظيف استراتيجية حل المشكلات، ملما بالمبادئ والأسس اللازمة لتوظيفها.
- أن يكون المعلم قادرا على تحديد الأهداف التعليمية لكل خطوة من خطوات حل المشكلات.
- أن تكون المشكلة من النوع الذي يستثير الطلبة ويتحداهم، ويستثنى بذلك ما يكون التلقين أسلوبا لحلها.
- تأكد المعلم من وضوح التعليمات الأساسية لحل المشكلات قبل الشروع في تعلمها، كأن يتأكد من إتقان الطلبة للمفاهيم والمبادئ التي يحتاجونها للتصدي للمشكلة المطروحة للحل.
- تنظيم الوقت التعليمي لتوفير فرص التدريب المناسب.
تحليل المشكلة :
يمكن تحليل المشكلة تحليلا مفاهيميا يوضح جوانب المشكلة وأبعادها، ويتضمن :
- سؤالا أو موقفا يتطلب إجابة أو تفسيرا أو معلومات أو حلا.
- موقفا افتراضيا أو واقعيا يمكن اعتباره فرصة قيمة للمتعلم، أو التكيف أو إبداع حل جديد لم يكن معروفا من قبل.
- موقفا يواجهه الفرد عندما يحكم على سلوكه دافع تحقيق هدف محدد، ولا يستطيع بلوغه بما يتوفر لديه من إمكانيات.
- حالة تظهر بمثابة عائق يحول دون تحقيق غرض ماثل في ذهن المتعلم، مرتبط بالموقف الذي ظهر فيه العائق.
- موقفا يثير الحيرة والقلق والتوتر لدى المتعلم يهدف المتعلم التخلص منه.
- موقفا يثير حالة اختلال توازن معرفي لدى المتعلم، يسعى المتعلم بما لديه من معرفة للوصول إلى حالة التوازن، والذي يتحقق بحصول المتعلم على المعرفة أو المهارة اللازمة.
العوامل المعوقة لطريقة حل المشكلات
توجد عوامل تعرقل الوصول إلى الحل المناسب للمشكلة، وقد تؤدي إلى استجابات غير ملائمة، ولعل من أهمها العوامل التالية:
- التهيؤ العقلي: وهو التهيؤ الذي يجعل الفرد يستجيب بطريقة معينة، ويحد من مدى الفرضيات المقترحة، ويؤدي إلى التعلق بحلول غير ملائمة على الرغم من عدم صلاحيتها.
- إصرار البعض على التمسك بالحلول السائدة.
- قد يكون هناك صعوبة في تطبيق الحلول التي تم التثبت من صحتها.
- اتخاذ القرارات:
ترتبط عملية اتخاذ القرار بعملية حل المشكلات بشكل وثيق، فالقرار يعتبر الحل الأمثل للمشكلة، يختاره المتعلم من بين عدة خيارات أو أبدال، مع مراعاة بعض المعايير، ويمر اتخاذ القرار في خطوات:
- تحديد الهدف أو الغاية ( مجال اتخاذ القرار).
- توليد الأفكار والخيارات ذات الصلة.
- وضع الخطة لاتخاذ القرار ( وضع الخطة).
- اتخاذ القرار المناسب ( تنفيذ الخطة).
وفي كل خطوة من هذه الخطوات يمارس متخذ القرار التحليل والتركيب والتقويم، فتحديد الهدف يلزم تحديد المشكلة (تحليل)، ثم إيجاد الأبدال والخيارات (تركيب)، يتم منها اختيار الهدف (تقويم)، وتتكرر هذه العمليات (التحليل والتركيب والتقويم) في الخطوات التالية: (اختيار الأفكار والخيارات،ووضع الخطة، وتنفيذها)، أي أن كلا منها يحتاج لاتخاذ قرار مناسب له.
ومن الممكن الاسترشاد ببعض الأسئلة التي يمكن توظيفها في إطار عملية اتخاذ القرار:
- من ؟
- من الذي سيتخذ القرار؟
- من المسؤول عن النتائج؟
- من المشارك في اتخاذ القرار؟
- من سينفذ القرار؟
- ما ؟
- ما هي الخبرات والتجارب التي يسترشد بها في اتخاذ القرار؟
- ما هي المعلومات والبيانات اللازمة ؟
- ما الصعوبات المتوقعة لصنع القرار؟
- ما البيانات الناقصة لصنع القرار؟
- ما البدائل المتوفرة؟
- ما الفوائد المتوقعة عن القرار ؟
- ما الأضرار الناتجة عن تنفيذ القرار؟
- أين ؟
- أين يمكن تواجد المستشارين الذين يمكن الاستعانة بهم في صنع القرار؟
- أين توجد المصادر التي نستقي منها المعلومات؟
- أين يمكن مناقشة البيانات قبل اتخاذ القرار؟
- أين سيجري تطبيق القرارات وتنفيذها؟
- متى ؟
- متى يكون الوقت مناسبا لاتخاذ القرار؟
- متى يكون الوقت متأخرا على اتخاذ القرار؟
- متى يبدأ تطبيق القرار؟
- كيف ؟
- كيف ستدرس المشكلة؟ (فرديا أم جماعيا ؟)
- كيف تحقق المشاركة في اتخاذ القرار؟
- كيف سينفذ القرار بعد صدوره؟
- كيف يجري تقويم تنفيذ القرار؟
- كيف يتابع التنفيذ؟
- كيف نحصل على دعم العاملين والمعنيين بالقرار؟
مبادئ يجدر مراعاتها عند اتخاذ القرار:
- أن تكون قادرا على إخبار نفسك بالسبب الحقيقي وراء أي قرار تتخذه.
- من المهم أن تعرف إذا كان من الممكن التراجع عن القرار أو غير ممكن، وذلك بعد أن يكون قد تم اتخاذ القرار.
- عدم التسرع في اتخاذ القرار، وإنما يتخذ القرار بعد دراسة متأنية.
- أخذ القرار في الوقت المناسب، وعدم الإرجاء والتسويف والمماطلة، لأنها مؤشرات ضعف .
- استشارة ذوي العلاقة والمختصين قبل اتخاذ القرار، للاستفادة من خبراتهم.
- عدم اتخاذ أي قرار غير قابل للتنفيذ، أو لا تستطيع تنفيذه.
- عدم اتخاذ قرار هو في حد ذاته قرار بعدم عمل أي شيء.
مثال تطبيقي على خطوات اتخاذ القرار:
الموضوع :عمل مجسم للنظام الشمسي.
الخطوة
|
التحليل
|
التركيب
|
التقويم
|
الهدف العام
|
تحديد المشكلات التي تواجهها في موقف:
|
إيجاد الخيارات البديلة:
|
اختيار الهدف المحدد:
في الملعب /عدم التحكم بالطقس، في المقصف /إمكانية العبث فيه.
|
اقتراح الأبدال
|
|
استخدام مقياسين مختلفين للتوصل إلى مقياس العمل الممكن.
| |
إعداد الخطة
|
المقاييس المستخدمة قد لا تبين الأحجام الحقيقية، لصغر بعض الأجرام وكبر حجم البعض.
|
حساب حجم النموذج المناسب لظهور الأجرام المختلفة ولو تقريبيا.
|
نحتاج لثلاثة مقاييس:
مقياس للشمس
ومقياس للكواكب الكبيرة
ومقياس للكواكب الصغيرة
|
الحاجة لمواد لعمل النموذج
|
إحضار طابات، بالونات، أسلاك.
اختيار مكان العمل.
|
الانتهاء من العمل
المقارنة بين العمل وعمل مجموعات أخرى في صفوف أخرى.
|
مثال:
تخرج طالب من المرحلة الثانوية، ما الدراسة والتخصص الذي يختاره؟
قبل اتخاذ القرار عليه التفكير فيما يلي:
- معدله وما يؤهله للدراسة.
- رغباته وطموحاته.
- إمكاناته المادية والتربوية.
- إمكانية العمل بعد التخرج.
- حاجة المجتمع من التخصصات.
- العائد المادي للتخصص الذي سيختاره.
- قدرته على العمل في المجال الذي سيختاره.
|
- الاستقصاء:
مفهوم الاستقصاء :
عملية تقوم على إيجاد مثيرات بيئية، أو تقديم مشكلة، تحث الطلبة على جمع معلومات عن المثير، أو المشكلة، للتوصل إلى إجابات أو حل للمشكلة، وقد تكون تحت إشراف المعلم.
خطوات الاستقصاء في التعلم الصفي:
- تحديد المشكلة أو السؤال.
أ. الوعي بالمشكلة أو السؤال.
إدراك المشكلة يولد دافعا للاستقصاء، ويبدأ الاستقصاء عند تعارض شعور المستقصي مع المعرفة والبيانات المتوفرة لديه.
- ب. جعل المشكلة ذات معنى وأكثر طوعا.
ينبغي أن تكون المشكلة ذات معنى، وطيعة وقابلة للعمل، فإذا اتصفت بذلك يتم تجزئتها إلى مشكلات صغيرة فرعية، تؤلف إجاباتها حلا متكاملا للمشكلة الأصلية.
ج. مصادر المشكلة :
قد يكون المعلم هو مقدم المشكلة للطلبة بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد يقوم طالب بتقديم المشكلة التي يحس بها.
- طرح الفرضيات .
يمر تطوير الحل التجريبي بخطوات :
- فحص البيانات المتوفرة وتصنيفها.
- تحديد العلاقات التي تربط بين البيانات.
- طرح فرضيات.
- اختبار الفرضيات.
فحص الحل يمر بمرحلتين :
- تجميع البراهين والأدلة.
- تقويم الأدلة وتنظيمها وتحليلها.
- تطوير الوصول إلى قرار :
- تقويم العلاقات بين الأدلة والفرضيات.
- وضع القرار المناسب.
- تطبيق القرار على خبرات جديدة.
- اختبار القرار بدليل جديد.
- تعميم النتائج.
أمثلة على الاستقصاء:
- إذا ذهبت إلى حديقة الحيوانات، ماذا يمكن أن تشاهد؟
- تصور نفسك تعيش في زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، ما هي المعدات التي تحتاج لاستخدامها للعيش في هذا الزمن؟
|
- العصف الذهني:
يقصد بالعصف الذهني توليد وإنتاج أفكار وآراء إبداعية، سواء كانت فردية أو جماعية، لحل مشكلة معينة، ومن الممكن تصور الموقف على أن له طرفين يتحدى أحدهما الآخر، فالعقل البشري من جانب والمشكلة التي تتطلب الحل من جانب آخر، ولا بد للعقل من الالتفاف حول المشكلة من جميع النواحي، ومحاولة الإحاطة بها واقتحامها بكل الحيل الممكنة، وهذه الحيل تتمثل في الأفكار التي تتولد بنشاط وسرعة تشبه العاصفة، ومما يجدر التركيز عليه في هذا المجال أن يتناول استمطار الأفكار كل الاتجاهات الممكنة في بحث المشكلة، والإحاطة بكل جوانبها، مع مراعاة إيجاد جو من الحرية يسمح بظهور الأفكار والآراء من المشاركين في جلسة العصف الذهني، فهو أسلوب يستخدم عندما يراد تحفيز الطلبة على الإبداع، وتشجيعهم على توليد الأفكار بسرعة كبيرة، كونه يتطلب منهم التعبير عما يجول في خواطرهمبحرية كاملة وبدون مقيدات، ويتمحور الأسلوب حول قيام المعلم بطرح سؤال على الطلبة، واستدراج إجابات منهم عليه.
وهنا ينبغي الانتباه إلى أنه من الممكن تعارض الأفكار من المشاركين، فلا يلجأ أحد من هؤلاء المشاركين إلى التسرع في الحكم على خطأ أفكار هذا أو ذاك، وإنما يؤجل الحكم على صحة الأفكار إلى نهاية الحوار واستيفاء النقاش، ومراعاة المعايير التي توصل إلى صحة الحكم أو خطئه، وهذا يؤدي إلى عدم كبت أفكار المشاركين، وإتاحة الفرصة لكل منهم للتعبير عن رأيه وفكره بحرية تامة، وبذلك تتعدد الأفكار والتصورات والآراء، وهذا يثري موضوع النقاش، فكلما كانت الأفكار أشمل وأوسع كان هذا أفضل، وكلما زاد عدد الآراء والأفكار المطروحة، ارتفعت إمكانية التوصل إلى الأفكار والأحكام المفيدة حول الموضوع، وتجدر الإشارة هنا أن الشخص المشارك يسهم بفكره وآرائه الخاصة،وعصارة تفكيره، وأثناء الحوار في جلسة العصف الذهني قد يثري ويغني فكرته، وكذلك يسهم في إثراء أفكار الآخرين، وقد ينتج عن ذلك دمج الأفكار والخروج بفكرة أو أفكار متنوعة وصالحة من هذا النقاش.
ومن البديهي في هذا المجال أن الأفكار التي يشترك فيها مجموعة من المفكرين؛ التي يعززها النقاش المشترك والتفكير التعاوني أفضل وأكمل من فكر شخص واحد. فإعمال العقل متعاونا مع غيره من العقول بأسلوب منهجي يتصف بالعملية والموضوعية؛ لإيجاد حلول متنوعة لمشكلات نتجت عن ظواهر متعددة، يؤدي إلى نتائج إبداعية، واستشراف للمستقبل، ووضع بدائل لمواجهة تحدياته.
إن اتباع هذا النهج من التفكير يؤدي إلى تغيير نمط التفكير الذي اعتاده الطلبة في حجرة الصف، والذي كان يركز على التفكير الفردي والحل الفردي، كما يدرب الطلبة على التعلم التعاوني، والتعلم في مجموعات صغيرة، ويقود إلى تعلم حل المشكلات عن طريق إشراك المجموعات في التفكير، ووضع البدائل الممكنة للحلول، وتقويم النتائج.
ومما يجدر الانتباه له أن هذا الأسلوب من العصف الذهني والتعلم التعاوني، يحتاج إلى معلم قادر على إدارة عملية التفكير، في مواقف استمطار الأفكار، وتوجيه النقاش وحرية التعبير، دون أن يطغى رأي على الآراء الأخرى، وتعويد الطلبة لتقبل آراء الآخرين.
حلل العبارة التالية مع التوضيح الكافي:
يتصف العصف الذهني بأنه عملية بسيطة مسلية علاجية تدريبية.
|
أهداف العصف الذهني :
تهدف جلسات العصف الذهني إلى تحقيق ما يلي:
- حل المشكلات حلا إبداعيا تعاونيا، يلم بجوانب المشكلة الماما شاملا.
- إيجاد مشكلات تتفرع عن المشكلات المطروحة، أو مشاريع جديدة نتيجة للعصف الذهني.
- تحفيز وتدريب تفكير وإبداع المشاركين في جلسة النقاش.
حالات استخدام أسلوب العصف الذهني:
يقوم المعلم بطرح موضوع جديد على الطلبة، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة المتوالية عليهم، تستهدف تذكر ما يوفره هذا الموضوع، وإبداء آرائهم حوله، بمشاركة إيجابية يتفاعل من خلالها الطلبة مع جوانب الموضوع، للوصول إلى تركيب المفاهيم وتحديد الأفكار المنشودة.
تطرح مشكلة معينة، أو خلاف في الرأي بين مجموعتين، ويثار النقاش بين الطلبة للتوصل إلى حل المشكلة، أو الوصول إلى الرأي الأصح بين الآراء المطروحة، وقد يحفز الطلبة إلى إيجاد حلول خلاقة لكثير من قضايا النزاع.
كالبحث عن نهاية قصة غير مكتملة، أو تخيل موقف محدد.
مثال على هذه الحالات:
الموضوع: حق الإنسان في التملك:
الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المعلم:
- هل يحق اغتصاب ملكية الفرد لأرضه؟
- متى يحق للفرد الدفاع عن ملكيته؟
- هل يجوز للدولة تجريد شخص من ملكيته؟
- متى وتحت أي شروط؟
- ما الحل الأنسب؟
القواعد الأساسية للعصف الذهني
- ضرورة تجنب النقد السلبي للأفكار المتولدة.
أي استبعاد الأحكام والنقد أثناء جلسة العصف الذهني، وتأجيل ذلك حتى يتم النقاش، وتقع مسؤولية هذا الأمر عادة على المعلم الذي يدير الجلسة ويوجه القرار.
- حرية التفكير والترحيب بالأفكار مهما كان نوعها:
ويهدف ذلك إلى إعطاء أكبر قدر من الحرية للطلبة في التعبير، والمساهمة في عرض حلول بديلة للمشكلة المطروحة مهما تكن نوعية ومستويات الحلول، والترحيب بالأفكار الغريبة، أو المضحكة أو غير المنطقية.
- التركيز على زيادة الحلول والأفكار المطروحة.
وهذا يعني التأكيد على زيادة وتوليد أكبر قدر من الأفكار المقترحة، فكلما زاد عدد الأفكار المقترحة من الطلبة؛ زاد احتمال التوصل إلى الحلول الإبداعية للمشكلة.
- تعميق أفكار الآخرين وتطويرها :
ويقصد به تحفيز الآخرين على المشاركة، وتشجيعهم على المشاركة، فالأفكار تدعم بعضها بعضا، وتساعد على التوصل إلى الحل المتكامل المندمج من مجموعة الأفكار المقترحة، فالأفكار المطروحة ملك للجميع، وبإمكان أي من المشاركين تحسين أي فكرة أو تعديلها بالحذف أو الإضافة.
عوامل نجاح عملية العصف الذهني:
- وضوح المشكلة مدار البحث، وما يتعلق بها من معلومات ومعارف لدى المشاركين وقائد النشاط قبل جلسة العصف الذهني.
- وضوح مبادئ وقواعد العمل والتقيد بها من قبل الجميع، بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح الأفكار دون تعليق أو تجريح من الآخرين.
- خبرة قائد النشاط وجديته، وقناعته بجدوى عملية العصف الذهني، كأحد الاتجاهات المعرفية في حفز الإبداعن بالإضافة إلى دوره في استمرار حماس المشاركين في جو من الحرية والموضوعية والانطلاق.
خطوات حل المشكلة في جلسات العصف الذهني:
يتم التدرج في تحديد المشكلة وحلها في جلسات العصف الذهني في الخطوات التالية :
- تحديد المشكلة وصياغتها : يقوم المسؤول عن جلسات العصف الذهني بطرح المشكلة على الطلبة، وشرح أبعادها، وجمع بعض الحقائق حولها. ويقوم المشاركون في فريق حل المشكلة بمناقشة موضوع المشكلة وتحديد جوانبها المختلفة، للتوصل إلى بلورة المشكلة وصياغتها بشكل محدد ودقيق، ويتم ذلك من خلال مجموعة من التساؤلات حول الموضوع، وللتطبيق على ذلك نستعرض المثال التالي:
مناقشة الأمور التالية حول المشكلة:
- هل سبب الضعف عائد إلى محتوى المنهاج الدراسي وبنائه التراكمي؟
- هل سبب الضعف عائد إلى عدم كفاية التدريب على المسائل اللفظية ؟
- هل سبب الضعف عائد إلى عدم الإلمام الكافي بالعمليات الحسابية الأربعة (الجمع والطرح والضرب والقسمة)؟
- هل يعود ذلك إلى طرائق وأساليب التدريس المستخدمة في هذه المرحلة ؟
- هل يتعلق ذلك بقدرات الطلبة العقلية ونموهم اللغوي؟
- جلسة العصف الذهني:
يتم فيها وضع تصور للحلول الممكنة من خلال طرح المشاركين في جلسة العصف الذهني لأكبر عدد ممكن من الأفكار وتجميعها وإعادة بنائها، حيث يقوم رئيس الجلسة بتوضيح طريقة العمل، وتذكير المشاركين بقواعد العصف الذهني، وتبادل الآراء بنظام، وتقبل الآراء وبلورتها من خلال النقاش العلمي الموضوعي، ويتم تناول عبارات المشكلة واحدة بعد الأخرى وتدوين الآراء والحلول المقترحة للمشكلة، مع الحرص على تجنب الملل أو الإحباط من أي فرد من المشاركين في الجلسة، عن طريق التحفيز وقبول الآراء المختلفة.
ويحث رئيس الجلسة المشاركين على مراعاة ما يلي :
- اعرض أفكارك بغض النظر عن خطئها أو صوابها أو غرابتها.
- لا تعترض على آراء الآخرين.
- حاول الاختصار عند إتاحة الفرصة لك في النقاش.
- يمكنك الاستفادة من آراء الآخرين بان تستنتج منها أو تطورها.
- أعط فرصة لمقرر الجلسة لتدوين أفكارك وأفكار غيرك.
- تشجيع الطلبة على الإسهام بإجاباتهم، وكتابتها في مكان واضح للجميع.
- يأخذ المعلم أو مقرر الجلسة الأفكار من الطلبة دون التعليق عليها، ودون تعليق الطلبة على آراء بعضهم.
- مراعاة عدم فرض المشاركة على الطلبة لأن ذلك قد يقتل الإبداع.
- تسجيل جميع الآراء واقتراحات الطلبة طالما أنها لم تذكر من قبل، حتى لو ظهرت أنها غريبة، فالمقترحات الغريبة عادة تكون خلاقة.
- تقديم الحلول واختيار أفضلها والتقويم:
تتميز جلسة العصف الذهني بتوليد عدد كبير من الأفكار المطروحة حول مشكلة معينة، وهنا تظهر فائدة تقويم هذه الأفكار وانتقاء المفيد منها لوضعه موضع التنفيذ.
لذا يقوم رئيس الجلسة بتنظيم تقييم الأفكار وتصنيفها إلى:
- أفكار أصلية ومفيدة وقابلة للتطبيق.
- أفكار مفيدة ولكنها غير قابلة للتطبيق، سواء التطبيق المباشر، حيث تحتاج إلى المزيد من المعلومات والبحث، أو غير قابلة للتطبيق لعدم توفر الإمكانيات والحاجات المطلوبة لتنفيذها أو غير ذلك.
- أفكار مستثناة لأنها غير عملية وغير ممكنة التطبيق.
- وفي نهاية الجلسة يلخص مقرر الجلسة الأفكار القابلة للتطبيق، والإجراءات اللازمة لتنفيذها، ويعرضها على المشاركين في الجلسة لإقرارها.
ويمكن صياغة هذه الخطوات بصورة إجرائية كالتالي:
ليست هناك تعليقات: